نظرة على الموارنة والسنة والشيعة والدروز.. ما دور الطوائف السياسية في لبنان؟
يعتمد النظام السياسي في لبنان على هيكل طائفي لتقاسم السلطة تم تقديمه مع استقلال البلاد عن فرنسا عام 1943، ويضمن الدستور اللبناني تمثيل جميع الطوائف الدينية الثمانية عشر في الحكومة والجيش والخدمة المدنية.
وعليه، فإن أهم المناصب الحكومية الثلاثة، وهي مكتب رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء ورئيس مجلس النواب، تتوزع بين الطوائف الرئيسية، حيث يتم تعيين رئيس الجمهورية دائماً من قبل المسيحيين الموارنة، ورئيس الوزراء. وزير من المسلمين السنة ورئيس مجلس النواب من المسلمين الشيعة.
– الرئاسات الثلاث وتنقسم الحكومة في لبنان إلى ثلاث صلاحيات رئيسية، تعرف باسم “الرئاسات الثلاث”: رئاسة الجمهورية التي تعطى دائماً لمسيحي ماروني، ورئيس الوزراء الذي يعطى لمسلم سني، ورئاسة الجمهورية. فمجلس النواب الذي يُمنح للمسيحي الماروني يُمنح للمسلمين الشيعة.
– الطوائف السياسية الرئيسية 1. الموارنة: وتعد الطائفة المارونية أكبر طائفة مسيحية في لبنان، ولعبت دورا تاريخيا في تأسيس الدولة اللبنانية الحديثة. وتتمتع هذه الطائفة بنفوذ سياسي كبير، حيث جرت العادة على تعيين رئيس الجمهورية من بين صفوفها. ومن أبرز القادة الموارنة الذين يتولون الرئاسة بشير الجميل والرئيس الحالي ميشال عون. السنة الثانية: وتمثل الطائفة السنية إحدى أهم القوى السياسية في لبنان، ويتولى ممثلها منصب رئيس الوزراء. ومن أبرز قادتها رفيق الحريري الذي اغتيل عام 2005، وابنه سعد الحريري الذي شغل منصب رئيس الوزراء لعدة فترات. 3. الشيعة: وتعتبر الطائفة الشيعية أكبر طائفة إسلامية من حيث العدد ولها تأثير سياسي كبير في البلاد. وتتولى رئاسة مجلس النواب ممثل عن هذه الطائفة التي تنتمي تقليديا إلى حركة أمل. ويعتبر رئيس مجلس النواب الحالي نبيه بري شخصية شيعية بارزة إضافة إلى النفوذ الكبير لحزب الله الذي يمثله في مجلس النواب. 4. الدروز: وعلى الرغم من أن الدروز طائفة صغيرة نسبيًا، إلا أنهم يتمتعون بنفوذ سياسي كبير. ويلعب الزعيم الدرزي وليد جنبلاط دورا مهما في قيادة الطائفة، ويمثل الحزب التقدمي الاشتراكي الدروز سياسيا. ويشغل أعضاء هذه الطائفة مناصب مهمة في الحكومة والبرلمان.
– دور حزب الله تأسس حزب الله كمنظمة مسلحة عام 1982 خلال الحرب الأهلية اللبنانية. ويهدف الحزب إلى مقاومة الاحتلال الإسرائيلي لجنوب لبنان، ويتمتع بدعم مالي وعسكري كبير من إيران. وفي عام 1985 أعلن الحزب عن وجوده رسميًا. وأشارت إلى رغبتها في إقامة دولة إسلامية في لبنان على غرار الجمهورية الإسلامية الإيرانية وتعهدت بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي في جنوب لبنان وفلسطين. وفي عام 2009، أصدر حزب الله بياناً جديداً، ورغم أنه لم يدعو صراحة إلى إنشاء دولة إسلامية، فقد أكد من جديد موقفه الثابت تجاه إسرائيل. بعد انتهاء الحرب الأهلية اللبنانية في عام 1990، تم حل جميع الميليشيات الطائفية المسلحة باستثناء حزب الله، الذي برر احتفاظه بالسلاح من خلال الإشارة إلى الحاجة إلى استمرار المقاومة للاحتلال الإسرائيلي. وبعد انسحاب القوات الإسرائيلية من جنوب لبنان عام 2000، اعتبر حزب الله ذلك انتصاراً لنفسه. منذ عام 1992، شارك الحزب في السياسة اللبنانية من خلال تقديم مرشحيه للانتخابات البرلمانية. واليوم يشغل العديد من المقاعد في البرلمان ويوفر أيضًا وزراء في الحكومة. وبالإضافة إلى أدواره العسكرية والسياسية، يقدم حزب الله مجموعة واسعة من الخدمات المجتمعية، بما في ذلك إنشاء المدارس وتوفير الرعاية الصحية والاجتماعية في المناطق ذات الأغلبية الشيعية. ورغم أن أطرافاً لبنانية أخرى تقدم خدمات مماثلة، إلا أن شبكة خدمات حزب الله تعتبر الأكثر شمولاً وتأثيراً.