خبراء: رفع تصنيف مصر الائتماني مؤشر إيجابي على تحسن الاقتصاد ويعزز مطالب مصر من صندوق النقد
ويرى خبيران استطلعت «الشروق» آراءهما أن رفع التصنيف الائتماني لمصر يعد مؤشرا إيجابيا على تحسن اقتصاد مصر، وخفض تكلفة الاقتراض في الداخل والخارج، وأيضا تحسن موقف القاهرة في مطالباتها بصندوق النقد الدولي الذي يؤجل بعض القروض. تدابير الإصلاح.
وفي خطوة هي الأولى منذ 2019، رفعت وكالة التصنيف الائتماني فيتش تصنيف مصر إلى “B” من “B-” مع الحفاظ على نظرة مستقبلية مستقرة، حسبما ذكرت في تقريرها الذي نشرته أمس. وبررت الوكالة رفع التصنيف الائتماني بالقول إنه بالإضافة إلى التدفقات الأجنبية إلى سوق الدين، تلقت مصر أيضًا أموالًا خارجية من الاستثمار الأجنبي المباشر في رأس الحكمة وتمويلًا جديدًا من المؤسسات المالية الدولية، مشيرة إلى انتعاش الاحتياطيات الأجنبية.
قال محمد أنيس، الخبير الاقتصادي، إن إصلاحات المالية العامة الأخيرة كان لها تأثير إيجابي على تحسين الجدارة الائتمانية خلال الأشهر الستة الماضية، موضحا أن تطورات مهمة حدثت في مارس من العام الماضي أدت إلى تغيير الوضع الاقتصادي في مصر. وهي توقيع اتفاقية رأس الحكمة وزيادة قيمة… قرض صندوق النقد الدولي ودعم وتمويل من البنك الدولي والاتحاد الأوروبي.
وأضاف أنيس أن رفع التصنيف الائتماني سيعمل على خفض تكاليف الاقتراض الحكومي محليا وخارجيا، ودعم استمرار الاستثمار الأجنبي في السندات المصرية، ودعم جهود الحكومة لجذب استثمارات أجنبية مباشرة جديدة.
ويرى أنيس أن التقرير الأخير لصندوق النقد الدولي يشير إلى أن قطاعات البنية التحتية والاستثمارات في الطاقة؛ فهي محرك النمو في العامين المقبلين، وهو أمر إيجابي ويؤكد ضرورة قيام الحكومة ببعض الإصلاحات الهيكلية في العامين المقبلين التي ستساعد في جذب الاستثمار الأجنبي المباشر للتصدير.
ومن جانبه، صرح محمد حسن، العضو المنتدب لشركة ألفا لإدارة الاستثمارات المالية، أن قرار وكالة فيتش برفع التصنيف الائتماني يعد خطوة إيجابية ومؤشر جيد على تحسن الاقتصاد، كما سيساعد في دعم مطالبات مصر لدى النقد الدولي. الصندوق يؤجل بعض إجراءات الإصلاح. وأضاف حسن أن ارتفاع التصنيف الائتماني يدل على قدرة البلاد على الوفاء بالتزاماتها الخارجية، مما يدعم دخول الاستثمار الأجنبي المباشر ويضمن توفر السيولة الدولارية.
وقالت وكالة فيتش في تقريرها أمس إن احتياطيات مصر من النقد الأجنبي زادت بنحو 11.4 مليار دولار في الأشهر التسعة الأولى من العام الحالي. ومن المتوقع أن يصل متوسط الاستثمار الأجنبي المباشر إلى 44.5 مليار دولار، ومن المتوقع أن يصل إلى 16.5 مليار دولار بحلول يونيو من العام المقبل (نهاية العام المالي الحالي)، مدعوماً باستثمارات جديدة من المتوقع أن تضخها المملكة العربية السعودية في الاستثمارات المتوقعة في رأس المال. مشروع الحكمة الذي سيساعد في تمويل العجز الحسابي. ومن المتوقع أن ينخفض المعدل الحالي، الذي ارتفع إلى 5.4% في العام المالي 2023/2024، إلى 5.2% في العام المالي الحالي، ثم ينخفض إلى 4% في العام المالي المقبل.
وفي أكتوبر الماضي، وعلى هامش زيارة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز إلى مصر، وقعت السعودية ومصر اتفاقية لتعزيز وحماية الاستثمارات المتبادلة بين البلدين.
كما تم خلال زيارة رئيس الوزراء مصطفى مدبولي للمملكة في سبتمبر الماضي، الاتفاق على تعزيز التعاون بين القطاع الخاص في البلدين، ممثلاً باتحاد الغرف التجارية السعودية، واتحاد الغرف التجارية، واتحاد الغرف التجارية المصرية. الصناعة مما يساعد على زيادة التبادل التجاري بين البلدين.
وبحسب اتحاد الغرف التجارية السعودية، يبلغ حجم التجارة بين المملكة ومصر نحو 48 مليار ريال، فيما تقدر قيمة الواردات السعودية من مصر بنحو 20 مليار ريال، والصادرات السعودية إلى مصر 28 مليار ريال.
توقعت وكالة فيتش للتصنيفات الائتمانية أن ينخفض معدل التضخم في مصر إلى 12.5% بنهاية العام المالي الحالي من 26.4% في سبتمبر وأن تنخفض المخاطر على المالية العامة بشكل معتدل مع اتخاذ إجراءات لخفض الاستثمار العام في الخارج في الموازنة وتوسيع نطاق الإنفاق. القاعدة الضريبية.
صحيح أن «الانخفاض الملحوظ في عبء الفوائد على الدين المحلي المرتفع للغاية في مصر» كان متوقعا.
وحول المخاطر الجيوسياسية في المنطقة، قالت فيتش: “إن المزيد من التصعيد للصراع الإقليمي يشكل خطرا كبيرا، لا سيما في شكل انخفاض في عائدات قناة السويس والسياحة”.
وكان من المتوقع أن “لا تتعافى إيرادات قناة السويس إلا بشكل تدريجي طوال عام 2026 وتصل إلى نصف إيراداتها في عام 2023، مما يقلل المخاطر”.