سعر الصرف ودعم البنزين.. 5 ملفات على طاولة مفاوضات مصر وصندوق النقد اليوم

منذ 12 أيام
سعر الصرف ودعم البنزين.. 5 ملفات على طاولة مفاوضات مصر وصندوق النقد اليوم

بقلم منال المصري:

تبدأ الحكومة اليوم المفاوضات بشأن إعادة تقييم برنامج الإصلاح الاقتصادي، وذلك خلال زيارة كريستالينا جورجييفا، المديرة العامة لصندوق النقد الدولي، لمصر.

وأشار مصرفيون إلى أن الحكومة ستطرح خمسة ملفات على طاولة المفاوضات مع صندوق النقد الدولي لإعادة تقييم برنامج الإصلاح الاقتصادي الذي تدعمه بقرض قيمته 8 مليارات دولار.

دكتور. يعقد الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء مؤتمرا صحفيا ظهر اليوم الأحد بمقر مجلس الوزراء بالعاصمة الإدارية الجديدة بحضور كريستالينا جورجييفا وحسن عبد الله محافظ البنك المركزي المصري.

وتأتي هذه المفاوضات بعد أن قال الرئيس عبد الفتاح السيسي في وقت سابق: “البرنامج الذي نعمل عليه مرتبط بالصندوق وهذا أمر مهم سأقوله للحكومة ولنفسي متى سيضغط علينا هذا التحدي”. إذا تغير الرأي العام بشكل لا يتحمله الناس، يجب إعادة النظر في الوضع مع الصندوق”.

وأضاف الرئيس: “أما بخصوص البرنامج الثاني الذي نقوم بتنفيذه حاليا، فهو رسالة مهمة إلى الصندوق والبنك الدولي وجميع المؤسسات الدولية، وهو أن هذا البرنامج يعمل في ظل ظروف إقليمية ودولية وعالمية صعبة للغاية وله آثار سلبية للغاية”. على العالم أجمع. ويقال إن الركود الاقتصادي المحتمل في السنوات المقبلة هو نتيجة «هذا الأمر».

وأوضح الرئيس: “برنامجنا الذي نعمل عليه مع الصندوق لا يأخذ في الاعتبار التحديات التي تتحدثون عنها. نقول إننا خسرنا 6 أو 7 مليارات دولار في الأشهر العشرة الماضية، ومن المحتمل أن يكون هذا هو الحال بسبب التأثير الذي نشهده، سنبقى هنا لعام آخر.

ارتفاع أسعار الديزل والبنزين

ورفعت مصر أسعار البنزين والديزل ثلاث مرات هذا العام، كان آخرها قبل أسبوعين، بمعدل يتراوح بين 7.7% و17%، وفقا لبرنامج الإصلاح الاقتصادي التابع لصندوق النقد الدولي.

كشف صندوق النقد الدولي في وثائقه عن التزام مصر بالتحرير الكامل لسعر الصرف بنهاية العام المقبل لضبط إجراءات المالية العامة.

قالت سحر الدماطي، الخبيرة المصرفية، إن الحكومة بحاجة إلى التفاوض بشأن تأجيل رفع الدعم عن السولار والبنزين لتخفيف الضغوط التضخمية المتزايدة.

وأشارت إلى أن زيادة أسعار البنزين والديزل أو مرونة سعر الصرف -حسب ظروف الصندوق- سيؤدي إلى ارتفاع الأسعار وزيادة معدل التضخم.

ويظهر تقرير السياسة النقدية الصادر عن البنك المركزي أن هناك خطر ارتفاع معدل التضخم بسبب تعديل إجراءات المالية العامة للدولة.

وارتفع معدل التضخم لليوم الثاني على التوالي من 26.2% في أغسطس إلى 26.4% في سبتمبر بسبب ارتفاع أسعار الديزل والبنزين.

مرونة سعر الصرف

وبينما أكد مسؤول البنك أن سعر الصرف في مصر يخضع لآلية العرض والطلب دون تدخل من البنك المركزي، رجح بعض الخبراء المصرفيين أن يمارس صندوق النقد الدولي ضغوطا على مصر لزيادة مرونة سعر الصرف، وهو ما أدى إلى ذلك. وكان الأمر كذلك أحد الملفات المهمة خلال المفاوضات.

وكان صندوق النقد الدولي قد ذكر في وقت سابق أن سعر الصرف المرن يظل حجر الزاوية في برنامج الاقتصاد الكلي الذي تنفذه السلطات المصرية.

ويؤدي انخفاض الجنيه أمام الدولار بالدرجة الأولى إلى ارتفاع أسعار جميع السلع الأساسية، مما يجعله العامل المؤثر الأكبر في زيادة معدل التضخم.

وقال هشام عز العرب الرئيس التنفيذي للبنك التجاري الدولي CIB، في حوار مع العربية بيزنس قبل أيام، إن سعر الصرف يخضع حاليا للعرض والطلب ولا توجد مشاكل أو تأخير في الحصول على الدولار للعملاء.

وأعلن البنك المركزي تحرير سعر الصرف في مارس الماضي، وهو ما تسبب في ارتفاع الدولار نحو 60% أمام الجنيه خلال الموجة الرابعة، من 30.94 جنيها إلى نحو 49 جنيها بنهاية تعاملات الخميس الماضي.

أكد محمد الإتربي، رئيس جمعية مصارف مصر، أن البنوك ملتزمة بجمع الدولارات لتمويل الاعتمادات المستندية دون شروط.

ومع ذلك، هناك مخاطر سلبية على التوقعات الاقتصادية، والتي، بحسب الصندوق، لا تزال تتأثر بتأثير الصراع في غزة وإسرائيل ومخاطر الاضطرابات التجارية المستمرة في البحر الأحمر، مما له تأثير سلبي على الاقتصاد. إيرادات قناة السويس، بحسب بيان لها في وقت سابق.

وثيقة ملكية الدولة

ويتطلب برنامج الإصلاح الاقتصادي من السلطات المصرية اتخاذ إجراءات سريعة للتخلي عن ممتلكات الدولة في بعض الشركات لصالح القطاع الخاص لسد فجوة النقد الأجنبي.

وقال محمد عبد العال، الخبير المصرفي، إنه يوثق التجارب التاريخية العالمية التي تظهر الاتفاق مع الصندوق على شروط أكثر ملاءمة خلال فترات تنفيذ برامج الإصلاح الاقتصادي.

وقال عبد العال إن الأرجنتين، على سبيل المثال، تمكنت من التفاوض على شروط أكثر ملاءمة في المناقشات مع صندوق النقد الدولي، خاصة في ظل الأزمات الاقتصادية التي شهدتها البلاد.

وبحسب وزير المالية الأسبق محمد معيط، فإن مصر قامت بتخارج نحو 5.6 مليار دولار من أسهم بعض الشركات منذ الإعلان عن صك ملكية الدولة بنهاية ديسمبر 2023.

وفي فبراير 2023، أعلنت الحكومة طرح 32 شركة في وثيقة ملكية الدولة.

أدت التوترات الجيوسياسية في المنطقة إلى تباطؤ انسحاب الدولة من بعض أصولها لمنع بيعها بأقل من قيمتها.

رحب صندوق النقد الدولي بتوقيع اتفاق بين مصر والإمارات العربية المتحدة بشأن مشروع تنمية رأس الحكمة بقيمة 35 مليار دولار، مما ساعد في حل أزمة النقد الأجنبي.

سياسة نقدية متشددة

دعا صندوق النقد الدولي البنك المركزي إلى مواصلة لعب دوره في احتواء التضخم من خلال الحفاظ على سياسة نقدية متشددة تعتمد على ارتفاع أسعار الفائدة.

وأدى ارتفاع أسعار الفائدة في مصر إلى زيادة الضغوط على ميزانية الدولة وزيادة تكلفة الإقراض للقطاع الخاص.

ورفع البنك المركزي سعر الفائدة 19% خلال العامين ونصف العام الماضيين قبل أن يتركه دون تغيير عند مستوياته المرتفعة البالغة 27.25% للودائع و28.25% للقروض خلال الاجتماعات الأربعة الماضية.

إدارة الديون وتعبئة موارد الدولة

ويدعو صندوق النقد الدولي إلى ضرورة تعزيز وخفض إدارة الدين العام مع تعظيم الإيرادات الحكومية من خلال توسيع النظام الضريبي.

وتهدف الحكومة إلى خفض إجمالي الدين العام إلى 88% بنهاية العام المالي الحالي ويصل إلى 80% بنهاية يونيو 2027.

كما حددت الحكومة، لأول مرة، حدًا أقصى للإنفاق لا يتجاوز تريليون جنيه مصري لجميع المؤسسات التابعة لها في العام الحالي.


شارك