بعد تقارير تدين إسرائيل.. ما هو مفهوم استخدام المدنيين كدروع بشرية؟
ووثقت صحيفة الغارديان البريطانية قيام جيش الاحتلال الإسرائيلي باستخدام المدنيين الفلسطينيين في غزة كدروع بشرية في المنازل والأنفاق لحماية أنفسهم.
وفي هذا التقرير تطرح الشروق مفهوم الدروع البشرية وأين تم استخدامها وما يقوله القانون الدولي عنها.
ما هو مفهوم الدروع البشرية؟
الدروع البشرية هي استخدام المدنيين أو غير المقاتلين في النزاعات المسلحة لحماية الأهداف العسكرية أو الجنود من الهجوم.
ويضطر المدنيون أو الأشخاص غير المسلحين إلى التوجه إلى الخطوط الأمامية أو إلى مرافق حساسة لجعل استهداف هذه الأهداف أكثر صعوبة أو لردع الهجمات عليها.
هذه الممارسة محظورة بموجب القانون الإنساني الدولي، حيث ينص البروتوكول الإضافي الأول لاتفاقيات جنيف على أنه “لا يجوز لأطراف النزاع السيطرة على حركة المدنيين أو استخدامها لردع الهجمات على الأهداف العسكرية”.
وفقاً لخبراء النزاعات الدولية، عندما يُجبر المدنيون على العمل كدروع بشرية، فإنهم يصبحون عناصر قسرية في النزاعات المسلحة ويتحملون مخاطر كبيرة دون أن يضطروا إلى اختيار القيام بذلك. وفي هذه الحالات، يفقد هؤلاء المدنيون حقهم في الحماية ويواجهون خطر الموت أو الإصابة.
متى وأين تم استخدام الدروع البشرية؟
إن تاريخ استخدام الدروع البشرية قديم، إذ يعود تاريخه إلى قرون عديدة، ولكن في العصر الحديث يمكن رؤية هذه الممارسة بوضوح في عدد من الصراعات حول العالم. وتشمل هذه الصراعات:
الحرب العالمية الثانية: خلال هذه الحرب استخدمت بعض القوات العسكرية المدنيين كدروع بشرية لحماية المواقع العسكرية. قامت بعض الجيوش بتجميع المدنيين في مناطق معينة لحمايتهم من الغارات الجوية أو الهجمات البرية.
الحرب في يوغوسلافيا (1992–1995)
تم الإبلاغ عن حالات استخدام الدروع البشرية خلال الصراع الذي مزّق منطقة البلقان. وأُجبر المدنيون في بعض الأحيان على مرافقة الجنود في العمليات العسكرية أو البقاء في مناطق قريبة من الأهداف التي تعرضت للهجوم.
الحرب على غزة
وتعتبر غزة من أبرز الأماكن التي تم فيها توثيق استخدام الدروع البشرية. وقد وثقت عدة تقارير، بما في ذلك تقارير من منظمات مثل منظمة العفو الدولية، حالات استخدمت فيها القوات الإسرائيلية الفلسطينيين كدروع بشرية.
وفي إحدى الحالات، أُجبر المدنيون على الدخول إلى مبان يشتبه في أنها تحتوي على أفخاخ مفخخة أو مسلحين بهدف حماية الجنود من الهجوم. بالإضافة إلى ذلك، تم استخدام السجناء الفلسطينيين للتجول في الشوارع بالزي العسكري الإسرائيلي لجذب مقاتلي حماس ومن ثم تتبع أماكن وجودهم.
حرب فيتنام
وهناك تقارير تفيد بأن بعض الوحدات العسكرية الأمريكية استخدمت المدنيين في بعض العمليات لتأمين مواقعها أو تجنب الهجمات. وفي بعض الحالات، تم اعتقال المدنيين أو نشرهم لحماية القوات الأمريكية من هجمات الفيتكونغ.
على الرغم من أن هذه المواقف لم تكن منتشرة على نطاق واسع كما هو الحال في بعض الصراعات الأخرى، وذلك بسبب الطبيعة غير التقليدية لحرب فيتنام، والتي تضمنت حرب العصابات واستخدام الأراضي الوعرة، وكان استخدام المدنيين في بعض الأحيان جزءًا من التكتيكات المستخدمة من قبل جميع الأطراف.
