تفاصيل انشقاق مستشارين عن الدعم السريع وانحيازهم للجيش السوداني
أعلن خمسة من أعضاء المجلس الاستشاري لقوات الدعم السريع استقالتهم وانحازوا إلى جانب الجيش واتهموا قائده السابق محمد حمدان دقلو “حميدتي” بالتخطيط للاستيلاء على السلطة والسيطرة على سواحل السودان على البحر الأحمر، مما أدى إلى فشل طموحاته التي قادتها. لاندلاع الحرب منذ 18 شهرًا.
جاء ذلك بعد ستة أيام من إعلان الجيش السوداني انشقاق قائد قوات الدعم السريع في ولاية الجزيرة أبوعاقلة كيكل وانضمامه للجيش مع مجموعة من قواته.
وعقد المستشارون المنشقون، اليوم السبت، مؤتمرا صحفيا بمدينة بورتسودان، العاصمة الإدارية المؤقتة للسودان، كشفوا فيه أسباب انشقاقهم وخطط حميدتي وارتباطاته الخارجية.
جهود السيطرة
قال المسؤول عن ملف شرق السودان ومنظمات المجتمع المدني بالهيئة الاستشارية لقائد قوات الدعم السريع عبد القادر إبراهيم، إن جهود قوات الدعم السريع للسيطرة على سواحل السودان على البحر الأحمر مفيدة للدول الأخرى السبب الرئيسي لاندلاع الحرب.
وأكد أن الدعم السريع اقترح مشاريع في ولاية البحر الأحمر بقيمة 30 مليار دولار، تشمل ثلاثة مطارات وثلاثة موانئ وإنشاء ستة معسكرات لتدريب القوات المسلحة، بما في ذلك القوات البحرية، لنحو 30 ألف مقاتل على طول الساحل لاستخدامها.
وأضاف أن الموافقات الأولية لهذه المشاريع جاءت تحت تأثير محمد حمدان دقلو “حميدتي” نائب رئيس مجلس السيادة آنذاك، إلا أن قيادة الجيش كانت على علم بمخاطر المشاريع على السيادة الوطنية ورفضتها، الأمر الذي ودفع حميدتي إلى التهديد بالاستيلاء على السلطة إذا تم رفض المشاريع في ولاية البحر الأحمر.
الطموحات الشخصية
وبحسب موقع الجزيرة نت الإخباري، رأى إبراهيم أن رفض الجيش الموافقة على مشاريع حميدتي هو السبب الحقيقي للصراع بين الجيش والدعم السريع، وأن اتفاق الإطار لم يكن وحده سببا في الحرب.
وتابع: “هناك أطماع شخصية لقائد الدعم السريع حيث أراد الاستيلاء على السلطة بالقوة لتنفيذ مخططاته ومخططات الدول الأخرى”.
وقال إبراهيم إنه كان من المفترض أن يكون معهم ثلاثة مستشارين آخرين، لكن تم احتجازهم خارج البلاد وسيصلون إلى بورتسودان خلال أيام قليلة، ورفض الكشف عن أسمائهم لأسباب أمنية.
من جانبه، قال محمد عثمان عمر، مدير الإدارة الفنية للإعلام واللجنة الاستشارية العليا للدعم السريع، إن إعلام الدعم السريع تدار من قبل شركة إسرائيلية خارج السودان.
وكشف خلال المؤتمر الصحفي أن التسجيلات المنسوبة لحميدتي “تم إنتاجها وإدارتها من قبل جهات خارجية”، ووعد بالكشف عن تفاصيل عنها في وقت لاحق.
وأضاف عمر أن أي متحدث باسم الدعم السريع يظهر في وسائل الإعلام ليس له أي علاقة بإعلام الدعم السريع، لذلك “يفشلون ويعطون معلومات متناقضة”.
واتهم خبراء أجانب وجهات خارجية بالوقوف وراء التسجيلات المسربة التي تحتوي على أسماء قيادات في الدعم السريع ونشر معلومات مضللة مثل الحديث عن المجاعات وإثارة الأزمات واستخدام كلمة “داعش” لمهاجمة المجتمع الدولي وتحريض المجتمع الإقليمي.
ويرى عمر أن اتفاق الإطار الذي وقعته قوى الحرية والتغيير مع الجيش وقوات الدعم السريع في ديسمبر/كانون الأول 2022، لم يكن السبب في إشعال الحرب، بل الطموح الجامح لحميدتي وشقيقه عبد الرحيم بعد السلطة.