بعد استخدامه في عرض مؤخرا.. «الشروق» يستعرض رأي المسرحيين بشأن المخاوف والتطلعات لعالم الذكاء الاصطناعي

منذ 30 أيام
بعد استخدامه في عرض مؤخرا.. «الشروق» يستعرض رأي المسرحيين بشأن المخاوف والتطلعات لعالم الذكاء الاصطناعي

عصام السيد: لا يمكن استخدامه في الكتابة والإخراج.. وأمريكا أدركت أضرارها على المهنة محمود الحسيني: لم أستخدمه في ماكبث المصنع إلا في حوار شخصية «ملهمة».. وأعدنا صياغة ما قدمه لنا. ابراهيم الحسيني: نحتاج لقانون جديد يحدد استخدامه أحمد فؤاد: أخشى أن يتم القضاء على دورنا مستقبلا إذا تعاملنا معه بشكل خاطئ حازم شبل: من أكبر التحديات، وستبقى اللمسة الإنسانية

إلى أي مدى يمكن استخدام تكنولوجيا برمجيات الذكاء الاصطناعي في صناعة الإنتاج المسرحي وكيف تؤثر على العناصر الفنية والاستقبال؟ ومتى يُسمح باستخدامها وهل تشكل خطراً على عمل المسرح؟

طرح السؤال بعدما استخدم المخرج محمود الحسيني الذكاء الاصطناعي في مسلسله «مصنع ماكبث».

وفي هذه الدراسة ترصد الشروق رؤية المسرحيين في الإجابة على سؤال العصر.

ويقول المخرج عصام السيد: «يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي بطرق جديدة للوصول إلى الجمهور، لكن المشكلة أن الناس يستخدمونه بشكل خاطئ ويستبدلون الفنان. وتذكروا الإضراب الذي حصل في أمريكا تحديدا لكتاب السيناريو خوفا من الذكاء الاصطناعي، وكانت شروطهم عدم اللجوء إليه… الذكاء الاصطناعي فقط في حدود ضيقة جدا.

وتابع: “في الواقع، شركات الإنتاج رضخت لمطالبهم، وانضم إليهم الممثلون لاحقاً، خوفاً من الذكاء الاصطناعي وفكرة شراء وجوههم بعواطفهم أثناء تمثيلهم. وفي أمريكا أدركوا خطورة مهنة الذكاء الاصطناعي ومخاطره وأضراره، وبدأت التحذيرات تتوالى من استخدامه في الفن والأدب دون تعريض إبداع الفنان نفسه للخطر.

وعن فكرة الإشارة إليه كتابياً، قال: “على سبيل المثال، هذا المنتج لا يكتبه نفس الشخص، بل يكتبه أشخاص آخرون، أي عندما يطلب منهم الذكاء الاصطناعي فكرة لمنتج ما”. نص.” عندما أكتب، سوف أبحث عن أفكار وأعمال الآخرين ويجلبها لي ويجمعها، وهذا يعتبر سرقة”.

وأكد عصام السيد أنه ضد استخدام الذكاء الاصطناعي في الكتابة وأيضا في الإخراج وكذلك في السينوغرافيا وأنه من الممكن أن استخدامه لحل مشكلة بسيطة يجوز في عنصر واحد وهو الإبداع في الأساس. الفنان، أي أنه عامل مساعد وليس أساساً لتوزيع أجهزة الإضاءة مثلاً.

وشدد المخرج أحمد فؤاد على أهمية معرفة سبب تسمية الذكاء الاصطناعي بهذا الاسم أولاً، وعرّفه بأنه أن الله يمنح الإنسان الذكاء ويجعله من خلال التجارب العملية أو النماذج التي نراها يجد حلولاً إبداعية للمشكلات التي تواجهه الذكاء الاصطناعي قادر على تقديم حلول إبداعية جديدة لم تكن موجودة من قبل لأنه يمتلك معلومات تفوق معلوماتنا، ومن المؤكد أن الذكاء الاصطناعي سيؤثر على المسرح، لكن يمكن استخدامه إلى حد ما في الأمور التقنية، وإلا فإنه سيظلمنا. فإذا تعاملنا معها خارج حدود التكنولوجيا فإننا بأنفسنا سنلغي دورنا الإبداعي، وفي حال استخدمها الفنان فلا يجوز أن ينسب العمل إليه، إذ بهذه الطريقة ينسب إلى الذكاء الاصطناعي، ليس للفنان.

وأضاف فؤاد: “أخشى أن يُلغى دورنا مستقبلاً إذا تم استخدامه بشكل خاطئ وخارج حدوده المشروعة، وألا يكون الذكاء الاصطناعي إلا عاملاً مساعداً وفي أضيق الحدود، لأنه مع كثرة استخدامه البشر”. سيتم تعطيل العقل وهذا سيؤدي إلى سقوط الصناعة نفسها من خلال التخلي عن العامل البشري وذوبانه. “وسيتم استبداله بجهاز أو تطبيق يعمل بالذكاء الاصطناعي”.

بينما قال مصمم الأزياء د. وقالت مروة عودة: “الذكاء الاصطناعي دخل الموضة خارج مصر وليس داخل مصر، والآن يمكننا إظهاره على الملابس، وهناك خامات قماشية بها شاشات يمكننا استخدامها في العروض المسرحية، بالإضافة إلى القدرة”. لربط أجهزة استشعار خاصة للحركة بالملابس وتوصيل الملابس بجهاز متصل بالإضاءة. على سبيل المثال، عندما يقفز الممثل، تتحول ملابسه إلى اللون الأصفر، والتي كانت في الأصل بلون مختلف، وهكذا.

وترى أن استخدام الذكاء الاصطناعي في الملابس أمر إيجابي ولا يمكننا مهاجمة التكنولوجيا والتقدم ويجب مواكبتها وعدم استخدامها بالطرق التقليدية ولكن دون أن يعتمد المصمم عليها بشكل كامل والآن هناك تطبيق واحد يكشف ذلك بعيد.

كما قال المصمم الداخلي حازم شبل: “نحن في عصر التكنولوجيا وعلينا أن نتعامل مع كل التطورات التكنولوجية بما فيها السلبية والإيجابية. فمثلاً عندما ظهرت الآلة الحاسبة واعترض الكثيرون على ظهورها، كان الواقع هكذا فرض وجوده، كما فعلت المراسلات البريدية، ومع التطور وصلنا إلى مكتب البريد، ثم الرسائل القصيرة وغيرها، كذلك الاصطناعي. فالذكاء أحد التحديات التي لها مميزاتها وعيوبها.

وأكد أن «اللمسة الإنسانية تبقى هي التي تحدد التفاعل». ويمكن للإنسان المعاصر أن يعيش ويتطور بحسب قدرته على التكيف وقدرته على التطور ومرونته في التعامل مع المتغيرات والابتكارات. من يرفض هذا التطور و”إذا توقف الناس عند حد معين، فهم وحدهم من يتضرر ويستمر التطور”.

وتابع: “من سيعرف كيف يتعامل مع التطورات ويستخدمها بالشكل الصحيح، لأن التكنولوجيا بكل أشكالها ما هي إلا خادمة للإنسان، وسيبقى الإنسان هو المسيطر عليها، وهو الذي يعطي الأوامر ويأمر”. المتطلبات، لذلك لا يمكننا إلغاء الإنسان تمامًا.

وأضاف شبل أن المسرح ليس مجرد صور، فالجمهور يرى الصور المسرحية دون أن يعلم أن هناك أفكار مسرحية ودراما وراء هذا المنتج وكيفية تنفيذها، بالإضافة إلى مواد تنفيذ الديكور وإذا تم تغيير الديكور إلخ، ولا يزال الذكاء الاصطناعي بعيدًا عن ذلك، إلى جانب أنه جديد على العالم أجمع، لذا فإن تجربة ذلك وتأثيره في المستقبل سيحدد متى سيكون إيجابيًا ومتى سلبيًا، ولكن من وجهة نظري من وجهة نظر ستبقى أداة ينفذ بها الفنان إبداعه، وسيبقى الإنسان مسيطراً على كل شيء.

وقال الكاتب إبراهيم الحسيني، إن المسرح دائما فن يمتص كل ما هو جديد، مضيفا: “أعتقد أن الذكاء الاصطناعي مطلوب بشدة في المستقبل، وقد قيل قديما إن التلفزيون والسينما يشبهان المسرح”. وقيل هذا أيضًا في وسائل التواصل الاجتماعي، لكن لم يكن بمقدور الجميع فعل ذلك.” لأنه الفن الوحيد القادر على استيعاب كل هذه الفنون، كما أنه فن حميم جدًا، وله علاقة مباشرة بها على عكس غيره من الفنون. الفنون، يجب على المبدع الذي يتعامل مع الذكاء الاصطناعي أن يقول ما هي نسبة الإبداع الذي يخلقه الذكاء الاصطناعي مقارنة بنسبة إبداعه.

وتابع الحسيني: “الذكاء الاصطناعي لن يقضي على المبدع أبداً، لأنه في النهاية سيبقى آلة تستوعب المعلومات من كافة وسائل الاتصال المتوفرة على الإنترنت”. على سبيل المثال، إذا طلبت منه مقالاً عن محمود دياب.” “فهو فقط يبحث عن جميع مقالات محمود دياب في كل مقال.” وفي المواقع المختلفة عادة ما تكون هذه المعلومات غير دقيقة بما فيه الكفاية، لذلك هناك آلية معتمدة للعمل بالذكاء الاصطناعي أو يجب أن يكون هناك قانون تقني ينظم حدود هذا عمل الذكاء الاصطناعي، لأن الفنان الذي يعتمد كليا على الذكاء الاصطناعي لم يخلق شيئا، وفي الحقيقة تم ذلك: “في هوليوود مشاهد كاملة تم صنعها بالذكاء الاصطناعي، وقد تم رفضها تمامًا”.

وأضاف: “نحن بحاجة إلى قانون جديد يحدد أين تكون حدود استخدام الفنان للذكاء الاصطناعي ومتى يكون ذلك العمل الإبداعي حصريًا للفنان نفسه ومتى يكون حصريًا للذكاء الاصطناعي أو بينهما بشكل مشترك” إذا استخدم الفنان ارتفاع نسبة إبداع الذكاء الاصطناعي ويقلل من إبداعه الشخصي، وفي هذه الحالة يقضي الذكاء الاصطناعي على شخصية المبدع.”

ولم يكوّن المخرج والكاتب محمود جمال حديني رأياً كاملاً حتى الآن حول تأثير الذكاء الاصطناعي على المسرح. وهو في حيرة هل يرفضه ويظهر رجعياً ويرفض التطور، أم أنه يوافق عليه وله جانب آخر يتعلق بالجانب الإبداعي، إلا أن الفنان يرى أنه مع مرور الوقت ومع الخبرة تظهر مزايا وعيوب الذكاء الاصطناعي .

وأضاف هديني: “إن فكرة استخدامه كمستشار فني أو كوسيلة لعرض الأفكار وإدخال وإخراج البيانات تشبه موقع البحث الشهير “جوجل”، ولكن بشكل أكثر تطوراً، وهو مقبول.” لكن بالنسبة لي، أرفض استبدال المبدع تمامًا، ويحتاج المبدعون إلى التطور بطريقة تلبي هذا التطور السريع.

ويرى المخرج المسرحي ومصمم الإضاءة محمود الحسيني أن الذكاء الاصطناعي أداة بحثية جيدة وأن تأثيره على المسرح سيكون إيجابيا للغاية، فهو يشبه مواقع البحث الإلكترونية الشهيرة، مما يوفر الوقت والجهد في البحث، خاصة من حيث البحث. التحضير للمسرح والدراما الذي لا يزال لا يسير كما ينبغي.

ولا يعتقد الحسيني أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يحل محل البشر، لأنه في النهاية نتيجة أبحاثه المتخصصة ستخرج لنا بمنتج غريب. على سبيل المثال، إذا أحضر لنا 40 فكرة، فمن الممكن أن نختار أفضل 5 أفكار ونعمل عليها ونطورها بشكل أكبر، ولا يزال الذكاء الاصطناعي هو المسيطر على النتائج وعليه معالجتها واستخدام إبداعه .

وعن استخدامه للذكاء الاصطناعي في تقديم «ماكبث المصنع»، قال محمود الحسيني: «قررنا أن نقدم رؤية جديدة لـماكبث في إطار المصنع، بعيدًا عن السياسة الموجودة في القصة الأصلية، ونحن بدأ في خلق بدائل لأحداث ماكبث بطريقة حديثة. “السحرة الموجودون في القصة الأصلية، قمنا بعمل تطبيق يعتمد على الذكاء الاصطناعي، ولجعلهم أكثر قابلية للتصديق، أنشأناهم بحوار شخصية “ملهمة” تمثل الذكاء الاصطناعي في القطعة”.

وتابع: “عندما سألت الذكاء الاصطناعي عن هذا الحوار، أخرج لي مخرجات غير منظمة. بدأت بإعادة صياغته ولكن مع الاحتفاظ بشكل اللغة التقنية ليصدق المشاهد أنه حوار تطبيقي وليس حوار مكتوب ومؤلّف، وفكرة أن الذكاء الاصطناعي هو من يفعل ذلك كتب النص كاملا. العرض غير صحيح، فالأحداث والصياغة والحوار مختلفان تماماً”.

أكد المخرج محمود الحسيني أن الذكاء الاصطناعي جائز عندما يستخدم كوسيلة للبحث وليس كوسيلة للتنفيذ، وأن عناصر السينوغرافيا مثل الديكور والأزياء والإضاءة والمكياج معرضة للخطر من تأثير الذكاء الاصطناعي عليها، ومن الممكن أن يصبح مصمم الديكور والأزياء والإضاءة هو المنفذ، لكن الإخراج والكتابة، سواء تأليف أو إعداد أو دراماتورجيا، بعيدة كل البعد عن سيطرة الذكاء الاصطناعي.

بينما قال الملحن أحمد الناصر: “الذكاء الاصطناعي حقيقة، والناس تخاف من أي تكنولوجيا في البداية، لكن في النهاية يبقى العنصر البشري هو الأساس، لأن في النهاية التكنولوجيا مجرد عامل مساعد، وذلك “البشر هم المسؤولون الرئيسيون، ومن وجهة نظري “أعتقد أنه من المستحيل أن يتمكن الذكاء الاصطناعي من السيطرة على البشر إلى حد القضاء عليهم، خاصة في المسرح لأن هناك خصوصية شديدة هناك، وفيما يتعلق بالموسيقى لا، “يمكن للموسيقيين العمل في المسرح لأنه يتطلب مهارات ووعي وحس درامي مختلف، وهذه خصائص بشرية يصعب على الذكاء الاصطناعي مضاهاتها”.


شارك