رحلة إلى قمة الإيمان.. سياح يتحدون الصعاب من أجل شروق الشمس على جبل موسى -صور
في قلب صحراء سيناء، حيث تلتقي السماء بالأرض، تقع مدينة سانت كاترين، المدينة المقدسة التي تحتوي على أسرار التاريخ وأسرار الطبيعة. ومن هذه الأسرار رحلة شاقة تتحدى النفوس وتختبر الإيمان: الرحلة إلى جبل موسى أعلى قمة في مصر.
لماذا جبل موسى؟
جبل موسى ليس مجرد جبل، بل هو مكان مقدس يحتوي على قصة لقاء الله مع نبيه موسى، حيث تلقى الوصايا العشر. هذا التراث الديني يجعل من تسلق الجبل تجربة روحية بالدرجة الأولى، حيث يرغب الزوار من مختلف الديانات في استكشاف المعالم التاريخية والدينية وزيارة المكان الذي جرت فيه الأحداث العظيمة.
رحلة صعبة:
الرحلة إلى جبل موسى لا تخلو من التحديات. الصعود طويل وشاق ويتطلب لياقة بدنية جيدة وعزيمة قوية. يبدأ التسلق عادةً في منتصف الليل، حيث يرافق الزوار مرشدون يرشدونهم إلى الطريق الصحيح. وعلى طول الطريق، تتناوب مراحل المشي لمسافات طويلة مع مراحل الراحة التي يمكن للزوار من خلالها الاستمتاع بجمال الطبيعة الخلاب وسماء سيناء المرصعة بالنجوم.
شروق الشمس: لحظة سحرية
وقبل شروق الشمس بوقت قصير، تصل القافلة إلى القمة وينتظر الزوار هذه اللحظة السحرية بفارغ الصبر. فإذا طلعت الشمس من وراء الجبال، يعم الصمت، ولا يسمع إلا همسات الدعاء والشكر. إنها لحظة تأمل وتأمل يستشعر فيها الزائر صغره أمام عظمة الخالق.
من جانبه، قال رمضان الجبالي “مرشد سياحي” بدوي، إن السياحة في المدينة تبلغ ذروتها مع بدء الموسم السياحي الشتوي، رغم برودة الطقس الشديدة في المدينة، حيث تصل درجة الحرارة أحيانا إلى 3 درجات تحت الصفر. ، يأتي السياح من مختلف جنسيات العالم ويريدون الاستمتاع بأجواء الشتاء الفريدة التي تأخذ طابعًا روحانيًا والاستمتاع أيضًا بالمناظر الخلابة التي خلقتها الطبيعة بتحويل بلدة الجبل الأصفر إلى بلدة بيضاء مغطاة بالثلوج بدءًا من الشوارع والمنازل والأشجار حتى قمم الجبال.
وقال رمضان في بيان اليوم، إن إحدى مجموعات السياح الذين زاروا المدينة أمس، تسلقت جبل موسى مساء ومكثت في قمة الجبل طوال الليل، رغم برودة الطقس الشديدة في أعلى الجبل لتفقد الأجواء. وضعية مراقبة عملية شروق الشمس وهي تخترق السحب هي لوحة فنية مذهلة رسمتها الطبيعة، تشير إلى أن السائح يشعر بالسعادة والروحانية والهدوء عند القمة، وهذه الروحانية تجعله يشعر بالتعب وعدم الشعور بإرهاق التسلق رحلة مليئة بالمخاطر.
وأشار إلى أن السياح يهتمون بممارسة الشعائر الدينية في أعلى الجبل بسبب زيادة الطاقة الروحية والشعور بعظمة وقدرة الخالق عز وجل، لافتا إلى أن السياح الأجانب يمارسون طقوسهم في كنيسة قمة الجبل ويؤدون على قمة الجبل. قمة الجبل بينما المسلمون يصلون خارج الكنيسة.
من ناحية أخرى، قال مبروك الغمريني، رئيس المدينة، إن المدينة استقبلت أمس 430 سائحًا من جنسيات مختلفة، كما اهتم 170 سائحًا بتسلق الجبل مساءً لقضاء الليل على الجبل والاستمتاع بمنظر الجبل. مشهد شروق الشمس ثم النزول لزيارة دير سانت كاترين واستكمال برنامجهم السياحي بالمدينة، فيما اكتفى السائحون الآخرون البالغ عددهم 260 سائحًا بزيارة الدير والمناطق السياحية ثم التنزه في الأودية لمشاهدة الطبيعة الجبلية الخلابة للمدينة اكتشف الطبيعة وتمتع بينابيع المياه التي تزين الجبال، وكذلك الأشجار المثمرة والنباتات الطبيعية التي تنمو في الأودية وتحولها إلى واحة خضراء.
وأكد رئيس المدينة أن المدينة تستقبل اليوم 300 سائح أجنبي يزورون المدن السياحية على خليج العقبة “شرم الشيخ ودهب ونويبع وطابا” لزيارة المناطق السياحية الدينية والأثرية والعودة إليها. ثم تعود المدينة بعد ذلك إلى المنتجعات السياحية لاستكمال برامجها السياحية بجنوب سيناء.
الرحلة إلى جبل موسى ليست مجرد مغامرة، بل تجربة روحية فريدة وفرصة للتقرب من الله واكتشاف نفسك والاستمتاع بجمال الطبيعة. وعلى الرغم من التحديات التي تواجهها، إلا أن هذه الرحلة تبقى في ذاكرة كل من قام بها.