مفتي الجمهورية: يجب أن نسعى لتطوير أساليبنا بما يتناسب مع متغيرات الزمن

منذ 30 أيام
مفتي الجمهورية: يجب أن نسعى لتطوير أساليبنا بما يتناسب مع متغيرات الزمن

البروفيسور د. قال الدكتور نذير عياد مفتي جمهورية مصر العربية ورئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم: “القرآن الكريم معجزة إلهية أعظم، خالدة كالخلود، ومؤشر على صدق النبوة”. ويؤكد أنه يختلف عن بقية المعجزات الإلهية في أنه معجزة عقلية، تتوافق مع مستوى الفهم البشري الذي بلغ ذروته في عصر النبوة. وهذا يجعلها صالحة لكل زمان ومكان ومنهج حياة يحمل في طياته آيات بينات تظل دليلا خالدا على صدق الرسالة النبوية.

جاء ذلك خلال كلمته في افتتاح المؤتمر الدولي الأول للإعجاز العلمي في القرآن والسنة النبوية المطهرة، المنعقد بالقاهرة بمركز المؤتمرات بالأزهر يومي 26-27 أكتوبر 2024، والذي شهد مشاركة ويهدف العلماء والباحثون من مختلف البلدان إلى مناقشة القضايا العجيبة في التحليل العلمي للقرآن والسنة بطريقة علمية ومنهجية.

وأوضح المفتي أن ركود الفكر الديني يشكل تحديا كبيرا للسمعة الإسلامية في العصر الحديث، لافتا إلى أن هذا الركود أدى إلى انتشار الفكر المتطرف والإلحاد بين الشباب، مما اضطر المؤسسات الدينية إلى الامتناع عن النقد الذاتي لتعزيز وإعادة التفكير في أساليب وأدوات عرض الأفكار الدينية.

وأضاف أن الإسلام بطبيعته دين العلم والحوار ومن هنا ضرورة مواجهة جمود الفكر الديني الذي يتنافى مع طبيعة الإسلام واحتياجات المسلمين اليوم.

وقال إن الركود الفكري يقف في طريق فهم الشباب للمعنى الحقيقي للإسلام. ولذلك، فإننا بحاجة إلى إحياء روح الصرامة القانونية وتطوير أساليب تقديم المعرفة الدينية بطريقة حديثة تتوافق مع واقع الشباب وتحديات العصر.

وعن موضوع الإعجاز العلمي في القرآن الكريم والسنة النبوية قال د. ويشير نذير عياد إلى أهمية هذا السؤال في العصر المعاصر، خاصة في ظل تزايد الاكتشافات العلمية والكونية التي يمكن أن تتقاطع مع النصوص الدينية، ويؤكد أن معالجة هذه القضايا تتطلب منهجاً علمياً ورؤية متوازنة بين الثابت بين الحقائق العلمية والمتغيرة. فرضيات.

وأضاف أن المبالغة في إخضاع النصوص الدينية لفرضيات علمية، وخاصة الفرضيات المتغيرة، أدت إلى تناقضات استغلها الملحدون والمشككون في الطعن في الدين والتشكيك في الرسالة الإسلامية، وهو ما نعتقد أنه يتطلب التعامل مع هذه القضايا بحكمة وحكمة. الاعتدال.

وأشار إلى ضرورة التكامل بين الدراسات الإسلامية والعلوم الإنسانية لمعالجة هذه القضايا، مؤكدا أن هذا التكامل يساعد على بلورة رؤية متوازنة ومتكاملة للإعجاز العلمي ويوفر إطارا معرفيا ومنهجيا يمكن من خلاله معالجة مسائل الإعجاز العلمي حلا عقلانيا. بما يتوافق مع ثوابت الدين ويزيد من مصداقية النصوص في مواجهة المتغيرات العلمية.

وشدد على أن التكامل بين الدراسات الإسلامية والإنسانية ضروري لمعالجة مسائل الإعجاز العلمي بشكل منهجي.

واختتم كلمته بتقديم سلسلة من التوصيات التي تهدف إلى توجيه البحث الديني والعلمي نحو معالجة مسائل الإعجاز العلمي بمنهجية علمية سليمة، ودعا إلى ضرورة تدريب وتأهيل الباحثين للتعامل مع هذه الأسئلة علميا ومنهجيا. ولضرورة التنسيق بين المؤسسات العلمية والدينية لتقديم البرامج التدريبية اللازمة التي من شأنها صقل إحدى مهارات الباحثين ومساعدتهم على إجراء الدراسات والأبحاث التي تساعد في خدمة أسئلة العجب العلمي.

وأعرب عن رغبته في العمل مع المؤسسات العلمية في مصر وخارجها لتصحيح الفهم الخاطئ لقضايا الإعجاز العلمي وتنفيذ توصيات المؤتمر بما يساعد في خلق أثر إيجابي ملموس يعزز قيم الإيمان. يرسخ مكانة القرآن الكريم كمصدر للإلهام العلمي والديني ويعيد ربط المجتمع بالقرآن كمنهج حياة شامل ويعكس حكمة الله وعظمته.

وقال مفتي الجمهورية: “إننا في دار الإفتاء المصرية نؤيد بقوة الجهود المبذولة لتوضيح الحقائق العلمية المتعلقة بالنصوص الشرعية. كما نؤكد على أهمية الدور الذي تقوم به المؤسسات العلمية والدينية في مكافحة وتصحيح المفاهيم الخاطئة المنتشرة حول الإعجاز العلمي.

يشار إلى أن المؤتمر استضافه البروفيسور د. ترأس علي فؤاد مخيمر رئيس ومؤسس جمعية الإعجاز العلمي المتجدد وبحضور د. عبدالله المصلح الرئيس الفخري للجمعية والأمين العام للمجلس الإسلامي العالمي للدعوة والإغاثة، والأستاذ الدكتور. محمد صديق نائب رئيس جامعة الأزهر ممثلاً الأستاذ الدكتور . سلامة داود رئيس جامعة الأزهر، ود. ووجه الدعوة أيمن عمر وكيل وزارة المؤسسات ممثلا للأستاذ الدكتور . أسامة الأزهري وزير الأوقاف.

 


شارك