ممثل مصر في الجمعية الدولية للعلاقات العامة: العالم يشهد ثورة تكنولوجية جديدة فى الذكاء الاصطناعى

منذ 30 أيام
ممثل مصر في الجمعية الدولية للعلاقات العامة: العالم يشهد ثورة تكنولوجية جديدة فى الذكاء الاصطناعى

• العلاقات العامة والذكاء الاصطناعي قوة جبارة تجلب الخير والشر للناس

 

أكدت نجوى عماد، خبيرة العلاقات العامة وممثلة مصر في الجمعية الدولية للعلاقات العامة، أن العالم يشهد اليوم ثورة تكنولوجية جديدة وهي ثورة الذكاء الاصطناعي. هذا الذكاء، الذي كان مقتصرًا في السابق على أفلام الخيال العلمي، أصبح واقعًا حيًا لسنوات. إنها مثل النار التي أضاءت ظلمات العصور القديمة، ولكنها أيضًا سيف ذو حدين يحمل الخير والشر معًا.

وأضافت أن بروميثيوس يبرز في أعماق الأساطير اليونانية كشخصية غامضة ومثيرة للجدل، ورمزا للإبداع والتحدي والجرأة. سرق بروميثيوس النار وأعطاها للبشر كهدية كانت في الأصل مخصصة للآلهة فقط. تلك النار التي كانت لها القدرة على إشعال الحياة وإحداث التقدم؛ وفي الوقت نفسه، كانت قادرة على التسبب في الدمار والخراب. اليوم، في عصرنا الحديث، أمام هبة جديدة تشبه النار في قوتها وتأثيرها: الذكاء الاصطناعي.

وأشار خبير العلاقات العامة إلى أنه عندما أطلق بروميثيوس النار على الناس، كان يعلم أن هذا العنصر يمكن استخدامه لأغراض عديدة. المساهمة في تحسين حياة الإنسان من خلال الطبخ والتدفئة، وبالتالي تحسين التواصل والتواصل. ولكن في الوقت نفسه، إذا تم استخدامها بشكل غير صحيح، يمكن أن تحدث حرائق ودمار. وكانت النار تجسيداً لقوة ذات وجهين (الشر/الخير) يمكن أن تكون سبباً في الرخاء أو الدمار، أو القرب أو البعد.

وأوضحت نجوى عماد أن جدلاً مماثلاً يبرز اليوم فيما يتعلق بالذكاء الاصطناعي الذي يعتبر ثورة في التكنولوجيا والمعرفة، خاصة في مجال العلاقات العامة. مثل “النار” القديمة، يتمتع الذكاء الاصطناعي، وسيكون لديه، إمكانات هائلة لتحسين حياة البشرية. من المساعدة في اكتشاف أدوية جديدة، إلى زيادة الإنتاجية الصناعية، إلى التطبيقات الطبية وتحسين حياتنا اليومية بطرق لم نكن نتخيلها أبدًا. ومع ذلك، فإن الذكاء الاصطناعي لديه أيضًا القدرة على التسبب في مشاكل كبيرة، بدءًا من فقدان الوظائف إلى تهديد الخصوصية وربما حتى مستقبل البشرية نفسها، إذا لم يتم التعامل معه بعناية.

وتابعت: “نظرًا للتسارع غير المسبوق للتطورات التكنولوجية، فإن استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي يسمح لمتخصصي العلاقات العامة بتوفير الوقت والموارد في المهام الروتينية مثل كتابة البيانات الصحفية والتخطيط للحملات وغيرها والتركيز على الأمور الإستراتيجية الأخرى والجوانب الإبداعية . يمكن أن يساعد الذكاء الاصطناعي أيضًا في تصميم الرسائل بشكل أفضل وفقًا لاهتمامات الجمهور وتحليل فعالية الحملات في الوقت الفعلي.

صرح ممثل مصر لدى الجمعية الدولية للعلاقات العامة أن أحد أكبر المخاطر التي تواجه الأفراد والشركات بسبب تأخر تبني الذكاء الاصطناعي هو فقدان الفرص الاقتصادية. فالشركات التي لا تتبنى تقنيات الذكاء الاصطناعي في وقت مبكر قد لا تتمكن من التنافس مع الشركات التي تعتمد على هذه التقنيات لتحقيق الكفاءة والابتكار. على سبيل المثال، يتيح الذكاء الاصطناعي التحليل السريع والدقيق لكميات هائلة من البيانات، مما يساعد متخصصي العلاقات العامة على فهم الاتجاهات والتفضيلات والتنبؤ بسلوك الجمهور في المستقبل. يمكن أن توفر تقنيات مثل تحليلات النصوص ومعالجة اللغات الطبيعية (NLP) رؤى أعمق حول كيفية تفاعل الأشخاص مع العلامات التجارية، مما يتيح استراتيجيات اتصال محسنة ورسائل أكثر دقة وفعالية.

عيوب الذكاء الاصطناعي

قالت أن الحياة لم تكن كلها وردية. غالبًا ما يفتقر الذكاء الاصطناعي إلى القدرة على فهم السياق الكامل للمواقف مثلما يفعل البشر. على الرغم من أن الأنظمة الذكية قد تكون قادرة على معالجة كميات كبيرة من البيانات واستخراج الأنماط منها، إلا أنها قد لا تكون قادرة على فهم الفروق الدقيقة في الظروف والسياقات التي قد تكون مهمة. على سبيل المثال، قد يسيء برنامج الدردشة الآلي الذي يعمل بالذكاء الاصطناعي تفسير المشاعر البشرية أو يقدم إجابات غير مناسبة إذا لم يتم توفير معلومات كافية أو كانت المحادثة معقدة. ولذلك فإن استخدامه في الاتصالات والعلاقات العامة يجب أن يتم بحذر وتحت إشراف إنساني شامل.

وأشارت نجوى عماد إلى أن التحيز يعد أيضاً من المشاكل الكبيرة في الذكاء الاصطناعي، وخاصة في مجال العلاقات العامة. ونظرًا لأن الأنظمة الذكية تعتمد غالبًا على البيانات التي تم تدريبها عليها، فمن الممكن تضخيم التحيزات الموجودة في البيانات وإعادة إنتاجها في نتائج النظام. على سبيل المثال، إذا كانت البيانات المستخدمة لتدريب نموذج الذكاء الاصطناعي تحتوي على تحيزات عنصرية أو جنسية، فقد يعزز النموذج تلك التحيزات في قراراته وتوصياته. وهذا يمكن أن يؤدي إلى تمييز غير عادل في مجالات مثل التوظيف والائتمان وإنفاذ القانون.

الإبداع: المعقل الأخير للإنسانية

وكشفت أنه على الرغم من التقدم الهائل في الذكاء الاصطناعي، إلا أن هناك بعض القدرات البشرية التي لا تزال فريدة ولا يمكن الاستغناء عنها، وأبرزها الإبداع. إن القدرة على التفكير بشكل إبداعي وحل المشكلات بطرق مبتكرة وتوليد أفكار جديدة هي قدرات بشرية فطرية لا تستطيع الآلات محاكاتها بشكل كامل.

واختتمت حديثها قائلة: ومن هذا نستنتج أن الذكاء الاصطناعي قوة هائلة تحمل إمكانات هائلة للخير والشر. وكما كانت النار أداة أساسية في تطور الحضارات، فإن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يكون محركًا للتقدم البشري. ولكن يجب علينا توخي الحذر عند استخدام هذه التكنولوجيا ووضع القيود والأنظمة اللازمة لضمان استخدامها بشكل آمن ومسؤول. لتجنب المخاطر المحتملة للذكاء الاصطناعي، يجب علينا استخدامه بمسؤولية وحذر. وهذا يتطلب خلق إطار أخلاقي وقانوني واضح لاستخدام هذه التكنولوجيا وتطوير أنظمة الذكاء الاصطناعي. ويجب أيضًا الاستثمار في التدريب والتعليم الإضافي من أجل تأهيل القوى العاملة للتعامل مع التغييرات التي أحدثها الذكاء الاصطناعي.


شارك