بحضور مي عودة.. “الجونة السينمائي” ينظم جلسة نقاشية بعنوان “رحلتان للفيلم الوثائقي”

منذ 3 ساعات
بحضور مي عودة.. “الجونة السينمائي” ينظم جلسة نقاشية بعنوان “رحلتان للفيلم الوثائقي”

انطلقت في اليوم السادس من مهرجان الجونة السينمائي، حلقة نقاشية بعنوان «رحلتان للفيلم الوثائقي»، أدارتها الإعلامية والناقدة السينمائية علا سلوى.

وجمعت هذه الجلسة نخبة من أبرز الخبراء في مجال السينما الوثائقية، منهم المخرج محمد صيام، ومبرمج “Visions du Reel” إيمانويل شيكون، وكريستوف موبرجر نائب المدير العام لشركة EFP، والمنتجة والمخرجة مي عودة.

وتحدث محمد صيام عن التحديات الفريدة التي يواجهها صناع الأفلام الوثائقية، مشبهاً عملية الإخراج بالماراثون الذي يمكن أن يستمر من سنة إلى عشر سنوات. وشدد على أن الأفلام الوثائقية والأفلام تختلف اختلافا جوهريا. في حين تعتمد الصور المتحركة على نصوص وحوارات محددة، فإن الفيلم الوثائقي يتطلب الصبر والتعديل المستمر حتى يتم الوصول إلى المنتج النهائي. وشدد على أهمية اختيار الشخصية الرئيسية، حيث يجب أن تكون هناك ثقة في تفاصيل قصتها والبحث عن أدلة تجعل القصة غنية ومؤثرة. على الرغم من أن العملية يمكن أن تستغرق سنوات، فإن تحديد الوقت المتوقع للتصوير يعد خطوة حاسمة.

من جانبها، أكدت هالة جلال أن المخرج يحتاج إلى رؤية واضحة وثقة بأفكاره بعيدة عن تأثير المجتمع. يجب على صانع الفيلم الوثائقي أن يمثل صوته ورأيه الشخصي، مما يمنحه فرصة التفرد في مواجهة الاستبداد الإعلامي. وتحدثت عن مدى أهمية أن تبحث المهرجانات عن أفلام ملهمة تتحدى الأفكار الراسخة، مشيرة إلى أنه في حين تسهل المنصات الرقمية الوصول إلى الجماهير، فإن ما يميز المهرجانات اليوم هو فعاليات المناقشة مثل الجونة السينمائية.

وفي السياق ذاته، ناقشت مي عودة أهمية إعطاء الفيلم الوثائقي الوقت الكافي لينضج، حتى لو كان ذلك يعني تغيير الهدف الأساسي. كان الفيلم مبنيًا على تجربتها الخاصة حيث واجهت تحديًا عندما بدأت الشخصية الرئيسية في تغيير مسار حياتها، مما جعلها تعيد التفكير في القصة المطروحة. وشددت على ضرورة فهم المنتج السينمائي للسوق المستهدف ووضع استراتيجية واضحة لتقديم أفكاره بشكل فعال.

في حين أوضح كريستوف أنه بالنسبة لصناعة السينما، فإن المهرجانات السينمائية تدور حول جمع صانعي الأفلام معًا في مكان واحد. بعد الرحلة الصعبة كمخرج، تصبح المشاركة في المهرجانات تحديًا. وأكد أن صناعة السينما في أوروبا وأميركا الشمالية تهتم بجمع صانعي الأفلام الشباب من خلال برامج فردية لتسهيل مشاركتهم في المهرجانات الأوروبية.

وشدد إيمانويل على أن أهم شيء في إخراج الفيلم الوثائقي هو بناء القصة مع خلق إمكانية الارتجال، وهو ما يعتبر تحديا كبيرا لإقناع منتجي القصة بتنفيذها في الموقع. يجب أن يركز صانع الفيلم على خلق قصة فريدة ومن الأفضل أن يتم الانتهاء من العمل ببطء، حيث لا داعي للاستعجال في عملية الإنتاج والإخراج ليتم اختياره من قبل المهرجانات السينمائية. وبما أن هذا يؤثر على جودة الفيلم، فإن “التوقيت مهم، لكن الصبر هو المفتاح”.

انطلقت مساء الخميس 24 أكتوبر، الدورة السابعة لمهرجان الجونة السينمائي، وتستمر حتى الأول من نوفمبر.


شارك