المشاط: النظام المالي العالمي لا يستجيب بشكل كاف لتحديات قارة أفريقيا وتطلعاتها
دكتور. حضرت رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي ومحافظ مصر بالبنك الدولي، فعاليات رفيعة المستوى في الاجتماع السنوي لمجموعة البنك الدولي لعام 2024 في واشنطن العاصمة في 21 سبتمبر 2020 وأولوياته للإصلاح الهيكل المالي العالمي، فضلا عن اجتماع المجموعة الأفريقية مع رئيس مجموعة البنك الدولي والتوسع في أسواق الكربون الأفريقية.
مجموعة العمل الأفريقية رفيعة المستوى المعنية بالبنية المالية العالمية
جاءت تصريحات المشاط خلال اجتماع مجموعة العمل الأفريقية رفيعة المستوى المعنية بالهيكل المالي العالمي، والذي نظمته اللجنة الاقتصادية لأفريقيا التابعة للأمم المتحدة بمشاركة وزراء التخطيط ووزراء المالية الأفارقة وممثلي الاتحاد الأفريقي وبنك التنمية الأفريقي. والبنك الأفريقي للتصدير والاستيراد، ومجموعة البنك الدولي، وصندوق النقد الدولي.
وشددت المشاط على أهمية اتخاذ المجتمع الدولي خطوات فعالة لهيكلة النظام المالي العالمي لجعل تمويل التنمية أكثر عدالة وإنصافا، مضيفة أن القارة الأفريقية لديها فرصة فريدة لتسريع دعم تحولها إلى سوق واحدة. لتصبح لاعبًا رئيسيًا في سلاسل القيمة العالمية وموقعًا استثماريًا مهمًا، خاصة مع نمو… ومع ذلك، فإن الاهتمام بالتحول الأخضر يعوقه النظام المالي العالمي الذي تم إنشاؤه في عصر مختلف وأنه غير كاف لتلبية احتياجات البلدان الأفريقية أو الاستفادة من الفرص التي توفرها القارة من حيث مواردها الطبيعية والبشرية الغنية، مضيفا أن الوقت قد حان لإنشاء هيكل مالي عالمي يخدم أفريقيا بشكل أفضل.
وأوضحت أنه في السنوات الأخيرة، أطلق القادة الأفارقة دعوات عالية وواضحة بشكل متزايد لإجراء تغيير منهجي، بدعم من المؤسسات والمنظمات الأفريقية التي حددت العديد من الأولويات التي يمكن تحقيقها على المدى القصير إلى المتوسط؛ وشمل ذلك صياغة حل شامل لأزمة الديون، وزيادة المنح والتمويل الميسر لأفريقيا، والالتزام بأجندة طموحة للنمو الأخضر لأفريقيا، وضمان إعادة توجيه حقوق السحب الخاصة إلى المؤسسات المالية الأفريقية، وتعزيز صوت أفريقيا وقوتها في العالم. القرارات العالمية وهيئات صنع القرار.
وأشارت المشاط إلى التقارير الدولية التي تناولت ارتفاع أعباء الديون على دول القارة، مما يؤكد ضرورة إصلاح نظام التصنيف الائتماني القائم من خلال إنشاء وكالة تصنيف إقليمية، مما سيساعد في تقديم تقييمات أكثر دقة تعكس الظروف الاقتصادية الإقليمية. والديناميات الاجتماعية والعوامل السياسية الخاصة بأفريقيا.
كما ناقش الاجتماع أهمية إعادة هيكلة ديون الدول المتوسطة والمنخفضة الدخل واستخدام آلية تبادل الديون من أجل التنمية كأداة تمويل مبتكرة، فضلا عن اعتماد سياسات تنموية اقتصادية تدعم النمو والتوظيف ورفع الإنتاجية. ومن ناحية أخرى، يتم تهيئة بيئة استثمارية مواتية لاجتذاب رأس المال الخاص الدولي والمحلي، والتعاون المتعدد الأطراف يعمل على تمكين الاتحاد الأوروبي من تنفيذ آليات تعديل حدود الكربون بكفاءة وفعالية، وخاصة في البلدان النامية.
محافظو البلدان الأفريقية يجتمعون مع رئيس مجموعة البنك الدولي
وفي هذا السياق، حضر وزير التخطيط والتعاون الدولي اجتماع محافظي المجموعة الأفريقية مع رئيس البنك الدولي أجاي بانجا، حيث تمت مناقشة خمسة محاور رئيسية من شأنها تعزيز نظام الدفع عبر قارة أفريقيا، وتسريع الوصول إلى الطاقة وربط الطاقة على مستوى القارة. القارة وتعزيز الشراكات مع البنوك، وإصلاح الهيكل المالي العالمي والدورة الحادية والعشرين للمؤسسة الدولية للتنمية.
وشددت المشاط على ضرورة تحقيق أقصى استفادة من الشراكات الحالية والجديدة مع بنوك التنمية المتعددة الأطراف مع تحسين الأداء كوحدة تابعة لمجموعة البنك الدولي، مؤكدة أنه على الرغم من أن التعاون مع الشركاء هناك يمثل جانبًا أساسيًا من عمليات البنك الدولي يمثل فرصة لزيادة فعالية هذا التعاون من خلال تحسين تكامل الجهود مع بنوك التنمية الأخرى وخلق حوافز داخلية وخارجية أكبر لتعزيز الشراكات.
وتابعت أنه من خلال هذه الجهود، يمكن لمجموعة البنك الدولي العمل على تشجيع الابتكار وتوسيع نطاق التمويل. وفي الوقت نفسه، أشادت سعادتها بتطوير البنك لميثاق المعرفة من أجل العمل في مايو 2024. معربة عن رغبتها في تنفيذ مبادئ الميثاق.
وأوضح المشاط أن الدول الأفريقية لم تصل بعد إلى إمكاناتها التجارية، وهو ما يجعل دور بنوك التنمية متعددة الأطراف أكثر أهمية، مؤكدا أن المزايا التنافسية لهذه البنوك ومواردها المالية وشبكاتها الواسعة يمكن أن تدعم تطوير سوق قوية. وهو يدعم المساهمة بشكل شامل في تحسين التجارة داخل القارة الأفريقية وتحسين التكامل الإقليمي.
وطالبت المشاط مجموعة البنك الدولي بالعمل مع الاتحاد الأفريقي لتحسين الشمول المالي في القارة وتحسين تكامل أنظمة الدفع داخل القارة مما سيسهم في تحقيق الأهداف المرجوة. كما دعت مجموعة البنك الدولي إلى تعزيز التعاون مع المؤسسات المالية المتعددة الأطراف في القارة ومراكز البحوث لمكافحة التهديدات السيبرانية، وتطوير الخبرات المحلية في إدارة أنظمة الدفع وسلاسل القيمة، ودعم حاضنات شركات التكنولوجيا المالية الناشئة لتعزيز نظام المدفوعات. في أفريقيا لتعزيز.
وأشارت إلى الدور الحاسم الذي سيلعبه القطاع الخاص في الوقت الذي تسعى فيه البلدان الأفريقية إلى الحصول على فرص تجارية أكبر، موضحة أن الشركات الصغيرة والمتوسطة في أفريقيا تواجه تحديين رئيسيين: صعوبة الحصول على التمويل ورأس المال بأسعار معقولة، وشددت على تمويل التجارة. ويجب سد الفجوة في أفريقيا لتسهيل تكامل سلسلة القيمة التجارية والصناعية. وهناك أيضا حاجة إلى توسيع حلول التمويل بالعملة المحلية وتطوير أسواق رأس المال المحلية.
وشددت على ضرورة تشجيع مجموعة البنك الدولي، ولا سيما مؤسسة التمويل الدولية ووكالة ضمان الاستثمار، على مواصلة الابتكار وحشد الدعم لنهج التمويل المختلط، وتوفير الضمانات وإنشاء منصات وأدوات مالية جديدة، مصحوبة بخدمات استشارية لتخفيف المخاطر. الاستثمار وسد الفجوات في أفريقيا، مما يتطلب توفير التمويل الميسر الكافي لجميع البلدان.
وناقشت تعاون مجموعة البنك الدولي المتزايد مع بنوك التنمية المتعددة الأطراف لتحديد وتعزيز فرص التمويل المشترك، مثل تلك التي توفرها منصة التمويل المشترك العالمية، مع الاستمرار في مواءمة السياسات والإجراءات مع بنوك التنمية المتعددة الأطراف لتخفيف الأعباء على البلدان المتعاملة معها.
توسيع أسواق الكربون في أفريقيا
وفي هذا السياق، تحدثت وزيرة التخطيط والتعاون في فعالية رفيعة المستوى بعنوان “توسيع نطاق أسواق الكربون في أفريقيا: التحديات والفرص” نظمتها الهيئة التنظيمية المالية المصرية تحالف جلاسكو المالي لتحقيق صافي الانبعاثات الصفرية وكربون أفريقيا. مبادرة الأسواق.
وأكد المشاط أن القارة الأفريقية تعاني بشكل خاص من آثار التغير المناخي وتتعرض لتقلبات مناخية حادة مما يعيق جهود التنمية الاقتصادية والاجتماعية في القارة، مضيفا أن أسواق الكربون وسيلة فعالة للحد من انبعاثات الغازات الضارة. لأنها تعزز النمو الاقتصادي والتقدم الاجتماعي، كما تتيح هذه الأسواق إنشاء نظام يجمع بين حماية البيئة والتنمية الاقتصادية من خلال الاستفادة من الاستثمارات في مشاريع الطاقة المتجددة وغيرها من المبادرات البيئية التي تساهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة للبلدان الأفريقية. فرصة لاستخدام مواردنا الطبيعية الغنية بطريقة مسؤولة.
ونوهت بأهمية استكشاف الفرص المتاحة لأسواق الكربون في أفريقيا، والتصدي بشكل مباشر للتحديات التي تواجهها وتوسيع أسواق الكربون الطوعية، خاصة وأن أفريقيا تتمتع بثروة من الفرص والموارد للقيادة، لذلك نحن قادرون على خلق كربون موثوق وفعال. الائتمانات بما يتماشى مع أفضل الممارسات العالمية، مما يزيد من مصداقية أسواقنا، ويؤكد على أن التقدم في هذا المجال سيسهم في تحقيق قدر أكبر من الشفافية والكفاءة. وسوف تعمل على تحسين قدرات البلدان الأفريقية على مواجهة تحديات المناخ، كما أنها تؤكد على الدور القيادي المتنامي لأفريقيا في المناقشات العالمية بشأن المناخ.
وسلطت الضوء على تجربة مصر في هذا المجال، حيث أطلقت الهيئة التنظيمية المالية أول سوق طوعي منظم للكربون في مصر بالتعاون مع البنك الدولي. وهذه خطوة مهمة نحو تحقيق طموحاتنا في بناء اقتصاد أخضر.
وشددت المشاط على أنه على الرغم من التحديات التي قد تواجهها أسواق الكربون في أفريقيا، إلا أن الفرص المتاحة واسعة ومتعددة، مشددة على أنه يجب على أفريقيا أن تشارك بنشاط في المناقشات العالمية حول المناخ والتأكد من انعكاس رؤيتها على الجميع أن يكونوا حاضرين في المحادثات.