الحرب تعيد غزة للخمسينيات.. فكيف كانت؟

منذ 1 شهر
الحرب تعيد غزة للخمسينيات.. فكيف كانت؟

بدأ جيش الاحتلال الإسرائيلي حصاره لمنطقة مشروع بيت لاهيا شمال قطاع غزة، حيث يقيم عشرات الآلاف من النازحين من مخيم جباليا ومحيطه خلال الأيام الماضية.

ونتيجة لإلقاء منشورات الإخلاء على بيت لاهيا من قبل أطقم الطائرات، بالإضافة إلى القصف المكثف المستمر على المنطقة منذ 18 يوماً، والحصار المفروض وعدم قدرة الطواقم الطبية على الوصول إلى المناطق المستهدفة بسبب صعوبة الوصول إلى المنطقة، الأوضاع الأمنية ومع إغلاق الطرق بنيران جيش الاحتلال، اضطر النازحون إلى دفن جثث ضحاياهم دون أكفان في الشوارع العامة بعد نفاد الأكفان.

ويأتي ذلك مع هجمات عنيفة شنتها الطائرات الحربية والمدفعية الإسرائيلية، كما أطلق الجيش العشرات من الطائرات بدون طيار لاستهداف النازحين، ما أدى إلى سقوط عشرات القتلى والجرحى.

– يعود تاريخ غزة إلى الخمسينيات

قال برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، أمس الثلاثاء، إن الحرب في غزة دمرت الاقتصاد الفلسطيني، حيث انخفض الناتج المحلي الإجمالي إلى 35% منذ بدء الحرب قبل عام.

وأشار البرنامج إلى أن مستوى التنمية في قطاع غزة قد انهار وعاد إلى مستويات الخمسينيات.

ووفقاً لممثل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في غزة، انخفض الناتج المحلي الإجمالي الفلسطيني بنسبة 35% منذ بداية الحرب.

وقال شيتوس نوغوتشي، رئيس البرنامج، عند إطلاق دراسة جديدة حول التأثير الاجتماعي والاقتصادي للحرب، إن معدل الفقر في غزة يقترب الآن من 100% بحسب بعض المقاييس. ونتيجة للاضطرابات وصلت نسبة البطالة إلى 80%، مما يشير إلى أن ثلاثة أرباع السكان يعيشون تحت خط الفقر.

وأضاف النوغوشي بصوت متردد من دير البلح: “دولة فلسطين تشهد انتكاسات غير مسبوقة: أما في غزة فقد تراجع مستوى التنمية إلى ما كان عليه قبل نحو 70 عاما في عام 1955”.

وذكر برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في غزة أنه في ظل المستويات الحالية من المساعدات ومع الوصول غير المقيد إلى غزة، يمكن للاقتصاد الفلسطيني أن يتعافى إلى مستويات ما قبل الحرب في غضون عشر سنوات.

-النكبة 48. غزة تحت سيطرة إسرائيل

قبل عام 1948، كان قطاع غزة يسمى “لواء غزة”، وكان يضم ثلاث مدن: غزة والمجدل وخان يونس، و54 قرية. واغتصب الصهاينة بلدة المجدل و45 قرية أخرى ودمروا معالمها العربية والإسلامية تدميرا كاملا.

ومن الناحية الأمنية والجغرافية، كان قطاع غزة هو الشريط الساحلي المتبقي من فلسطين، والذي كان تحت الإدارة المصرية بعد الحرب العربية الإسرائيلية (النكبة) عام 1948 حتى العدوان الثلاثي على مصر عام 1956 (فرنسا وإنجلترا وإسرائيل). وهكذا احتلت إسرائيل غزة وسيطرت على شبه جزيرة سيناء المصرية، لكن الضغوط العالمية على إسرائيل أجبرتها على الانسحاب. في عام 1967، الذي وُصف بأنه عام النكسات، خرج قطاع غزة من الإدارة المصرية ليبدأ رحلة جديدة مع الاحتلال الإسرائيلي.

– اللاجئون في غزة منذ 76 عاما

وفيما يتعلق بالوضع الديموغرافي، كان قضاء غزة أحد المحافظات الخمس في فلسطين الانتدابية قبل النكبة، وكان يضم قضاءي غزة وبئر السبع.

وبسبب العمليات العسكرية آنذاك، سيطرت إسرائيل على منطقة بئر السبع بأكملها ومعظم “لواء غزة”، وخضع ما تبقى منها للإدارة العسكرية المصرية وأصبحت تعرف فيما بعد بمساحة قطاع غزة البالغة 361 كم2، حوالي 1.33% من مساحة فلسطين.

ومنذ ذلك الحين، أصبح قطاع غزة أصغر منطقة وأكبر كتلة سكنية في العالم، حيث يسكنه حالياً مليونان وثلاثمائة ألف فلسطيني عانوا من حرب إبادة جماعية لمدة عام كامل، وقبل ذلك عام. حصار طويل على بقية الأراضي الفلسطينية المحتلة.

ومع مطلع الخمسينيات، ترافق احتلال معظم قطاع غزة مع تدمير 49 قرية وتهجير سكانها. وبلغ عدد الذين لجأوا إلى بقية أنحاء قطاع غزة أكثر من 200 ألف شخص، في حين لم يتجاوز عدد الذين يعيشون أصلاً في قطاع غزة في ذلك الوقت 80 ألف شخص.

في هذه الأثناء، اجتاح اللاجئون المساجد والمدارس والمنازل وبعض الثكنات والأراضي المفتوحة، وهو ما يشبه الوضع الحالي في غزة بسبب حرب الإبادة الجماعية التي شنتها إسرائيل، والتي دمرت البنية التحتية والمباني وأعادت القطاع إلى مرحلته الأولى الأصلية في الخمسينيات من القرن الماضي. سنوات بعد التسوية.

وبموجب اتفاق مع الأمم المتحدة آنذاك، أنشأت لجنة خدمة الأصدقاء الأمريكيين التابعة لجمعية الكويكرز الأمريكية ثمانية معسكرات على الأراضي الحكومية التي خصصتها الحكومة المصرية.

وأشرفت الجمعية على هذه المخيمات حتى تأسيس وكالة إغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا) عام 1949.

وفي عام 1950، بدأت الوكالة عملها في المخيمات التي ظلت شاهدة على اقتلاع وتهجير سكانها وظلت رمزاً للمعاناة المستمرة، مستمرة في تجسيد معاناة أكبر عدد من السكان في منطقة كانت محدودة المساحة وقدرة واحتلت موقعا خاصا في مسار الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

– الأونروا: انهيار شريان الحياة الاقتصادي في غزة

حاليًا، وبعد مرور عام على حرب الإبادة التي شنتها إسرائيل ضد سكان قطاع غزة عقب عملية فيضان الأقصى في أكتوبر 2023، تسارع سلطات الاحتلال الإسرائيلي إلى إنهاء عمل وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا). . في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

وبحسب وكالة أنباء الشرق الأوسط فإن إسرائيل ترى في هجوم حركة حماس المفاجئ وغير المسبوق على المستوطنات الإسرائيلية في قطاع غزة “فرصة ذهبية” لنزع شرعية الأونروا وتجريم أنشطتها، باعتبارها شريان الحياة لسكان غزة وأساس السلطة الفلسطينية وتبقى قضية اللاجئين «حاضرة» في غزة «حتى عودتهم إلى مدنهم وقراهم التي طردوا منها بعد النكبة الفلسطينية عام 1948».

وتستهدف إسرائيل منذ سنوات الوكالة بحجة أنها تعمل على “الحفاظ” على قضية اللاجئين الفلسطينيين، بعد أن أعلنت بشكل قاطع أنها لا تريد أن تلعب الوكالة دورا في غزة بعد الحرب، رغم أنها لم تكن كذلك. تأسست كمنظمة مؤقتة لتنفيذ “برامج المساعدة المباشرة والتوظيف” للاجئين الفلسطينيين. ولم يكن لديهم أي سلطة لحل قضيتها.

يعاني موظفو الأونروا من صعوبات بالغة في العمل حيث يتعرض قطاع غزة للقصف المستمر منذ عام ويغرق الشمال في موجات من المجاعة الوحشية التي تزايدت بسبب حصار قوات الاحتلال للمعابر الحدودية حول غزة، ولا سيما تدمير المعابر الحدودية حول غزة. معبر رفح الحدودي مع مصر.


شارك