رئيس الإدارة المركزية لشئون الدعوة: الإعجاز البياني بالقرآن أول صورة للإعجاز أدركتها عقول البشر

منذ 2 ساعات
رئيس الإدارة المركزية لشئون الدعوة: الإعجاز البياني بالقرآن أول صورة للإعجاز أدركتها عقول البشر

«أبو عمر»: الإعجاز العلمي في القرآن والسنة النبوية المطهرة جانب خاص من الإعجاز، أهم من الإعجاز المصور.

قال رئيس الإدارة المركزية لشؤون الدعوة د. قال الدكتور أيمن أبو عمر، إن القرآن الكريم هو المعجزة الخالدة، وإن في هذا الكتاب العزيز أشكالاً كثيرة من المعجزات، ما بين معجزة برهانية، ومعجزة غير مرئية، ومعجزة تشريعية، ومعجزة علمية وغيرها من أشكال المعجزة التي لا تنتهي. ولن تنتهي أبدا. وفي هذا يقول الإمام السيوطي رحمه الله: “لقد اختلف العلماء في وجه إعجاز القرآن الكريم، وذكروا جوانب كثيرة منه، كلها حكيمة”. وصحيحة، ولكن لا تزال فيها جوانب روعته لا يُعلن عنها عُشر عُشر، ولا عجب، فهي مجرد كلمات الله الذي لا تنتهي معجزاته، والذي لا يُخلق لكثرة الأجوبة.

جاء ذلك خلال كلمة رئيس الإدارة المركزية لشؤون الدعوة نيابة عن وزير الأوقاف في المؤتمر الدولي الأول للإعجاز العلمي في القرآن والسنة الذي نظمته جمعية الإعجاز العلمي المتجدد. وأضاف أبو عمر أن الإعجاز المصور في القرآن الكريم كان أول شكل من أشكال الإعجاز الذي يحققه العقل البشري، حيث استقبلت أذن النبي صلى الله عليه وسلم نور الوحي الإلهي الكريم في اليوم الأول ثم نقله إلى الناس بشكل واضح. لغة عربية أذهلت آياتها عقولهم واستوعبت معانيها قلوبهم. فسجدت له رؤوسهم وأهوائهم، وتحداهم الله أهل الفصاحة والفصاحة، ودعا الإنس أجمعين والجن معهم أن يأتوا بحديث مثله، لكنهم عجزوا والناس في القرون التي تلت ذلك لم يتمكنوا من مواجهة هذا التحدي.

وتابع: “وكان لهذا النوع من المعجزة أثر عميق في نفوس السامعين، سواء كانوا مؤيدين أو كافرين، من آمن ومن كفر. وكذلك القرآن الكريم إذا امتزجت به الآذان، فرحت به النفوس، وانفتحت عليه القلوب، ووجد القلب لذة وعذوبة وبهاءً وجلالاً ورهبةً من آثاره لأي شخص مهما كان بليغا. “

وأوضح أبو عمر أنه ليس هناك دليل أوضح على هذا التأثير من الكلمات التي نرددها جميعا عندما نتحدث عن وصف القرآن وبلاغته، حتى لو كانت هذه الكلمات شهادة رجل لم يؤمن وعمل لم يؤمن ولم يسلم، ولكنه كان من أعداء سمعة النبي -صلى الله عليه وسلم-، وهو الوليد بن المغيرة عندما عرض عليه الطعن في القرآن. قال: فما أقول بعد ما سمعت؟ الكلمات التي يقولها حلوة ولكن فيها حلاوة، وما فوق مثمر، والقاع مملوء ماء، وهو تعالى لا يفوقه. والحق ما يشهد به الأعداء».

وأشار رئيس الإدارة المركزية لشؤون الدعوة إلى أنه لا شك أن مناقشة الإعجاز العلمي في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة جانب خاص من الإعجاز لا يقل أهمية وأكثر. مؤثرة كالإعجاز المصور وخاصة في عصرنا هذا الذي سمي بعصر العلم وأصبح عصرا. وفيه يكون الاعتقاد العلمي المدعم بالحجج والبراهين والبراهين صمام أمان لبعض العقول من الانحراف والضلال وطريقا حكيما للقلوب الحائرة التي انحرفت عن الهدى والأمن من خلال الحقائق العلمية في القرآن الكريم والسنة النبوية. السنة تنير وتوضح إعجاز عنصر الزمن وقد أخبر النبي الكريم -صلى الله عليه وسلم- عن هذه الظواهر قبل نزولها بمئات السنين وفي وقت لم يكن قومه يعرفون بها أدوات معرفية. مما يمكنها من تحقيق هذه الاكتشافات التي يمتلكها أهل عصرنا.

وتابع: “لقد أدرك العلماء البارزون ذلك منذ مئات السنين. ويقول الإمام الفخر الرازي المتوفى سنة 606م: “إذا ذكر الأولون طريقة في تفسير الآية، فإن ذلك لا يمنع المتأخرين من أن يستنبطوا طريقة أخرى في تفسيرها”.

وأشار إلى أنه إذا أثبت العلم الحديث أنه كلما صعدنا إلى أعلى، انخفض محتوى الأكسجين في طبقات الجو، ويشعر الإنسان بضيق في الصدر وصعوبة في التنفس بشكل طبيعي درجة بعد درجة، حتى يصبح الضيق أكثر ما يكون. يتم الوصول إلى المرحلة الشديدة، وهي المرحلة الحرجة التي لا يعود بعدها الأكسجين قادراً على اختراق الدم. ويجب أن نعترف بهذه الحقيقة العلمية في هذه الآية، وأن نبين للناس الإعجاز العلمي الذي ورد فيها، إلى جانب الإعجاز البلاغي الذي يتمثل في مقارنة هذه الحالة الأخلاقية بحالة حسية لم تكن معروفة للناس زمن نزول القرآن، وأثرها. الحقيقة أصبحت واضحة فقط في عصرنا هذا.

وأكد أن ما يقال عن المعجزة في القرآن الكريم يقال عن المعجزة في السنة النبوية المطهرة، وهي أحد قسمي الوحي الإلهي الذي أنزله الله.

 


شارك