كيف تصاعد النشاط الاستخباراتي بين إيران وإسرائيل؟
منذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة في أكتوبر 2023، زاد النشاط المرتبط بشبكات التجسس الإيرانية بشكل ملحوظ.
وفي الأسابيع التي تلت الحرب، نفذت عدة مجموعات إيرانية عمليات إلكترونية ضد إسرائيل. ووفقا لوسائل الإعلام، تم تحديد ما لا يقل عن 14 مجموعة إيرانية نشطة تعمل بالتنسيق مع الحرس الثوري لتنفيذ هجمات إلكترونية.
وبالإضافة إلى العمليات السيبرانية، تشير التقارير إلى قيام إيران وإسرائيل بتجنيد شبكات تجسس تقليدية، حيث تم اعتقال عدد من العملاء الذين يعملون لصالح طهران وتل أبيب، مما يشير إلى تصاعد الأنشطة الاستخباراتية بين إسرائيل وإيران.
ونرصد في هذا التقرير أنشطة التجسس بين إسرائيل وإيران.
شبكة تجسس من حيفا
أعلنت شرطة الاحتلال وجهاز الأمن العام الشاباك، يوم الاثنين 21 أكتوبر 2024، عن إحباط شبكة تجسس مكونة من سبعة إسرائيليين يعملون لصالح المخابرات الإيرانية.
قامت الشبكة، المكونة من سكان حيفا وشمال إسرائيل، بجمع معلومات حول القواعد العسكرية والبنية التحتية للطاقة. تم تكليفها من قبل عملاء إيرانيين بتنفيذ مهام تتعلق بتوثيق المواقع الحساسة مثل القواعد العسكرية ومحطات الطاقة مقابل مبالغ مالية كبيرة. وشملت مهامها أيضًا التخطيط لهجمات محتملة على أهداف إسرائيلية نيابة عن إيران.
خطط اغتيال
وأعلنت دولة الاحتلال في 19 سبتمبر 2024، عن اعتقال إسرائيلي متهم بالتورط في محاولة اغتيال مدعومة من إيران ضد شخصيات بارزة، من بينها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
وبحسب البيان، فإن المدعى عليه رجل أعمال له علاقات مع تركيا وحضر اجتماعين على الأقل في إيران لمناقشة تنفيذ اغتيالات ضد نتنياهو أو وزير الدفاع يوآف غالانت أو رئيس الشاباك رونين بار.
وتمت عملية الاعتقال الشهر الماضي بالتعاون بين الشاباك والشرطة الإسرائيلية. وبحسب رويترز، سلط هذا الحادث الضوء على تصاعد الحرب الاستخباراتية بين إسرائيل وإيران على خلفية الصراع المتنامي على حدود إسرائيل الجنوبية مع لبنان.
وفي بيان آخر، كشف الشاباك عن محاولة اغتيال مسؤول دفاع إسرائيلي سابق، عرف فيما بعد بأنه وزير الدفاع السابق موشيه يعلون.
وتضمنت تفاصيل التحقيق مع المتهم الإسرائيلي أنه تم تجنيده من قبل إيران عبر رجال أعمال في تركيا وإيران لتنفيذ مهام وهجمات استخباراتية، بما في ذلك محاولة اغتيال شخصيات إسرائيلية بارزة.
شبكة تجسس تقوم بتجنيد الفتيات
يناير 2022: المخابرات الداخلية الإسرائيلية تعتقل خمسة إسرائيليين، من بينهم أربع نساء يهوديات من أصل إيراني، بتهمة التجسس لصالح إيران.
وبحسب ما ورد تم تجنيد النساء من قبل عميل يدعي أنه امرأة يهودية تعيش في إيران. كما حصلوا على أموال مقابل تصوير مواقع حساسة والإشراف على العمليات الأمنية وبناء علاقات مع شخصيات سياسية. وتم تنفيذ هذه الأنشطة مقابل آلاف الدولارات التي تلقتها المشتبه فيهن كجزء من مهمتهن التجسسية.
خلية تجسس إسرائيلية
وفي سبتمبر 2024، أعلن الحرس الثوري الإيراني عن حل خلية تجسس مرتبطة بإسرائيل واعتقال اثني عشر شخصًا متورطين. وبحسب وكالة أنباء الطلبة الإيرانية (إيسنا)، فقد تم اعتقال المتهمين في ست محافظات إيرانية بتهمة التعاون مع “الكيان الصهيوني” والتخطيط لأعمال لزعزعة استقرار البلاد.
وقال البيان إن هذه الخلية جزء من مخطط إقليمي تقوده إسرائيل بالتعاون مع حلفائها الغربيين وعلى رأسهم الولايات المتحدة، بهدف زعزعة أمن إيران بعد محاولاتها العسكرية والسياسية في غزة وفشلها في لبنان. وقال الحرس الثوري إن تل أبيب تزيد من استخدامها للتجسس وأساليب الصراع الداخلي لتعويض خسائرها الإقليمية.