جائزة زايد للاستدامة 2025: حضور لافت للدول العربية في شمال أفريقيا ومصر تتصدّر المتأهلين للنهائيات
أعلنت جائزة زايد للاستدامة، المبادرة الإماراتية المرموقة لتكريم الحلول المبتكرة لمواجهة تحديات الاستدامة العالمية، عن المرشحين النهائيين لعام 2025. ومن بين 33 متأهلاً للتصفيات النهائية تم اختيارهم من بين 5980 مشاركة من 156 دولة، سجلت الدول العربية في شمال إفريقيا نقاطًا. تتمتع مصر بحضور قوي وأصبحت مساهمًا رئيسيًا في جهود الاستدامة العالمية. ويساعد المتأهلون للتصفيات النهائية، الذين يستفيدون من أحدث التقنيات مثل الذكاء الاصطناعي، واحتجاز الكربون، والاحتفاظ بالمياه، في تسليط الضوء على الدور المتنامي للمنطقة في مشهد الاستدامة العالمية.
ومن خلال سلسلة من المشاريع الرائعة التي قدمها المشاركون من مصر والمغرب والجزائر، يؤكد المتأهلون للتصفيات النهائية لعام 2025 على التزام المنطقة بمعالجة القضايا الرئيسية في مجال الرعاية الصحية وندرة المياه والاستدامة البيئية. ويعكس المتأهلون للتصفيات النهائية لهذا العام التقدم الكبير الذي حققته المنطقة وإمكانياتها الهائلة التي تؤهلها لإحداث تأثير دائم ليس فقط على مستوى مجتمعاتها ولكن أيضًا خارجها.
• تعتبر مصر رائدة في مجال الابتكار في قطاعي الصحة والزراعة
أظهرت مصر قيادة ملحوظة في مجال الاستدامة، حيث قدم اثنان من المرشحين النهائيين مساهمات كبيرة في قطاعي الصحة والزراعة.
تتميز منصة Rology المصرية المتخصصة في قطاع الرعاية الصحية بدورها الرائد في فئتها. وتهدف المنصة، التي تأسست عام 2017، إلى معالجة النقص الحاد في أطباء الأشعة من خلال توفير خدمة الأشعة عن بعد المدعومة بالذكاء الاصطناعي والتي تربط المستشفيات والمراكز الطبية بأخصائيي الأشعة حول العالم. تسمح هذه المنصة المبتكرة للمنشآت الطبية بتحميل فحوصات المرضى، والتي تتم مطابقتها بعد ذلك مع أطباء الأشعة باستخدام الذكاء الاصطناعي. يقوم الأخصائي بمراجعة الاختبارات ثم يقدم التقارير التشخيصية في الوقت المناسب. ويساعد هذا النهج على زيادة الوصول إلى خدمات الرعاية الصحية الجيدة بغض النظر عن القيود الجغرافية.
من خلال العمل مع أكثر من 150 مستشفى في تسعة بلدان، أحدثت Rology تأثيرًا كبيرًا، حيث أنقذت حياة أكثر من 700000 شخص من خلال استخدام التشخيص الدقيق والفوري. وستفيد المنصة بشكل خاص سكان المناطق النائية والمحرومة، حيث تكون خدمات الرعاية الصحية المتخصصة محدودة في كثير من الأحيان. من خلال تقليل الوقت والتكلفة المرتبطين بطرق التشخيص التقليدية، تعمل Rology على تغيير طريقة تقديم الرعاية الصحية في مصر وخارجها.
وإلى جانب منصة “رولوجي”، تم إنشاء مدرسة العبور للتميز للعلوم والتكنولوجيا، وهي مدرسة حكومية في مصر تضم 320 طالبا، حيث أظهرت تقدما كبيرا في مجال الابتكار الزراعي. تعد المدرسة رائدة في تطوير تقنية الهيدروجيل لتحسين قدرة التربة على الاحتفاظ بالمياه. تمثل التكنولوجيا الجديدة حلاً متقدمًا يعد أمرًا بالغ الأهمية لتحسين الممارسات الزراعية في المناطق التي تعاني من الإجهاد المائي. وتحظى المركبات الهيدروجيلية، المعروفة بقدرتها على امتصاص وتخزين المياه، بأهمية كبيرة في العديد من مناطق العالم، مثل مصر، حيث يتطلب الاستخدام الفعال للمياه بسبب المناخ الجاف والاعتماد الكبير على نهر النيل في الري الزراعي.
ويهدف مشروع الهيدروجيل الذي تتبناه هذه المدرسة إلى تقليل مدخلات الري من خلال الحفاظ على رطوبة التربة لفترات طويلة وتحسين جودتها ودعم الممارسات الزراعية المستدامة. ويمكن أن يؤدي هذا الابتكار إلى زيادة إنتاج المحاصيل وتطوير نظم بيئية زراعية أكثر مرونة في مصر، مما يساعد على مواجهة تحديات عدم كفاءة المياه في البلاد. ومن الممكن أن يؤدي تركيز المشروع على تحسين استخدام المياه إلى إحداث ثورة في القطاع الزراعي في الأراضي الجافة، بما يتماشى مع الجهود العالمية لتحسين الأمن الغذائي على أساس حلول مستدامة.
• مؤسسة الأطلس الكبير في المغرب: الاستدامة لتعزيز المجتمعات
تم اختيار مؤسسة الأطلس الكبير في المغرب كمرشح نهائي لالتزامها بالتنمية المستدامة من خلال الاعتماد على أنظمة ضخ المياه التي تعمل بالطاقة الشمسية. والهدف من تصميم هذه الأنظمة هو تحسين عملية استخراج المياه الجوفية في المناطق الريفية، وخاصة للاستخدام الزراعي. الحل الذي طورته المنظمة يقلل الاعتماد على مصادر الطاقة باهظة الثمن وغير الموثوقة من خلال استخدام الطاقة الشمسية ويوفر طريقة مستدامة للوصول إلى المياه في المناطق النائية.
وتعتبر مؤسسة الأطلس الكبير، التي تأسست عام 2000 على يد مجموعة من المتطوعين السابقين في فيلق السلام، رائدة في التنمية المستدامة بالمغرب، وتركز على تنفيذ مشاريع فلاحية ومشاريع أخرى تتعلق بتمكين المرأة والمبادرات البيئية. ويعد برنامج زراعة الأشجار، الذي زرع أكثر من 5 ملايين شجرة منذ عام 2003، بمثابة شهادة على جهود الشركة المستمرة لتحسين سبل العيش وتعزيز الاستدامة البيئية.
تركز المؤسسة عملها على تمكين المرأة. تشارك ما يقرب من 3000 امرأة في ورش عمل تهدف إلى تحسين المهارات القيادية والتنمية الشخصية. يعالج هذا النهج الشامل للاستدامة الاهتمامات البيئية ويدعم التقدم الاجتماعي، مما أكسب هذه المنظمة مكانًا بين المتأهلين للتصفيات النهائية في فئة العمل المناخي.
• ثانوية ابن الأحرش السعيد بالجزائر: نموذج للاستدامة تهدف ثانوية ابن الأحرش السعيد في الجزائر إلى أن تصبح نموذجا للاستدامة من خلال تطبيق الطاقة المتجددة والحفاظ على المياه وأنظمة الغذاء المستدامة وحلول إدارة النفايات. وتهدف مبادرة المدرسة، التي تخدم 900 طالب، إلى خلق نموذج يمكن نشره وإلهام المؤسسات التعليمية الأخرى لتشجيعها على تبني ممارسات مستدامة.
وتخطط المدرسة لتلبية احتياجاتها من الطاقة من خلال استخدام الطاقة الشمسية، وتحسين استخدام وإدارة الموارد المائية، ومواصلة تطوير أنظمتها الغذائية وممارسات إدارة النفايات. ومن خلال دمج هذه الحلول في عملياتها، تساعد المدرسة على رفع مستوى الوعي بالاستدامة بين طلابها والمجتمع الأوسع، وتوفر للأجيال القادمة الأدوات اللازمة لتعزيز الإشراف البيئي.
• جائزة زايد للاستدامة: محفز للتغيير حول العالم ونجحت جائزة زايد للاستدامة في إحداث تأثير عميق على الجهود العالمية لمكافحة تغير المناخ وتعزيز الاستدامة البيئية وتحسين نوعية الحياة في المناطق المعرضة للخطر. على مر السنين، ساعدت الجائزة ملايين الأشخاص في الحصول على المياه النظيفة والطاقة الموثوقة والطعام الصحي والمغذي والرعاية الصحية الجيدة. تستمر الجائزة في إلهام التغيير ودفع التقدم العالمي نحو الاستدامة من خلال تسليط الضوء على الحلول المبتكرة من جميع أنحاء العالم والاعتراف بها.
مع تزايد تعقيد التحديات البيئية حول العالم، تساعد مبادرات المتأهلين للتصفيات النهائية من مصر والمغرب والجزائر ودول عربية أخرى على إيجاد الحلول المرغوبة وتثبت أنها منارة أمل للناس. وتؤكد مشاريعهم على أهمية الابتكار المحلي ودوره في دعم جهود الاستدامة العالمية، وتوفير الحلول التي تلبي الاحتياجات العاجلة، وإرساء أسس قوية لمستقبل مستدام.
وسيتم الإعلان عن الفائزين في حفل توزيع جوائز زايد للاستدامة في 14 يناير 2025 خلال أسبوع أبوظبي للاستدامة. سيسلط هذا الحدث الضوء على هؤلاء المتأهلين للتصفيات النهائية من الدول العربية في شمال أفريقيا، ومن المؤكد أن عملهم سوف يلهم الآخرين للانضمام إلى الكفاح العالمي من أجل عالم أكثر اخضرارًا.