آخرها طوفان الأقصى.. مواجهات عديدة أشعلها السنوار ضد الاحتلال الإسرائيلي

منذ 3 ساعات
آخرها طوفان الأقصى.. مواجهات عديدة أشعلها السنوار ضد الاحتلال الإسرائيلي

أعلنت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) استشهاد يحيى السنوار، رئيس مكتبها السياسي والقيادي البارز في غزة، خلال مواجهات مع قوات الاحتلال الإسرائيلي في منطقة تل السلطان.

المقاومة تتوعد بمواصلة القتال وتتزوج السنوار شهيداً.

أصدرت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، بيانا أكدت فيه وعدها بمواصلة القتال حتى تحرير فلسطين بعد أن أكدت الحركة استشهاد يحيى السنوار.

وجاء في البيان: “إن كتائب شهداء عز الدين القسام تتقدم إلى العلا، القائد الشهيد العظيم يحيى السنوار (أبو إبراهيم)، قائد حركة المقاومة الإسلامية حماس، وهو غير مخطط له في أشرف ما يكون”. الشكل يقاتل دفاعاً عن المسجد الأقصى المبارك وشعبنا وحقوقه المشروعة”.

وتابع البيان: “إنه لمن دواعي الفخر أن حركتنا تضع القادة فوق الجنود وأن يقود قادتها قافلة شهداء شعبنا الذين قدموا أرواحهم ودماءهم في سبيل الله وعلى طريق تحرير فلسطين”.

ويختلف السنوار عن غيره من قادة المقاومة في أنه يوصف بأنه متذوق الفكر والسياسة الإسرائيلية بسبب سنوات خبرته في سجون الاحتلال التي درسها ودرسها ومتابعتها، مما مكنه من قيادة هجمات فعالة ضد إسرائيل في السنوات التي تلت إطلاق سراحه من سجونهم.

-عاصفة الأكل: دور بارز للسنوار في تطوير إستراتيجيات المقاومة.

بعد أقل من ثلاث سنوات على خروجه من سجون الاحتلال الإسرائيلي، لعب الشهيد يحيى السنوار دوراً بارزاً في عملية عاصفة الأكل في تموز 2014، حيث كان له دور فعال في توجيه العمليات الهجومية والدفاعية.

وتحت قيادته، اعتمدت المقاومة تكتيكات جديدة مثل هجمات الأنفاق والقتال المباشر ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي، مما ساعد على تسليط الضوء على المقاومة الفلسطينية في ساحة المعركة.

– مسدس ضابط إسرائيلي.. غنيمة السنوار تشهد على فشل الاحتلال

وفي مارس 2017، تم انتخاب يحيى السنوار رئيسًا للمكتب السياسي لحركة حماس في قطاع غزة، مما عزز منصبه الجديد لإدارة الوضع في القطاع المحاصر.

في ليلة 11 تشرين ثاني/ نوفمبر 2018 قامت وحدة خاصة من جيش الاحتلال الإسرائيلي بعملية سرية في قطاع غزة بهدف جمع معلومات استخباراتية.

وبحسب مسؤولين في حماس، فإن الجنود الإسرائيليين كانوا ينتمون إلى وحدة النخبة “سيرة متكال” ودخلوا قطاع غزة عبر معبر حدودي. وبعد أن اكتشف المقاومون وجودهم، اندلعت اشتباكات عنيفة أسفرت عن مقتل ضابط إسرائيلي واستشهاد سبعة فلسطينيين، من بينهم القائد البارز في كتائب عز الدين نور بركة، الأمر الذي دفع حماس للرد.

وفي الأيام التالية، أطلقت الجماعات الفلسطينية حوالي 460 قذيفة صاروخية على المناطق الحدودية الإسرائيلية مع قطاع غزة، مستهدفة بلدات مثل سديروت ونتيفوت، مما أدى إلى إصابة 55 إسرائيليًا.

وضبطت المقاومة خلال العملية الإسرائيلية مسدسا يعود لضابط إسرائيلي قتل خلال اشتباك مع عناصر من الحركة. واحتفظ بها السنوار واستخدمها كرمز لفشل العملية الإسرائيلية.

وظهر السنوار عدة مرات وتفاخر بهذا السلاح واعتبره دليلا على نجاح المقاومة.

– سيف القدس

وعلى خلفية الاعتداءات الإسرائيلية على سكان حي الشيخ جراح بالقدس في مايو 2021، خاضت المقاومة الفلسطينية معركة “سيف القدس”.

وقاد السنوار الجناح العسكري للحركة في الحرب ضد الاحتلال، حيث أظهرت حماس قدراتها العسكرية المتقدمة بقصف تل أبيب ومدن إسرائيلية أخرى.

وشدد السنوار في تصريحاته على أن المقاومة تمكنت من ممارسة تأثير كبير على الاحتلال، وذكر أن حماس لم تستخدم سوى جزء من قدراتها العسكرية خلال هذه المعركة.

– فيضان الأقصى.. أقوى ضربة لإسرائيل

تمثل معركة “طوفان الأقصى” التي اندلعت في 7 أكتوبر 2023، أهم مرحلة في مسيرة المقاومة والنضال في حياة الشهيد يحيى السنوار، حيث اعتبر أحد المهندسين الأساسيين و المخططون لهذه العملية، التي منيت إسرائيل على إثرها بخسائر استراتيجية غير مسبوقة.

كان السنوار معروفًا بإتقانه لاستراتيجيات حرب العصابات. وتمكن من جعل هذه العملية نقطة تحول في المقاومة الفلسطينية، واستغل السنوات السابقة لبناء شبكة علاقات مع محور المقاومة.

وقاد السنوار القتال ضد الاحتلال طوال العام حتى استشهد في اشتباك مع قوة إسرائيلية في تل السلطان.

ونشر الاحتلال الإسرائيلي مقطع فيديو قصيرا يظهر اللحظات الأخيرة من حياة يحيى السنوار. وكان يرتدي الزي العسكري وأصيب في يده اليمنى. ومع ذلك، حاول إبعاد طائرة إسرائيلية بدون طيار بالعصا في يده قبل أن يقتله جنود الاحتلال.

وقبل شهرين من استشهاده، انتخب يحيى السنوار رئيسا للمكتب السياسي لحركة المقاومة حماس، خلفا للشهيد إسماعيل هنية الذي اغتاله الاحتلال الإسرائيلي في العاصمة الإيرانية طهران.

وشهدت الفترة التي قضاها السنوار على رأس المكتب السياسي لحماس تصعيدا إقليميا، فبالإضافة إلى اغتيال الأمين العام، كثف الاحتلال الإسرائيلي غاراته الجوية على جنوب لبنان والضاحية الجنوبية لبيروت، وحزب الله اللبناني حسن نصر الله وأغلبية كبار قادة الحزب بالإضافة إلى قادة آخرين في الحرس الثوري الإيراني.

-كيف سيؤثر غياب السنوار على الوضع؟

وعلى المستوى الميداني في غزة، قللت مصادر من حركة حماس تحدثت لـ«الشروق» من تأثير غياب السنوار عن الساحة الميدانية، رغم أنها أكدت رمزيته وأكدت أنه زعيم يصعب استبداله أو استبداله. يعني استبدال، وخاصة في حالات استثنائية.

وأوضحت المصادر أن المجلس العسكري للحركة لا يزال يضم عدداً من القيادات ذات الخبرة العسكرية الواسعة، على رأسهم عز الدين الحداد قائد لواء غزة الحالي، ومحمد السنوار قائد كتيبة غزة الحالي. لواء غزة لواء غزة هيئة عمليات القسام هي الجهة الرئيسية المسؤولة عن تأمين الأسرى الإسرائيليين، إلى جانب رائد سعد قائد هيئة التصنيع العسكري، ومحمد شبانة قائد كتيبة رفح.

وفي هذا السياق، كررت المصادر أيضاً ادعاء حماس الرسمي بأن رئيس الأركان محمد الضيف، الذي أبلغت إسرائيل الجميع رسمياً باغتياله، لم يستشهد.


شارك