كيف ينظر القانون الدولي إلى استخدام المدنيين كدروع بشرية؟

منذ 2 ساعات
كيف ينظر القانون الدولي إلى استخدام المدنيين كدروع بشرية؟

إن استخدام المدنيين كدروع بشرية يعد من أفظع وأخطر انتهاكات القانون الدولي الإنساني. هدف القانون الدولي هو حماية المدنيين في النزاعات المسلحة وتقييد استخدام الأساليب التي تهدد حياتهم. ويتضمن تنظيم مسألة الدروع البشرية سلسلة من المعاهدات والاتفاقيات التي تحظر ممارستها وتحدد مسؤوليات أطراف النزاع تجاه السكان المدنيين.

1. اتفاقيات جنيف والبروتوكولات الإضافية

وتعتبر اتفاقيات جنيف لعام 1949 وبروتوكولاتها الإضافية الأساس الأساسي للقانون الدولي الإنساني. وتركز هذه الاتفاقيات على حماية المدنيين في النزاعات المسلحة الدولية وغير الدولية وتوفر قواعد واضحة لاستخدام الدروع البشرية.

وتنص المادة 28 من اتفاقية جنيف الرابعة على أنه “لا يجوز استخدام وجود شخص محمي لحماية مناطق معينة من العمليات العسكرية”. وتحظر هذه المادة بشكل مباشر استخدام المدنيين لحماية الأهداف العسكرية من الهجوم.

وتحدد المادة 51 (7) من البروتوكول الإضافي الأول (1977) هذا الحظر أيضًا وتؤكد: “لا يجوز لأطراف النزاع استخدام حركة السكان المدنيين أو الأفراد لحماية الأهداف العسكرية أو العمليات العسكرية”. ولا يجوز استخدامها بشكل مباشر أو غير مباشر للأغراض العسكرية.

2. حظر استخدام الدروع البشرية بموجب القانون الدولي العرفي

بالإضافة إلى أحكام اتفاقيات جنيف، فإن استخدام الدروع البشرية محظور أيضًا بموجب القانون الدولي العرفي، الذي يتكون من قواعد يتم اتباعها على نطاق واسع كجزء من العرف الراسخ في النزاعات المسلحة. ويحظر القانون الدولي العرفي على الدول والجماعات المسلحة من غير الدول استخدام المدنيين كدروع بشرية، حتى لو لم يكن الطرف المعني طرفًا في اتفاقيات جنيف.

3. القانون الجنائي الدولي

كما يحظر القانون الجنائي الدولي استخدام الدروع البشرية ويصنفه كجريمة حرب. تعترف المحكمة الجنائية الدولية (ICC) والمحاكم الجنائية الدولية المؤقتة مثل المحكمة الجنائية الدولية ليوغوسلافيا السابقة (ICTY) والمحكمة الجنائية الدولية لرواندا (ICTR) بأن استخدام الدروع البشرية يشكل انتهاكًا خطيرًا لقوانين حقوق الإنسان. الحرب وقد تؤدي إلى ملاحقة جنائية لمحاكمة المسؤولين عن هذه الجرائم.

وينص نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية، الذي دخل حيز التنفيذ عام 2002، في المادة 8 منه على أن استخدام المدنيين كدروع بشرية يعد جريمة حرب. سيتم معاقبة الأشخاص الذين يرتكبون أو يأمرون باستخدام المدنيين لحماية القوات العسكرية أو الأهداف العسكرية.

4. قرارات المحاكم الدولية والوطنية

وبالإضافة إلى النصوص القانونية، أصدرت المحاكم الدولية أحكاماً واضحة تحرم استخدام الدروع البشرية. على سبيل المثال:

المحكمة العليا الإسرائيلية: في عام 2005، أصدرت المحكمة العليا الإسرائيلية حكمًا يحظر استخدام المدنيين كدروع بشرية ردًا على الدعاوى القضائية التي رفعتها منظمات حقوق الإنسان والتي وثقت أمثلة على هذه الممارسة في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.

المحاكم الدولية المؤقتة: أكدت العديد من المحاكم الدولية، مثل المحكمة الجنائية الدولية ليوغوسلافيا السابقة، في أحكامها أن استخدام الدروع البشرية يشكل جريمة حرب. وفي عدة حالات، تمت محاكمة القادة العسكريين لاستخدامهم المدنيين في عملياتهم العسكرية.


شارك