الصحة العالمية: إسرائيل منعت توصيل الإمدادات الطبية الحيوية والدم والوقود لمستشفيات شمال غزة
أكد المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية، أنه تم نقل 14 مريضا و10 من مقدمي الرعاية من مستشفى كمال عدوان شمال غزة إلى مستشفى الشفاء بمدينة غزة، ضمن مهمة مشتركة محفوفة بالمخاطر بقيادة منظمة الصحة العالمية ووسط أعمال عدائية مكثفة وقيود مسألة حرية الوصول.
وعلى الرغم من التوصل إلى اتفاق مبدئي، فقد تم منع تسليم الإمدادات الطبية الحيوية والدم والوقود – وهي الموارد الأساسية لاستمرار تشغيل مستشفيي كمال عدوان والعودة – قبل ساعات فقط من بدء المهمة في أكتوبر/تشرين الأول.
وأكدت المنظمة أن المهمة استغرقت يومين، واجه خلالها فريق المهمة تأخيرات بسبب الحواجز المتتالية والتحقيقات الأمنية المكثفة.
وتابعت المنظمة في بيانها أن الفريق اضطر للمبيت في مستشفى كمال عدوان لعدم السماح له بالانتقال إلى مستشفى الشفاء بسبب الصراع المحتدم في المنطقة والقصف المكثف على المنطقة القريبة من المستشفى. وتسببت طوال الليل في حالة من القلق بين المرضى والعاملين الصحيين وفريق البعثة.
وأضافت المنظمة أن الفريق لم يتمكن من الانتقال إلى مستشفى الشفاء إلا عند الظهر، وفي الطريق إلى مستشفى الشفاء تم إخراج جميع المرضى من سيارات الإسعاف لإجراء فحص السلامة، كما ترك بعض المرضى مستلقين على الأرض. أثناء الفحص، تم وضع نقالات على الأرض لبعض الوقت، بينما تعرض بعض موظفي الشركاء لمعاملة مهينة.
وقالت المنظمة إن هذه هي المهمة الرابعة التي تقوم بها المنظمة إلى شمال غزة منذ الأول من أكتوبر/تشرين الأول. ومنذ بداية الشهر الجاري وحتى اليوم، من بين 21 مهمة طلبتها المنظمة، تم تنفيذ ستة فقط، وتم منع أو إعاقة معظم المهام.
وأكدت المنظمة أنه في 22 تشرين الأول/أكتوبر، أفادت أنباء عن تنفيذ مداهمة بالقرب من المستشفى، مما أدى إلى إلحاق أضرار بالبوابة. يوجد حاليًا 95 مريضًا في المستشفى، من بينهم 15 مريضًا في العناية المركزة (أربعة منهم يحتاجون إلى علاج مستمر). وقد تم نقل ما لا يقل عن 200 شخص مصابين بجروح خطيرة و53 جثة إلى المستشفى المكتظ في اليومين الماضيين، وتشكل الطرق المتضررة والأعمال العدائية المستمرة عقبات كبيرة أمام الوصول الآمن إلى المستشفى.
وقالت المنظمة إن المستشفى ربما لم يعد يعمل لأن المرضى وسيارات الإسعاف والعاملين الصحيين لم يتمكنوا من الوصول إلى المستشفى ولم يتمكن الشركاء من توفير الإمدادات.
وأشارت إلى أنه نظرا لتصاعد الأعمال العدائية في شمال قطاع غزة، فإن منظمة الصحة العالمية تشعر بقلق بالغ بشأن المستشفيين الأخيرين العاملين – كمال عدوان والعودة – اللذين يحتاجان إلى الحماية. إن النقص التام في الرعاية الصحية في شمال غزة سيؤدي إلى تفاقم الوضع الكارثي بالفعل ويودي بحياة المزيد من الأشخاص.
وأشارت إلى أنه بعد مرور عام، لا تزال الخدمة الصحية تتعرض للهجوم، مما يمنع تسليم الإمدادات والوقود، وتتأثر قدرة المنظمة على الحفاظ على الوصول المنتظم إلى المرافق الصحية بشدة بسبب التأخير ومنع العمليات.
وتكرر المنظمة دعوتها إلى الوصول دون عوائق إلى المرافق الصحية، وتسهيل نشر البعثات بشكل موثوق وفي الوقت المناسب، والتدفق المستمر للمساعدات إلى غزة وعبرها، وحماية الرعاية الصحية، وقبل كل شيء، وقف إطلاق النار.