لماذا يغيب الجيش اللبناني عن الحرب مع إسرائيل؟
إن غياب الجيش اللبناني النظامي عن الحرب الحالية ضد لبنان يثير تساؤلات حول قدرته على التعامل مع صراع كبير، ومع تصاعد الهجوم الإسرائيلي على لبنان، يتساءل الكثيرون: هل لدى لبنان جيش؟ لماذا لا تظهر في أي مكان؟
التفوق الإسرائيلي
وفقاً لمجلة فورين بوليسي، فقد نأى الجيش اللبناني تاريخياً عن الصراع مع إسرائيل بسبب الفجوة الكبيرة في القدرات العسكرية لكلا الجانبين. وبحسب تصنيف منظمة “غلوبال فاير باور”، يحتل لبنان المركز 118 من بين 145 دولة من حيث القوة العسكرية، فيما يدخل جيش الاحتلال الإسرائيلي ضمن أقوى 20 قوة مسلحة في العالم.
ولا يملك لبنان طائرات مقاتلة ويعتمد على الدبابات القديمة. ويبلغ تعدادها نحو 70 ألف جندي عامل، لكن الكثير منهم يضطرون إلى العمل في وظائف أخرى. في المقابل، لدى إسرائيل 170 ألف جندي في الخدمة الفعلية وما بين 300 ألف إلى 400 ألف جندي في الاحتياط، بالإضافة إلى الطائرات المقاتلة والدبابات وأنظمة الدفاع المتقدمة.
ومع هذا التفوق الكبير في العدد والعتاد، تصبح المشكلة التي تواجه الجيش اللبناني أكثر تعقيداً، إذ يواجه الجيش معضلات وجودية تتعلق بدوره في الصراع الحالي.
المساعدات الامريكية
وإذا قاتل الجيش اللبناني إلى جانب حزب الله فقد يؤدي ذلك إلى اعتباره داعما لجماعة تعتبرها الحكومات الغربية إرهابية ويخاطر بخسارة المساعدات الأمريكية. منذ عام 2006، دعمت الولايات المتحدة الجيش اللبناني بأكثر من 3 مليارات دولار، بل وساهمت في دفع رواتبهم وسط الأزمة الاقتصادية.
ويقول الخبراء إن الجيش اللبناني قد يواجه صعوبة في استخدام المعدات التي قدمتها الولايات المتحدة ضد إسرائيل، الحليف الرئيسي لواشنطن. وبحسب فراس مقصد، الباحث البارز في معهد الشرق الأوسط، يجب على الجيش اللبناني الحفاظ على التوازن بين دوره كمدافع شرعي عن لبنان واعتماده على المساعدات الأميركية.
وأضاف مقصد أنه نظرا لترسانته القديمة وافتقاره إلى أنظمة الدفاع الجوي، كان على الجيش أن يأخذ في الاعتبار الاعتماد على المساعدات الأمريكية وكذلك تأثير الأزمة الاقتصادية على استعداد الجيش للدفاع عن نفسه ضد أي هجوم بري أو جوي في سوريا. جيش متطور مثل جيش الاحتلال.
التوازن مع حزب الله
ويعتبر الجيش اللبناني أحد المؤسسات القليلة الملتزمة برأب الصدع الطائفي والسياسي في البلاد. وتولى القادة العسكريون منصب الرئاسة في الماضي، ويعتبر القائد الحالي العماد جوزيف عون مرشحاً قوياً للمنصب.
ووفقاً لمجلة فورين بوليسي، بنى حزب الله خطاباً مفاده أنه من الضروري مواجهة الهجمات الإسرائيلية على السيادة اللبنانية، مشيراً إلى ضعف القوات المسلحة اللبنانية تحت النفوذ الغربي. كما يتخذ حزب الله موقفاً يصوره كحليف للجيش وليس منافساً، مشدداً على شعار “الشعب والجيش والمقاومة”.