الحكومة تورطنا في حرب بلا نهاية.. لماذا يتمرد جنود الاحتياط في جيش الاحتلال؟
نشرت صحيفة جيروزاليم بوست تقريرا كشف عن حالة من الانقسام بين ضباط وجنود جيش الاحتلال الإسرائيلي مع تأخير رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو الاتفاق على اتفاق وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الأسرى لدى المقاومة الفلسطينية.
– ضابط سابق في جيش الاحتلال: إسرائيلي لفّق لي التهمة
وقال نائب قائد سابق للجيش الإسرائيلي: “لقد وضعتني إسرائيل في موقف لا يمكن الدفاع عنه. وعلى المستوى الشخصي، أنا غاضب من ذلك”.
وأضاف الضابط الذي رفض ذكر اسمه: “تم استدعائي بعد عملية 7 أكتوبر وطلب مني أحد القادة قيادة دبابة. أنا ضابط ولدي خبرة كبيرة في العمل مع الدبابات وفي القيادة”.
ويستذكر الضابط الإسرائيلي طلبه السابق للإعفاء من الخدمة بعد أن أتيحت له فرصة العمل كناشط في مجال حقوق الإنسان، ويصف توجهاته بـ”الأقرب إلى اليسار الليبرالي، لذلك يشعر أن عليه التعامل مع التعقيدات الناتجة عن ذلك”. تجنب خدمته كجندي احتياطي في الضفة الغربية بعد عمله في مجال حقوق الإنسان”.
-رسالة الجنود للجيش الإسرائيلي: تجاوزنا الخطوط الحمراء وعلى وشك التمرد على الأوامر
وإلى جانب ضابط الاحتياط في جيش الاحتلال، وقع نحو 140 جنديا على رسالة أعلنوا فيها أنهم لن يتمكنوا من مواصلة الخدمة في جيش الاحتلال ما لم تعمل الحكومة على إبرام اتفاق تبادل الأسرى.
وجاء في الرسالة الموجهة إلى رئيس الوزراء ووزير الدفاع ورئيس الأركان: “بالنسبة للبعض منا تم بالفعل تجاوز الخط الأحمر، وبالنسبة للبعض الآخر فإنه يقترب أكثر”. «يقترب اليوم الذي سنتوقف فيه عن اتمام تعيينات الخدمة بقلب منكسر.»
– الحرب في غزة: الحكم بالإعدام على أسرانا
وتابعت الرسالة: “إن الحرب في غزة هي بمثابة حكم الإعدام للأسرى، واليوم أصبح من الواضح أن استمرار الحرب لا يؤخر عودة الأسرى فحسب، بل يعرض حياتهم للخطر أيضًا”.
ورغم توقيعه على هذه الرسالة ورفضه السابق الخدمة في الجيش الإسرائيلي، أكد الضابط أن توقيعه لا يشكل انسحابا نهائيا من الاحتياط.
-حرب بلا نهاية وعديمة الفائدة
وأضاف: “ما زلت أفكر في الجنود الذين يعتمدون علي، لكني أرى الرسالة تعبيرا عن الإحباط العميق من الوضع الذي نعيشه وفقدان الثقة الكاملة بالحكومة الإسرائيلية وصناع القرار الموقعين عليها”.
وتابع: “أشعر أن هذه الحرب تتحول إلى حرب بلا هدف.. حرب لا نهاية لها ولا فائدة منها”.
ومن خلال التوقيع على الرسالة، يوضح أنه لن يكون على استعداد للعمل في بيئة تديرها الحكومة الإسرائيلية في ظل هذه الظروف.
– اليأس من القيادة
ورغم كل ذلك، أكد الضابط أنه يدرك الحاجة إلى جيش قوي للدفاع عن إسرائيل، ويعلم أن إسرائيل مضطرة لدخول الحرب في 7 أكتوبر. ورافق ذلك فقدانه للثقة في القيادة الإسرائيلية وشكوكه التي جعلته يشعر بأنه في وضع مستحيل.
وقال: إن “إسرائيل لم تختر هذه الحرب”، وأكد أنه يقف وراء قراره بالانضمام إلى الجيش والدفاع عن حدود قطاع غزة، لكنه في الوقت نفسه لا يمكنه الهروب من مسؤولية أفعاله.
ووصف الضابط فقدان الثقة بين القيادة الإسرائيلية وجنودها قائلا: “لم أقابل في الآونة الأخيرة الكثير من جنود الاحتياط الذين لم يفقدوا ثقتهم بدولة إسرائيل”.
وأضاف: “إنهم يشعرون أن دولة إسرائيل خانتهم وأن الثمن الذي يدفعونه باهظ مقابل شيء من الواضح أنه لا يخدم مصالحنا العسكرية”.
وأوضح أن هؤلاء الجنود يدركون أننا في النهاية سنتحمل جميعا مسؤولية التخلي عن الأسرى وتدمير غزة، وأننا نرفض قبول أننا في النهاية سنحتاج إلى حل دبلوماسي وسياسي.
– فقدان الثقة في القيادة
ووصف داني “اسم مستعار”، وهو جندي احتياط آخر وقع على الرسالة، حادثة فقد فيها الثقة في قيادته، مما دفعه إلى ترك الخدمة الاحتياطية.
داني، وهو مسعف في كتيبة المظليين، والذي خدم في قوات الاحتياط في غزة لعدة أشهر بعد 7 أكتوبر، أكد أنه شارك في الحرب بالصدفة.
كان داني، الذي يميل سياسيا إلى اليسار، على وشك إبلاغ وحدته الاحتياطية في 8 تشرين الأول (أكتوبر) بأنه سيغادر بسبب اعتراضات أخلاقية على الصراع الإسرائيلي الفلسطيني عندما اندلعت الحرب بشكل غير متوقع.
وأضاف: “ترك الاحتياط كمسعف عندما كنت مطلوباً لم يكن فكرة جيدة، لكنني دخلت الحرب بتحفظات كبيرة”. وبقيت هذه التحفظات معه طوال فترة ولايته وجعلته يتساءل عما إذا كان ينبغي أن يكون هناك على الإطلاق.
– لقد وضعتنا إسرائيل في مأزق
وأنهى الجندي حديثه بالقول إن الدولة وضعتهم في معضلة مستحيلة حيث كان عليهم حماية البلاد، لكنهم شعروا بالخيانة وعدم الثقة في القيادة، مما دفعهم إلى حرب بلا نهاية.