خبراء: سداد الالتزامات الخارجية وجذب الاستثمارات المباشرة وراء قرار «ستاندرد آند بورز» تثبيت التصنيف الائتماني لمصر

منذ 3 ساعات
خبراء: سداد الالتزامات الخارجية وجذب الاستثمارات المباشرة وراء قرار «ستاندرد آند بورز» تثبيت التصنيف الائتماني لمصر

وأرجع الاقتصاديون الذين التقت بهم صحيفة الشروق قرار وكالة التصنيف ستاندرد آند بورز تحديد التصنيف الائتماني لمصر عند “B-/B” مع نظرة مستقبلية “إيجابية” إلى التزام القاهرة بالوفاء بالتزاماتها الخارجية وجذب الاستثمارات الأجنبية. ومباشرة، كان أبرزها وأبرزها صفقة رأس الحكمة.

وفي وقت سابق من اليوم الجمعة، أبقت وكالة ستاندرد آند بورز على تصنيفها الائتماني لمصر عند “B-/B”، وأكدت نظرتها المستقبلية عند “إيجابية”.

وأشارت الوكالة في تقريرها الذي نشرته الليلة الماضية إلى أن التوقعات الإيجابية “تعكس إمكانية حدوث مزيد من التحسن في المركز الخارجي والمالي لمصر وتعني أيضًا أن نظام سعر الصرف الذي تحركه قوى السوق سيساعد في تحفيز ودعم نمو الناتج المحلي الإجمالي مع مرور الوقت”. “.

وتشير تقديرات الوكالة في تقريرها إلى أن الاقتصاد المصري شهد تباطؤا ملحوظا في النمو خلال العامين الماضيين ليصل إلى 3.8% في 2023 ثم 2.4% هذا العام.

ورغم تباطؤ معدلات النمو، تتوقع الوكالة حدوث انتعاش تدريجي في النشاط الاقتصادي اعتبارا من عام 2025 إلى متوسط 4.2% في 2025-2027، مدفوعا بتعديلات أسعار الصرف وانخفاض أسعار الفائدة.

ووفقا للوكالة، فإن القطاعات التي من المتوقع أن تكون أهم محركات النمو في السنوات المقبلة تشمل: “البناء، والسياحة وتصدير السلع، فضلا عن تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وتجارة الجملة والتجزئة، والزراعة والرعاية الصحية”. كما أبرزت ستاندرد آند بورز في تقريرها أن الاقتصاد المصري يمر بمرحلة انتقالية ومن المتوقع أن يتحسن تدريجيًا في ضوء الإصلاحات الاقتصادية المستمرة والدعم الإقليمي للشفافية والحوكمة.

وتعطي النظرة الاقتصادية الإيجابية انطباعا جيدا عن قدرة البلاد على سداد ديونها.

من جانبه، علق محمد حسن العضو المنتدب لشركة ألفا لإدارة الاستثمارات المالية، على قرار الوكالة قائلا: «إن تأكيد الجدارة الائتمانية والحفاظ على النظرة الإيجابية للاقتصاد يعطي انطباعا جيدا بأن الدولة قادرة على سداد ديونها للقطاع الخاص». الوفاء بالتزاماتنا وأننا مازلنا في المنطقة الآمنة القادرة على جذب…المستثمرين.

وأضاف حسن لـ«الشروق»، أن التصنيف الائتماني الحالي مقبول بالنسبة للمستثمرين، خاصة في ظل ارتفاع أسعار الفائدة التي تجذب بعضهم، مما يشجعهم على دخول مثل هذه الأسواق للاستثمار رغم المخاطر.

ويرى حسن أنه ما زال من السابق لأوانه الحديث عن رفع التصنيف الائتماني، فالأمر لا يتعلق فقط باستقرار أوضاع الاقتصاد المصري، بل أيضا باستقرار الأوضاع الاقتصادية والجيوسياسية في المنطقة بأكملها.

* كان الاستثمار الأجنبي المباشر قويا هذا العام من جانبه، قال مصطفى شافعي، رئيس قسم البحوث بالعربية أونلاين، إنه بالإضافة إلى التسوية الناجحة لالتزامات مصر في 2024، فإن قرار تأكيد الجدارة الائتمانية يرتبط أيضًا بقوة الاستثمار الأجنبي المباشر في العام الحالي. وذلك بفضل رأس الحكمة – صفقات إضافية في سندات الدين المصرية. وأضاف الشافعي لـ«الشروق» أنه رغم التحديات، فإن استمرار تنفيذ خطة الإصلاح الاقتصادي والاستثمارات المتوقعة من قبل السعودية وغيرها في بعض الشركات المملوكة للحكومة المصرية، عززت التصنيف الإيجابي لوكالة ستاندرد آند بورز.

يُشار إلى أن مصر والإمارات، ممثلة بالشركة الإماراتية القابضة (ADQ)، وقعتا في فبراير الماضي عقدًا لتطوير مشروع رأس الحكمة بحجم استثمار يقدر بنحو 150 مليار دولار، منها 35 مليار دولار. دولار من الاستثمار الأجنبي المباشر للخزانة المصرية، يتم استلامه خلال فترة شهرين بعد توقيع العقد.

وتنتظر مصر المراجعة الرابعة لصندوق النقد الدولي، والتي من المقرر أن تتم بعد انتهاء الاجتماعات السنوية للصندوق والبنك الدولي. وفي حالة الموافقة، ستحصل مصر على شريحة تقدر بنحو 1.3 مليار دولار.

يذكر أن مجلس إدارة صندوق النقد الدولي وافق في مايو الماضي على صرف الشريحة الثالثة من برنامج دعم مصر بقيمة 820 مليون دولار، كما وافق في نهاية مارس من العام الماضي على المراجعة الأولى والثانية في إطار برنامج إغاثة الصندوق الموسع لمصر ووافق على ذلك. لزيادة قيمة البرنامج الأصلي بنحو 5 مليارات دولار إلى 8 مليارات دولار، مما يسمح للدولة بسحب نحو 820 مليون دولار سيولة من الصندوق على الفور.

وشدد الصندوق، في تقريره الاقتصادي عن مصر الذي نشر في أغسطس الماضي، على الحاجة إلى تحول واضح نحو توحيد الإيرادات الضريبية من أجل زيادة الفائض الأولي بشكل مستدام وإفساح المجال لأولوية الإنفاق، وتحسين معنويات السوق، وتطوير إدارة أكثر قوة للديون الاستراتيجية وخفض متطلبات التمويل الشاملة.

* من المتوقع رفع التصنيف الائتماني لمصر في المرة القادمة وتوقع محمد أنيس، الخبير الاقتصادي، رفع التصنيف الائتماني لمصر في المرة القادمة. وتوقع أيضًا أن نرى ترقية من وكالة التصنيف موديز في التقرير القادم.

وأضاف أنيس لـ«الشروق» أن تقرير ستاندرد آند بورز يشير إلى تحسن إيجابي في الإيرادات الدولارية، واصفا إياه بـ«الأمر الجيد»، لكنه يعتمد على استثمارات لمرة واحدة، لكن الوكالة تتطلع إلى جعل الإيرادات الدولارية مستدامة لتحقيق استقرار المصريين – التحويلات المالية إلى الخارج بمستوياتها واستثماراتها المباشرة.


شارك