سلاح محرم دوليا.. كيف استخدمت إسرائيل البراميل المتفجرة لتدمير شمال غزة؟

منذ 1 شهر
سلاح محرم دوليا.. كيف استخدمت إسرائيل البراميل المتفجرة لتدمير شمال غزة؟

مشاهد إلقاء البراميل المتفجرة على مخيم جباليا أعادت إلى الأذهان ذكريات النكبة الفلسطينية، عندما استخدمت العصابات الصهيونية اختراعها الخاص للبراميل المتفجرة لإثارة ذعر الفلسطينيين وطردهم من قراهم بعد تدمير الكثير من المنازل التي ربما دمرت.

ورغم التقدم العسكري الذي حققه جيش الاحتلال، إلا أنه عاد إلى أسلوبه القديم في تنفيذ خطة الجنرالات وتطهير شمال قطاع غزة من سكانه تمهيداً لإعادة الاستيطان.

وتستعرض صحيفة الشروق سلاح البرميل المتفجر اختراع إسرائيلي أصبح من أشد الأسلحة المحرمة دوليا.

– الفكرة الصهيونية

وجاء في كتاب “الإرهاب من صهيون” لجون بوير أن مخترع السلاح البرميلي هو عماشاي بغلان، خبير المتفجرات من عصابة أورغون الصهيونية الذي هاجم مركز شرطة حيفا عام 1947 ضمن العمليات الإرهابية الصهيونية.

تم تصميم البرميل ليحمل 500 رطل من المتفجرات ويمكن دفعه بسهولة على عجلات خاصة، مثل سيارة مفخخة بدائية. وأسفرت العملية عن مقتل امرأة فلسطينية وطفل وأربعة من ضباط الشرطة الفلسطينية، بالإضافة إلى مقتل عدد من ضباط الشرطة البريطانية.

– البراميل في العمليات الإرهابية الصهيونية

وفي أواخر عام 1947، شنت عصابة الإرغون سلسلة من الهجمات الإرهابية باستخدام براميل المتفجرات، استشهد فيها 20 فلسطينيًا عند باب العامود في القدس بأحد البراميل، فيما تم إلقاء برميل من سيارة أجرة على محطة حافلات فلسطينية، خلف 13 قتيلاً، بحسب موقع جلاسكو هيرالد، وأشخاص آخرين شهداء.

وفي حادثة ثالثة، قتل الصهاينة أيضًا 16 فلسطينيًا ببرميل متفجر عند باب الخليل.

وهاجمت العصابات مدرسة فلسطينية بالبراميل، وقُتل ستة أطفال على الأقل في العملية. كما استخدمت العصابات الصهيونية البراميل المتفجرة لقتل العمال العرب في مصافي النفط.

– البراميل والتشريد

وقد مارست العصابات الصهيونية الأولى هجمات البراميل المتفجرة لإثارة الذعر والإسراع بإخلاء القرى الفلسطينية. وقال تقرير بحثي للكونجرس الأمريكي، إن العصابات الصهيونية استخدمت مناطق مرتفعة لدحرجة البراميل إلى القرى الفلسطينية، محدثة أصواتا مروعة وانفجارات كبيرة أجبرت السكان على الرحيل.

وقد وجد جيش الاحتلال ما يحتاج إليه عندما كانت لديه طائرات مقاتلة لإلقاء البراميل المتفجرة، كما حدث في عملية ديكل خلال حرب النكبة، بحسب المؤرخ نافذ نزال الذي نقل شهادة أحد أهالي القرية بأن ثلاث طائرات حربية حلقت فوق القرية من صفورية. وسقطت براميل متفجرة بصوت رهيب، مما أدى إلى إحداث دمار وحرائق في القرية.

– البراميل والقانون الدولي

وفي فبراير/شباط 2014، اعتمد مجلس الأمن القرار رقم 2139، الذي حظر استخدام البراميل المتفجرة، معتبراً أنها سلاح عشوائي يسبب دماراً واسع النطاق. تم بعد ذلك ربط القرار باستخدام مادة تي إن تي التي يستخدمها الجيش السوري خلال غارة جوية واسعة النطاق للجيش على المدنيين.

واعتبرت هيومن رايتس ووتش استخدام البراميل المتفجرة خلال الحرب الأهلية السورية نوعاً من جرائم الحرب.

– رأي حلفاء إسرائيل في براميل الأسلحة

ووصف وزير الخارجية البريطاني السابق وليام هيغ استخدام الجيش السوري للبراميل المتفجرة بأنه جريمة حرب، فيما قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية حينها إن البراميل سلاح فظيع أظهر وحشية الجيش السوري.

تجدر الإشارة إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية نفسها كانت أول من حصل على اختراع البراميل من العصابات الصهيونية ليتمكن الجيش الأمريكي من استخدامها لمهاجمة مقاتلي المقاومة الفيتنامية عام 1968 ضمن عملية “الجحيم” العسكرية، بحسب واشنطن. بريد.


شارك