تراجع إيرادات قناة السويس وصادرات الغاز يخفضان توقعات نمو المؤسسات الدولية للاقتصاد المصري
محمد أبو باشا: إيرادات قطاع القناة والطاقة خفضت معدل النمو 2% في العام المالي الماضي مصطفى شافي: ارتفاع معدل التضخم يعيق خفض أسعار الفائدة مما يؤثر على النمو
واتفق عدد من الخبراء على أن انخفاض توقعات النمو للاقتصاد المصري من قبل المؤسسات الدولية يرجع إلى تراجع إيرادات قناة السويس نتيجة تصاعد التوترات الجيوسياسية، فضلا عن تراجع صادراتنا من الغاز، والتي إن النجاح المحدود بسبب ارتفاع معدلات النمو في السنة المالية الماضية سيحد من تحقيق الهدف في السنة المالية 2024. وفي عام 2025، خاصة في ظل استمرار ارتفاع أسعار الفائدة، من المتوقع أن يصل معدل النمو إلى 3.5% بحلول نهاية يونيو من العام المقبل.وخفض البنك الدولي الأسبوع الماضي توقعاته لمعدل نمو الاقتصاد في العام المالي الحالي 2024-2025 بنسبة 0.7% مقارنة بالتوقعات السابقة. وتوقع البنك أن يتراجع معدل نمو الناتج المحلي للاقتصاد المصري إلى 3.5% خلال العام المالي الحالي مقابل 4.2% في توقعات سابقة، كما خفض صندوق النقد الدولي توقعاته بأن يصل النمو في العام إلى 2.7% في 2024 ويرتفع إلى 4.1% العام المقبل، حسبما ذكرت في تقريرها الذي نشر في يوليو. قال محمد أبو باشا، كبير اقتصاديي البحوث بالمجموعة المالية هيرميس، إن انخفاض توقعات المؤسسات الدولية لمعدلات نمو الاقتصاد المصري ليس مفاجئا، خاصة في ظل الأزمة المستمرة في البحر الأحمر، والتي أثرت بدورها على إيرادات قناة السويس. في العام الحالي، بالإضافة إلى انخفاض إنتاج الغاز، مما أثر على حجم صادرات الغاز الطبيعي. وأضاف أبو باشا في تصريحاته لـ«الشروق»، أن إيرادات قناة السويس وقطاع الطاقة خفضت معدل النمو بإجمالي 2% في العام المالي الماضي. ويرى أبو باشا أن القطاع الخاص بدأ يسجل تحسنا في أدائه بعد معالجة أزمة السيولة والعملة، وتعمل الحكومة على تقديم مجموعة من التسهيلات والحوافز لتشجيع التسجيل الضريبي. ورجح أبو باشا أنه سيكون من الصعب تحقيق معدل النمو الذي تستهدفه الحكومة والبالغ 4.2% في العام المالي الحالي بسبب التوترات الجيوسياسية المستمرة وتأثيرها المباشر على قناة السويس ومعدلات النمو المتوقعة 3.5% 2024-2025. وزير التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي د. أعلنت رانيا المشاط، أن الاقتصاد حقق معدل نمو 2.4% خلال العام المالي الماضي. وأشار المشاط إلى أن التوترات الجيوسياسية أثرت على نشاط الشحن في قناة السويس، مما حد من معدلات النمو المرتفعة.وأعلن رئيس الوزراء مصطفى مدبولي، في بيان حكومته أمام مجلس النواب عقب تشكيل الحكومة الجديدة، أن الحكومة تستهدف تحقيق معدل نمو 4.2% خلال العام المالي الحالي، على أن تحقق معدلات نمو فوق 5% في المتوسط. على مدى عمر البرنامج الحكومي.انخفضت قيمة صادرات مصر من الغاز الطبيعي وغاز البترول المسال بنسبة 87.5% لتسجل 286.61 مليون دولار خلال السبعة أشهر الأولى من العام الحالي 2024، مقارنة بـ 2.305 مليار دولار في نفس الفترة من العام الماضي، وهو ما يمثل انخفاضًا قدره 2.019 مليار دولار. بحسب نشرة التجارة الخارجية الصادرة عن الجهاز المركزي للتعبئة. العامة والإحصائيات.وبحسب النشرة، واصلت قيمة واردات مصر من الغاز الطبيعي الارتفاع بنسبة 50.8% خلال الأشهر السبعة الأولى من عام 2024 لتصل إلى 2.252 مليار دولار، مقابل 1.493 مليار دولار في نفس الفترة من العام الماضي، بزيادة 758 بما يعادل 84 مليون دولار. . وبحسب بيانات البنك المركزي الصادرة في وقت سابق من الشهر الجاري، انخفضت إيرادات قناة السويس بنسبة 24.3% إلى نحو 6.6 مليار دولار في السنة المالية 2023-2024، مقارنة بـ 8.8 مليار دولار في السنة المالية السابقة. ويتوقع مصطفى شافعي، رئيس قسم الأبحاث في العربية أونلاين، أن يتراوح معدل النمو بين 3.5 و3.8% في العام المالي الحالي بسبب الظروف الاقتصادية المتعددة الناجمة عن التوترات الجيوسياسية وتأثيرها على حركة التجارة في البحر الأحمر، والتي بدورها وألقت بظلالها على قناة السويس وأزمة تصدير الغاز الطبيعي، بالإضافة إلى ارتفاع أسعار الفائدة واستمرار البنك المركزي في تشديد السياسة النقدية. ويرى الشافعي أن التشديد النقدي هو أحد أكبر عوامل إعاقة معدلات النمو وأن اتجاه التيسير النقدي والسياسات التوسعية سيحدث في الفترة الحالية وسيكون من الصعب حدوث ذلك، قبل أن نشهد استقرارا على المستوى الاقتصادي. ومع استمرار ارتفاع أسعار النفط في جميع أنحاء العالم، فإن ذلك سيؤدي إلى ارتفاع أسعار البنزين والوقود، مما سيؤثر على معدل التضخم. وهذا بدوره يعيق خفض أسعار الفائدة، مما يؤثر على النمو.وأضاف الشافعي في تصريحاته لـ«الشروق» أن تباطؤ معدلات النمو لا يؤثر على تنفيذ برنامج المقترحات وأنه من المتوقع أن نشهد إبرام وتنفيذ بعض الصفقات خاصة بعد زيارة ولي العهد السعودي الأخيرة الأمير يزور مصر وتوقيع اتفاقية حماية الاستثمار المتبادل بين البلدين. وقعت السعودية ومصر، الثلاثاء الماضي، اتفاقية لتعزيز وحماية الاستثمارات المتبادلة بين البلدين، وذلك على هامش زيارة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز إلى مصر.قال الخبير الاقتصادي محمد أنيس، إن انخفاض معدلات النمو من قبل المؤسسات الدولية لن ينعكس على تنفيذ برنامج مقترحات الحكومة، خاصة أننا شهدنا بالفعل خطوات في تنفيذ بعض الاتفاقيات وآخرها وطرح قيد المصرف المتحد في البورصة، بالإضافة إلى بيع وزارة الخزانة أو سحب حصتها في بنك الإسكندرية، بالإضافة إلى طرح عدد من المطارات للقطاع الخاص. وأضاف أنيس في تصريحاته لـ«الشروق» أن أكبر أزمة يواجهها الاقتصاد حاليا هي ارتفاع معدلات التضخم وبالتالي الهدف الأساسي هو خفض معدلات التضخم وليس معدل نمو مرتفع ولكن تحقيق معدل نمو مرتفع سيكون يؤدي ذلك إلى زيادة الإنفاق الحكومي والديون لخلق استثمارات جديدة، كما أنه من الصعب تحفيز القطاع الخاص مع بقاء معدلات التضخم مرتفعة. ويرى أنيس أنه إذا استمرت التوترات الجيوسياسية وتحولت إلى حرب إقليمية فسيكون لها تأثير مباشر على إيرادات قناة السويس وبالتالي تقليل إيرادات الدولة بالدولار، وهو ما سيؤثر على معدل النمو وسينعكس أيضًا على ارتفاع أسعار المواد الخام العالمية. مثل النفط. وتوقع أنيس أن تتراوح معدلات النمو الاقتصادي بين 3.5% و4% في حالة الاستثمار الأجنبي المباشر وتحسن عائدات قناة السويس.