خبراء: مصر ستطالب بإعادة صياغة إجراءات خطة الإصلاح مع صندوق النقد الدولي

منذ 1 شهر
خبراء: مصر ستطالب بإعادة صياغة إجراءات خطة الإصلاح مع صندوق النقد الدولي

توقع عدد من الخبراء الذين استطلعت «الشروق» آراءهم، أن تطرح مصر مجددا على طاولة المفاوضات إعادة النظر في شروط البرنامج الاقتصادي مع صندوق النقد الدولي، مفترضين أنها ستطالب بإعادة صياغة بعض إجراءاته. وقد تم تأجيل خطة الإصلاح الاقتصادي كما كان متوقعا، خاصة في ظل الوضع الاقتصادي والتوترات الجيوسياسية المرتبطة به.

وقال الرئيس عبد الفتاح السيسي، خلال مؤتمر الصحة والسكان، أمس الأحد، إن البرنامج الذي اتفقنا عليه مع الصندوق يحتاج إلى مراجعة، مضيفا: “هذا أمر مهم أقوله للحكومة ولنفسي” إذا كان هذا التحدي يؤدي إلى الضغط على الرأي العام بشكل لا يتحمله الناس، فالوضع لا يحتاج إلى مراجعة مع صندوق النقد الدولي».

يتم تأجيل بعض الشروط للتخفيف من تأثير الظروف الاقتصادية

يرى محمد حسن العضو المنتدب لشركة ألفا لإدارة الاستثمارات المالية، أنه من الممكن مراجعة برنامج مصر مع صندوق النقد الدولي، مؤكدا أن ذلك لن يكون له أي تأثير على صرف الشريحة الرابعة المتوقعة خلال الفترة المقبلة.

وأضاف حسن في تصريحاته لـ«الشروق»، أن إجراءات الإصلاح الاقتصادي المنصوص عليها في البرنامج قد تتأجل وتتم على فترة زمنية أطول، لكن من الصعب إضعافها، لافتًا إلى أنه من الضروري تأجيل بعض الإجراءات، لمحاولة تخفيف العبء على المواطنين الناجم عن الظروف الاقتصادية.

ووقعت مصر حزمة دعم مالي بقيمة 8 مليارات دولار مع صندوق النقد الدولي في مارس/آذار الماضي، تلزمه بخفض الدعم على الوقود والكهرباء والسلع الأخرى والسماح بتحرير سعر الصرف.

وبدأت الحكومة تنفيذ هذه الإجراءات بزيادة أسعار الفائدة بنسبة 6% وتوحيد سعر الصرف في مارس الماضي. كما رفعت أسعار الوقود ثلاث مرات هذا العام. وجاء آخر تغيير في الأسعار يوم الجمعة الماضي مع ارتفاع أسعار البنزين والديزل بنسبة 17%.

وكان من المقرر أن يجري صندوق النقد الدولي مراجعة جديدة لاتفاقية القرض المبرمة مع مصر نهاية سبتمبر/أيلول من العام الماضي، لكن الصندوق أرجأ المراجعة إلى موعد لم يحدد بعد، ما أدى إلى تأجيل منح مصر قرضا جديدا. وتبلغ قيمة شريحة القرض 1.2 مليار دولار أمريكي.

ووفقا للجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، تسارع معدل التضخم في مصر مرة أخرى إلى 25.6% في أغسطس بعد تباطؤ لمدة خمسة أشهر وارتفع إلى 26% في سبتمبر.

وأعادت تصريحات الرئيس السيسي البرنامج إلى طاولة المفاوضات

قال مصطفى شافعي رئيس قسم الأبحاث في العربية أونلاين، إن خطط الإصلاح الاقتصادي التي يضعها صندوق النقد الدولي لكل دولة تتطلب الالتزام بجوانب ومتطلبات تلك الخطط بين المقرضين والمقترضين، وأن مثل هذه الخطط بالتالي تؤثر على مؤشرات الاقتصاد الكلي و تضخم اقتصادي.

وأضاف الشافعي أن تصريحات الرئيس عبد الفتاح السيسي أعادت البرنامج إلى طاولة المفاوضات بين الصندوق ومصر، مشيراً إلى أنه ستكون هناك مفاوضات بين موقفي الصندوق ومصر.

وتوقع الشافعي أن يتمحور موقف الصندوق حول إجراءات وخطوات الإصلاح الاقتصادي وما يترتب عليه من أعباء معلومة لدى الحكومة ومتفق عليها مسبقا. وعليه، فقد تم الاتفاق على المراجعة الدورية لصرف الأقساط ربع السنوية ولن تتم مراجعتها أثناء عمل مصر على إعادة صياغة الشروط. وتم إلغاء الخطة مرة أخرى، خاصة بسبب الظروف الاقتصادية والعالمية المرتبطة بالتوترات الجيوسياسية.

وبحسب موقع The Conversation، فإن مصر ليست الدولة الأولى التي تسلط الضوء على إعادة تقييم اتفاقياتها مع صندوق النقد الدولي، فقد فعلت دول أخرى ذلك بالفعل، أبرزها كينيا، التي شهدت مؤخرًا احتجاجات ضد مطالب صندوق النقد الدولي.

تعد مصر ثاني أكبر مقترض من صندوق النقد الدولي بعد الأرجنتين، حيث حصلت على 28 مليار دولار منذ عام 2016، بما في ذلك قرض مستحق بقيمة 8 مليارات دولار حاليًا، تنتهي الشريحة الأخيرة منه في سبتمبر 2026.

وقالت كريستالينا جورجييفا، مديرة صندوق النقد الدولي، الأسبوع الماضي، إن الصندوق وافق على إجراءات من شأنها خفض تكاليف اقتراض أعضائه بنحو 1.2 مليار دولار سنويا، مضيفة أن الإجراءات المعتمدة من شأنها أن تقلل تكاليف الاقتراض لصندوق النقد الدولي على الدول الأعضاء. بنسبة 36% أو ما يعادل حوالي 1.2 مليار دولار سنوياً.

أظهرت بيانات صندوق النقد الدولي، التي حصلت عليها «الشروق»، أن قرار تخفيض رسوم الاقتراض سيوفر لمصر نحو 370 مليون دولار خلال السنوات الخمس المقبلة، والأرجنتين أكبر دولة مقترضة من الصندوق 4.6 مليار دولار، والإكوادور نحو 4.6 مليار دولار 584 مليون دولار أمريكي، وأوكرانيا 348 مليون دولار أمريكي، وأنجولا 160 مليون دولار أمريكي.

وستقوم القاهرة بسداد الدفعة الرابعة في موعدها ولن تتأثر بمراجعة البرنامج

من جانبه، اقترح مدحت نافع، الخبير الاقتصادي، تشكيل لجنة غير حكومية لتوجيه هذا البرنامج من منظور اقتصادي واجتماعي، ويجب أن تؤتي الإجراءات الحكومية ثمارها، على غرار اللجنة التي تم تشكيلها في سريلانكا. وحتى لو رحب الصندوق بإنشائها، فمن المؤكد أنه لن يشارك في هذه اللجنة، ولا ينبغي للحكومة أن تشارك فيها أيضاً، بل يجب عليها أن تتيح للجنة الوصول إلى البيانات والمعلومات اللازمة.

وأضاف نافع في تصريحات لـ«الشروق»، أنه من غير المتوقع أن يتأثر صرف الشريحة الرابعة بمطالبة مراجعة البرنامج، ومن المتوقع صرفها في موعدها ولو تأخر قليلا.


شارك