بعد اغتيال قادته.. هل استعاد حزب الله قدراته وتوازنه بعد الضربات الإسرائيلية؟

منذ 6 ساعات
بعد اغتيال قادته.. هل استعاد حزب الله قدراته وتوازنه بعد الضربات الإسرائيلية؟

لا يزال التصعيد الدموي بين حزب الله اللبناني وإسرائيل مستمرا بعد أن شن الجانبان هجمات عسكرية مكثفة على مدى أشهر، فيما قادت إسرائيل سلسلة من محاولات اغتيال قيادات رئيسية في الحزب اللبناني، وعلى رأسها حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله، والتي قادت لها منذ أكثر من 32 عاماً، وقادتها العسكريون فؤاد شكر وإبراهيم عقيل وعلي كركي وآخرون.

عاد حزب الله وشن هجمات مضادة ضد إسرائيل. وكان أبرزها الهجوم الذي نفذته طائرة انتحارية بدون طيار على مقر إقامة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في قيسارية. وكانت هذه خطوة غير مسبوقة من جانب حزب الله، إذ كان أول هجوم ناجح على منزل نتنياهو. ويعكس تاريخ الصراع العربي مع الاحتلال تصعيداً جديداً. إن استخدام الطائرات بدون طيار لمهاجمة مناطق حساسة في عمق إسرائيل أظهر فشلاً استخباراتياً كبيراً.

رغم استمرار تكثيف جيش الاحتلال الإسرائيلي هجماته العسكرية ضد بؤر حزب الله في جنوب لبنان واغتيال قياداته الواحد تلو الآخر، إلا أن تجدد تكثيف حزب الله هجماته على عدة مناطق إسرائيلية بالصواريخ والمسيرات أثار بعض التساؤلات: هل استعاد الحزب عافيته؟ قوتها ؟ رصيده في مواجهة إسرائيل؟

– خبير عسكري لبناني: نجح في استعادة السيطرة على منظومة القيادة

نقلت قناة الحرة الأمريكية عن الخبير العسكري والإستراتيجي اللبناني نزار عبد القادر قوله إن حزب الله “التقط أنفاسه” في ضوء الهجمات الأخيرة ضد إسرائيل.

ويرى عبد القادر أن حزب الله تمكن من استعادة السيطرة على منظومة القيادة من خلال تعزيز قيادته العسكرية العليا بالكوادر والقادة؛ لأن طريقة العمل والخطة تغيرتا، مما يوحي بأنه بدأ في وضع خطة جديدة أكثر فعالية من أي شيء قام به منذ دخوله حرب غزة في الثامن من تشرين الأول/أكتوبر من العام الماضي.

– قائد في الجيش الأردني: لم يفقد مهاراته العسكرية بعد

يرى الفريق قصيد محمود، نائب رئيس هيئة الأركان السابق في الجيش الأردني، أن حزب الله لم يفقد بعد قدراته العسكرية، وأنه يعمل وفق خطة التصعيد التدريجي مع إسرائيل، لافتاً إلى القتال الدائر بين الجانبين بحسب ما قاله. وبحسب موقع “إيرام” الإماراتي، فمن المرجح أن يتطور العدد إلى مستوى أعلى من المستوى الحالي.

وشدد على أن هجوم حزب الله كان بمثابة إشارة قوية لإسرائيل. أولها أنها لم تفقد قدراتها العسكرية، رغم اغتيال عدد من قادة الخطوط الأمامية؛ ومع ذلك، لديه القدرة على مواصلة القتال.

وتابع: “أما الرسالة الثانية: فهي تتعلق بقدرة حزب الله على زيادة وتيرة المواجهة وزيادة كلفة الخسائر العسكرية والأمنية الإسرائيلية”، مرجحا أن الرسالة الثالثة هي أن الحزب لم يستخدم بعد كل إمكاناته. قدراتها العسكرية.

– العميد اللبناني: الثغرات لم يكن لها تأثير على القرار الميداني

ويرى العميد اللبناني المتقاعد محمد رمال أن آليات التنسيق بين الوحدات القتالية تكون فعالة عندما يتمكن حزب الله من إطلاق مئات الصواريخ يوميا من أكثر من منصة ومن أكثر من موقع، في ظل التفوق الجوي الإسرائيلي. لأن ذلك يتطلب تنسيقاً دقيقاً بين من يشتت انتباه القبة الحديدية ومن يبدأ المسيرات.

وأوضح: “يبدو أن الثغرات التي طرأت على المستوى القيادي لم يكن لها أي تأثير على القرار على الأرض، وهذا واضح على الحدود البرية حيث أن العدو الإسرائيلي غير قادر على الاختراق”. صحيفة الاوسط .

وأضاف: “من يلاحظ تزايد وتيرة إطلاق الصواريخ يستنتج أن هناك مخزوناً يطمئن إليه الحزب، علماً أنها حرب مفتوحة ولا يُعرف متى ستنتهي، ولهذا السبب فهي حرب مفتوحة”. ومن المرجح أن لديها خطة للتعامل مع الاحتياطي الحالي.”

– خبير عسكري وإستراتيجي لبناني: تمكن من استعادة قدرته الردعية

وقال الخبير العسكري والاستراتيجي اللبناني العميد الياس حنا في مقابلة مع قناة الجزيرة الفضائية إن حزب الله تمكن من استعادة قدرته الرادعة ضد إسرائيل، محدثا بذلك تحولا استراتيجيا في ميزان القوى.

وأضاف أن نظام الدفاع الجوي الإسرائيلي، وخاصة القبة الحديدية، لم يعد قادرا على توفير حماية شاملة لإسرائيل في مواجهة التهديدات الجديدة من حزب الله.

وتابع أن تأثير اغتيال قيادات حزب الله على استراتيجيته تطلب وقتا لاستعادة التوازن وتفعيل القيادة والسيطرة، مضيفا: “اليوم دخلنا مرحلة جديدة يسعى فيها حزب الله إلى رفع مستوى الردع من جديد”.

– خبير إسرائيلي: يستعيد توازنه الاستراتيجي

من جانبه، قال دانييل سوبلمان، خبير الأمن الدولي في الجامعة العبرية بالقدس، لشبكة CNN، إن حزب الله لا يزال قادراً على توجيه الهجمات، مضيفاً: “هذه علامة واضحة على أن حزب الله يتابع الهجمات المدمرة الأخيرة التي شنتها قواته”. واحتفظت أجهزة القيادة والقيادة”.

– جندي لبناني: يستعيد قوته بعد الاعتداءات

أما العميد اللبناني المتقاعد جورج نادر، فيرى أن عمليات حزب الله الأخيرة تشير إلى أنه بدأ يستعيد قوته بعد الهجمات المتلاحقة التي تعرض لها، وتابع: “حتى لو انقطعت طرق إمداده، فهو قادر على الصمود لأنه احتياطياتها المحدودة بعد إضراب جزء كبير من «أعمالها».

وأضاف أن وضع القيادة والسيطرة داخل الحزب غير مستقر لأن تسليم واجبات القادة القدامى المقتولين إلى القادة الجدد لم يكن سهلاً ولا فعالاً.

– مستشارو البنتاغون: رؤى من المديرين التنفيذيين على المستوى الأدنى

من جهته، قال كاظم الوائلي، المستشار السابق لوزارة الدفاع الأميركية لشؤون الشرق الأوسط، لقناة سكاي نيوز البريطانية، إن حزب الله فقد قيادته وأن ما يجري هو جهود قادة عسكريين تابعين له.

وأضاف الوائلي أن تصعيد حزب الله يعود إلى عدم وجود قيادة مركزية قادرة على وضع حدود للاشتباك، وتابع: “من الناحية التكتيكية، أعتقد أن هجمات حزب الله ستزداد… نحن ندخل” المرحلة من الهجمات الإسرائيلية وردود الفعل بين حزب الله وإسرائيل”، موضحا أن هجمات حزب الله الأخيرة تتميز بالاستهداف والتسبب بإصابات مباشرة.

– يديعوت أحرونوت: زعماء إسرائيل غير معروفين

ونقلت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية عن مسؤول إسرائيلي قوله إن حزب الله عزز قيادته بعناصر لم تكن إسرائيل معروفة أسمائهم من قبل. وقد مكنه ذلك من مواصلة القتال ضد إسرائيل رغم الخسائر الفادحة التي لحقت به.

وأشار المسؤول الإسرائيلي إلى أن القادة الجدد كانوا في السابق قادة تابعين؛ وساهم ذلك في قدرة حزب الله على القيام بعمليات عسكرية رغم الضغوط المتزايدة.


شارك