الرد على الأكاذيب.. كيف تدافع الأونروا عن مدارسها أمام الاحتلال؟
أصدرت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) تقريرها السنوي الذي يتناول الأحداث التي واجهها الفلسطينيون في قطاع غزة والضفة الغربية والمهجر خلال عام العدوان الإسرائيلي الغاشم على القطاع المحاصر.
وأهم ما لاحظته الأونروا في تقريرها هو الاتهامات والروايات الباطلة التي نشرتها إسرائيل وعبر عنها المسؤولون الإسرائيليون طوال عام الحرب، وخاصة تلك الموجهة ضد إسرائيل وضد الفلسطينيين وضد المقاومة الفلسطينية.
وتناولت الوكالة الأممية ادعاء إسرائيل بأن حركة المقاومة الفلسطينية “حماس” قامت بتخزين الأسلحة في مدارس الأونروا في غزة وحفرت أنفاقا تحت مبانيها، لكن الوكالة الأممية لم تفعل شيئا يذكر لمنع ذلك واستغلته كمبرر لشن هجمات على مدارسهم وقتل المدنيين والنساء والأطفال.
وردا على ذلك، قالت الوكالة الأممية: “منذ منتصف العقد الأول من القرن الحادي والعشرين وخلال الصراعات في غزة، كانت هناك حالات انتهكت فيها الجهات المسلحة من كلا الجانبين حياد مواقع الأونروا التي يحميها القانون الدولي”.
على سبيل المثال، قاموا بغزو مباني الأونروا أو استخدموها لأغراض عسكرية، وقد أدانت الأونروا بشكل منهجي مثل هذه الانتهاكات لمباني الأمم المتحدة.
كلما وجدت الأونروا أن حياد منشآتها قد تم المساس به من قبل أطراف ثالثة، بما في ذلك استخدامها من قبل الجماعات المسلحة في غزة لتخزين الذخيرة، فإنها تحتج لدى سلطات الأمر الواقع في غزة وتدين حقيقة أن مكونات الأسلحة هذه قد تم تخزينها هناك من قبل الأونروا. هيئة تابعة للأمم المتحدة، تنتهك حرمتها بموجب امتيازات وحصانات الأمم المتحدة.
كما ستقوم الأونروا أيضًا بإبلاغ السلطة الفلسطينية وإسرائيل والمانحين الرئيسيين لها على الفور. وبالإضافة إلى ذلك، فإن المفوض العام للأونروا يقوم بانتظام بالإبلاغ عن مثل هذه الحالات ووصفها في تقاريره السنوية المقدمة إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة.
ويتم مشاركة هذه التقارير مع جميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، وعندما يتم اكتشاف أنفاق مشتبه بها تحت منشآت الأونروا، تتبع الوكالة بروتوكولًا مشابهًا للبروتوكول الذي استخدمته عندما اكتشفت أن منشآتها تستخدم لتخزين الذخائر.
ويشمل ذلك ملء التجاويف عن طريق حقن الأسمنت كلما تم اكتشافها، وإبلاغ السلطة الفلسطينية وإسرائيل والجهات المانحة الرئيسية على الفور، وتقديم تقارير إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة.
كما صرحت الوكالة علنًا أنه من المهم بالنسبة لعمليات الأونروا ضمان عدم استخدام مرافقها لأغراض أخرى غير توفير خدمات الأونروا للاجئي فلسطين. وتستثمر الوكالة موارد كبيرة في التقييم المنتظم لمرافقها، بما في ذلك ضمان الحياد.
وهذا لا يعني عدم إساءة استخدام المرافق فحسب، بل يعني أيضًا أن المرافق محددة بوضوح على أنها مرافق تابعة للأمم المتحدة، وأن المناطق الخالية من الأسلحة محددة عند المداخل، وأن الجدران الداخلية والخارجية خالية من الرسائل أو اللافتات السياسية إن حياد المؤسسة ليس موضع شك بأي حال من الأحوال.
ويتم ذلك من خلال تقييمات ربع سنوية يجريها موظفون مدربون تدريبا خاصا لجميع مرافق الأونروا التي يبلغ عددها حوالي 1,000 منشأة في مناطق عملياتها الخمس: لبنان والأردن وسوريا والضفة الغربية، والتي تشمل القدس الشرقية وغزة.
تقوم هذه التقييمات بفحص الالتزام بالحياد ومدى قدرة مرافق الأونروا على تقديم خدمات آمنة وشاملة وكريمة للاجئي فلسطين.
على سبيل المثال، قامت الأونروا بتقييم 99% من المرافق التشغيلية للوكالة في الربعين الثاني والثالث من عام 2023، وتم الانتهاء من تقييم جميع المرافق في غزة في سبتمبر 2023.
بالإضافة إلى ذلك، يوجد نظام متابعة لضمان معالجة المشكلات المحددة باستمرار. ومن الممكن أن يؤثر الصراع النشط وعدم اليقين بشكل كبير على قدرة الوكالة على إجراء هذه التقييمات.
وتقوم الأونروا أيضًا بتدريب جميع الموظفين على المبادئ الإنسانية، بما في ذلك الحياد، وتوفر تدريبًا مخصصًا لمديري مرافق الأونروا.