الدكتور محمد محيي الدين: الشعور بالوحدة يؤثر على حالتنا النفسية والجسدية معا ويقلل من إفراز هرمون السعادة

منذ 30 أيام
الدكتور محمد محيي الدين: الشعور بالوحدة يؤثر على حالتنا النفسية والجسدية معا ويقلل من إفراز هرمون السعادة

تبدأ الصحة العقلية والجسدية بعلاقات اجتماعية قوية وصحية.

وجدت دراسة أعدها خبراء صحة متخصصون أن الشخص الذي يعاني من الوحدة يكون أكثر عرضة لتفاقم أمراض مثل مرض باركنسون والزهايمر والخرف، وأكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، كما أنه أكثر عرضة للإصابة بالنوبات القلبية الحادة والسكتات الدماغية. وأكدت الدراسة أن الصحة النفسية والجسدية تبدأ أيضاً بالعلاقات الاجتماعية القوية والصحية.

دكتور. من جانبه، أكد محمد محيي الدين، رئيس قسم جراحة المخ والأعصاب بكلية الطب جامعة القاهرة، أن “الوحدة تأكل صاحبها من الداخل”، كما وصفها أحد الشعراء.

قد يبدو هذا مبالغة، لكن الأبحاث العلمية تؤكد ذلك. في عالم أصبحت فيه وتيرة الحياة أسرع من أي وقت مضى، يواجه الكثيرون عددًا كبيرًا من المخاوف والمسؤوليات. ومع ذلك، قد يشعر بعض الأشخاص بالوحدة والعزلة حتى عندما يكونون محاطين بالناس. هذه المشكلة ليست جديدة، لكنها أصبحت أكثر وضوحا في عصرنا الحديث مع اختفاء العلاقات الإنسانية الحقيقية وما يرتبط بها من انتماء وتواصل يشكل جزءا أساسيا من طبيعتنا البشرية.

وأضاف أن البعض يعتقد أن الوحدة أفضل من العيش في علاقات مليئة بالمشاكل والتوتر. لكن الأمر المؤكد هو أن الشعور بالوحدة لا يؤثر على حالتنا النفسية فحسب، بل يؤثر أيضًا على حالتنا الجسدية. أولئك الذين هم أكثر عرضة لتفاقم أمراض مثل مرض باركنسون والزهايمر والخرف بسبب الوحدة لديهم نسبة عالية من أمراض القلب والأوعية الدموية. الأمراض وزيادة خطر الإصابة بالنوبات القلبية الحادة والسكتات الدماغية.

كما أن الشعور بالوحدة يضعف جهاز المناعة ويجعله أقل مقاومة للأمراض. ترتبط الوحدة أيضًا بالعديد من الآليات البيولوجية والنفسية التي تؤثر على الصحة. الشعور بالوحدة يزيد من مستويات الكورتيزول، وهو هرمون التوتر، ويؤدي إلى اضطرابات مزمنة في الجسم.

كما أنه يؤثر على عمل الجهاز العصبي ويقلل من إفراز هرمون السيروتونين، هرمون السعادة. بالإضافة إلى ذلك، فإن الشعور بالوحدة يدفع الناس إلى الانخراط في سلوكيات غير صحية مثل التدخين والإفراط في تناول الطعام، مما يزيد من خطر الإصابة بالأمراض المزمنة. ويظهر ذلك بوضوح عند الأشخاص الذين ليس لديهم علاقات اجتماعية ويعيشون في عزلة تامة، مقارنة بالأشخاص الذين لديهم علاقات اجتماعية سواء كانت جيدة أو سيئة. وهذه النتيجة ليست مجرد كلمات على الورق، ولكنها حقيقة تؤثر على حياة الملايين من الناس. إن آثار العزلة الاجتماعية على الصحة يمكن مقارنتها بآثار الأخطار المعروفة مثل التدخين والسمنة.

دكتور. وتابع محيي الدين: العلاقات الاجتماعية بمثابة شبكة أمان تحمينا من آثار الوحدة. إنهم يقدمون لنا الدعم العاطفي والشعور بالانتماء والتحفيز لتحقيق أهدافنا. عندما نشعر بأننا جزء من مجتمع، نشعر بالسعادة والرضا عن الحياة. قد تظن أن الوحدة هي مشكلة تؤثر في المقام الأول على كبار السن، ولكن الحقيقة مختلفة تمامًا. كما يعاني الشباب والمراهقون من الوحدة، خاصة في عصر التكنولوجيا التي تتيح التواصل الدائم، ولكن في كثير من الأحيان يكون التواصل سطحيا ويفتقر إلى العمق الحقيقي. هذه تحديات جديدة تواجه الأجيال الشابة في عصر التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي الرقمية. على الرغم من التواصل المستمر عبر الإنترنت، يبدو أن العديد من الشباب يفتقرون إلى الاتصال الحقيقي والعميق مع محيطهم المباشر.

دكتور. وأوضح محمد محيي الدين أنه لمعالجة هذه المشكلة يدعو الأطباء إلى توعية المجتمع بشكل عام والمرضى بشكل خاص بأهمية التماسك الاجتماعي للصحة وتقييم مستوى التماسك الاجتماعي لدى المرضى ودمج هذه المعلومات في الخطة العلاجية أو تضمينها التحويل. إلى مرافق الدعم المناسبة لتشمل “الإرشاد الاجتماعي”. في الممارسة الطبية، يتم تشجيع المرضى على الاتصال بأصدقائهم القدامى كجزء من خطة العلاج.

واختتم رئيس قسم جراحة المخ والأعصاب بكلية الطب جامعة القاهرة حديثه قائلا: الوحدة ليست مجرد شعور مؤقت، بل هي حالة صحية خطيرة تؤثر على جميع جوانب حياتنا. ولذلك يجب علينا جميعاً أن نسعى لبناء علاقات قوية ومتينة مع الآخرين. نحن بحاجة للخروج من عزلتنا والمشاركة في الأنشطة الاجتماعية وتعلم فن التواصل والتعبير عن مشاعرنا. الصحة النفسية والجسدية تبدأ بعلاقات اجتماعية قوية وصحية.


شارك