الضمانات الحكومية للهيئات الاقتصادية تسيطر على نشاط القروض داخل القطاع المصرفى
• المصرفيون: 290 مليار جنيه مصري من القروض التي يتم تسويقها للحكومة وتراجع في القطاع الخاص
وبحسب مصادر مصرفية مطلعة، سيطرت الضمانات الحكومية على أنشطة الائتمان والإقراض لدى البنوك العاملة في السوق المحلية، تزامناً مع انسحاب القطاع الخاص من الاقتراض.
قال مصرفيون لـ المال والأعمال لـ«الشروق»، إن البنوك تعمل حاليا على ترتيب وإدارة تمويلات كبيرة بضمان وزارة المالية لصالح الشركات والجهات الحكومية، حيث يتم توزيع 130 مليار جنيه على الجهات المرتبطة بالوزارة. وفي مارس حصلت التعاونية للبترول على قرض بقيمة 50 مليار جنيه للشركة القابضة للكهرباء، و30 مليار جنيه للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، و10 مليارات جنيه 10 مليارات جنيه، بالإضافة إلى دراسة إصدار سندات لصالحها بقيمة 300 مليار جنيه. وهيئة المجتمعات العمرانية لسداد الديون المستحقة على البنوك الحكومية، وتمويل مشروعات البنية التحتية بالمدن الجديدة.
وأظهرت بيانات البنك المركزي تراجع حصة القطاع الخاص من إجمالي قروض القطاع المصرفي المصري إلى 46.2% في مارس الماضي، مقابل 51.9% بنهاية 2023.
وقالت مصادر مصرفية إن ارتفاع تكاليف الاقتراض دفع العديد من الشركات إلى تجنب الاقتراض وتأجيل خطط ضخ استثمارات جديدة في السوق لحين خفض أسعار الفائدة.
وأوضح أنه بسبب ضعف القوة الشرائية للمستهلكين، فإن السوق يشهد حالة من الركود وتراجعا كبيرا في الطلب، وهو ما يعد بالإضافة إلى زيادة تكلفة التمويل سببا آخر لانكماش القطاع الخاص.
وقررت لجنة السياسة النقدية بالبنك المركزي المصري، في 6 مارس الماضي، رفع أسعار الفائدة لليلة واحدة والإقراض وسعر التشغيل الرئيسي للبنك المركزي بمقدار 600 نقطة أساس إلى 27.25% و28.25% و27.75% على التوالي اعتماد سياسة مرنة لاعتماد سياسة سعر الصرف على أساس العرض والطلب، وتحديد سعر الدولار عند 50 جنيهاً.
ويوجد في مصر نحو 59 مؤسسة تجارية، يحصل بعضها على قروض بضمانات من وزارة المالية من بنوك محلية أو أجنبية. وتشمل القطاعات الرئيسية التي تحصل على ضمانات حكومية “النفط والنقل والإسكان والكهرباء”. وعادة ما تستخدم لتمويل المشاريع الوطنية أو الاجتماعية.
يعد ضمان الخزينة شرطًا أساسيًا للحصول على القروض التي تحصل عليها الشركات والجهات الحكومية من بنك محلي أو عالمي.
وكان صندوق النقد الدولي أعلن في سبتمبر/أيلول الماضي أن حجم الضمانات الحكومية وصل إلى 34% من الناتج المحلي الإجمالي في يونيو/حزيران الماضي بسبب تغير أسعار الصرف وإصدار ضمانات جديدة للمؤسسة العامة للبترول التي تمتلك نصف الضمانات وأضاف أن مصر تستهدف خفض الضمانات الحكومية تدريجيا خلال الفترة المقبلة، خاصة في ظل تحول الهيئة العامة للبترول نحو تحقيق صافي تدفقات نقدية إيجابية في 2025-2026.
وقال مسؤول إقراض مصرفي حكومي إن الضمانات الحكومية تنقسم إلى نوعين، أحدهما يتطلب موافقة البنك المركزي على توفير التمويل بالعملة الأجنبية في حالة عدم وجود مورد دولاري للمقترض.
وتنطبق ضمانات أخرى على المشاريع التي تكون جدواها على المدى الطويل موضع شك في كثير من الأحيان، كما يمنح الضمان المقترض الفرصة لتقليل تكاليف التمويل.
وبحسب المدير العام لقطاع الائتمان في أحد البنوك الخاصة، فإن ضمانة الدولة تزيد من أعباء الدين العام، خاصة أنها تقدم عادة للمشاريع التي لا تدر عوائد تغطي تكاليف تنفيذها، مثل الإسكان الاجتماعي، الخ مشاريع السكك الحديدية.
وبحسب صندوق النقد الدولي، ارتفعت قيمة الضمانات المقدمة لهيئة البترول بنحو 5% من الناتج المحلي الإجمالي منذ أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي.
تعمل الحكومة على خفض الدين الوطني وقررت وضع حد سنوي للدين الوطني. ويبلغ الحد الأعلى للعام المالي الحالي نحو 88.2% من الناتج المحلي الإجمالي، مما يعني أن الدين سيوضع على مسار نزولي بعد أن كان في العام المالي 2022-2023 96% من الناتج المحلي.