قطار التطوير يصطدم بأماكن تاريخية وتراثية.. والحكومة توقف هدم مقابر الإمام الشافعي

منذ 12 أيام
قطار التطوير يصطدم بأماكن تاريخية وتراثية.. والحكومة توقف هدم مقابر الإمام الشافعي

• خبير اليونسكو: فقدنا 16 مبنى تاريخيا.. ولجنة الوزراء وضعت البدائل والحلول لتجنب إزالة القبور. • المواطن: عشنا لحظات الوفاة بنقل الرفات إلى العاشر من رمضان. وقال أحد الضحايا: “لم أعد أعرف أين هو بسبب المسافة”.

وأنشأت الحكومة في السنوات الأخيرة عددًا من محاور النقل لربط أحياء القاهرة وتسهيل تنقل المواطنين في العاصمة. وفي تنفيذ هذه المحاور اصطدم قطار التطوير بالمواقع التاريخية والتاريخية مثل مقابر الإمام الشافعي والإمام التونسي والإمام الليث والسيدة نفيسة والسيدة عائشة.

وأدت أعمال التطوير إلى نقل رفات الموتى من أماكن الدفن المعروفة لدى الناس إلى مدن 15 مايو وبدر و10 رمضان، كمقابر بديلة للمتضررين من أعمال التطوير، حيث تعارضت أماكن المقابر مع أقطاب محاور النقل، وبقي الكثير من المواطنين الذين لم ينقلوا ولم يستلموا رفات ذويهم. حتى الآن هناك مقابر بديلة، وهناك من يخشى أن يموت أحد أفراد أسرته ولا يجد مكاناً لدفنه.

وثار في الآونة الأخيرة جدل على مواقع التواصل الاجتماعي حول إزالة قبة حليم باشا المعروفة بقبة “مصطولة محمد علي”، واستمر الجدل حول هدم المقابر التاريخية بجنوب القاهرة حتى رئيس الوزراء مصطفى مدبولي. واعترف بالمشكلة ووعد بعدم تكرارها، وقال في مؤتمر صحفي: “أثناء العمل في منطقة المقبرة ظهرت مشكلة لن تتكرر وتقرر وقف أعمال الهدم والتخلص في المنطقة”. وأكد احترامه للمباني والأماكن التاريخية والمدرجة في البلاد.

“عشنا لحظة وفاتها”.. بهذه الكلمات روت نجوى مجدي، من سكان محافظة القاهرة، معاناة أسرتها عندما تم نقل رفات المتوفين من مقابر السيدة نفيسة إلى المقبرة يوم العاشر من الشهر الجاري. وناشد رمضان المؤسسة التعليمية منع إعادة الدفن هناك وإعادة الرفات، كما منعت القاهرة تنفيذا لقرار من المحافظ الدفن في قبري الإمام الشافعي والسيدة نفيسة حرصا على سلامتهم. يمنع إزالة بعضها ويبقى الاستعداد لأنها تتعارض مع تنفيذ المحاور المرورية.

وأضافت نجوى مجدي لـ«الشروق»: «مفيش حد من الأهالي نبش الرفات إلا انكسر قلبه زي ما انكسر في نفس يوم وفاته»، وأثنت على قرار رئيس الوزراء بسرعة التوقف عن العمل. أعمال الهدم بمنطقة مقابر الإمام الشافعي.

وقال أحمد سامي، مواطن من محافظة القاهرة، لـ«الشروق»، إن الأهالي الذين يمتلكون مقابر في المناطق المخطط تطويرها (الإمام الشافعي – السيدة نفيسة) تقدموا بالعديد من المناشدات للعديد من الجهات المعنية ولم يستجب أحد. لهم ويدعمهم ويدعم مطالبهم بالحفاظ على المقابر التاريخية التي تعد من معالم القاهرة التاريخية، مضيفًا أن قرار وقف إزالة المقابر طال انتظاره، والمسؤولون عن محو الهوية المصرية للدولة أو محو تاريخ رموزها يجب أن يحاسبوا على كل ما فعلوه بالموتى.

وقالت سلوى إمام، أحد المتضررين، والتي تمتلك مقبرة بمنطقة الإمام الشافعي بمحافظة القاهرة، إن الجهات التنفيذية بالمشروع أبلغتها بنقل رفات أسرتها من مقبرة السيدة نفيسة . وتم نقل الرفات إلى مقبرة بمدينة العاشر من رمضان. وأعربت عن حزنها لعدم زيارة عائلتها كل جمعة كالعادة، قائلة: “لم أعد أعرف أين هي”. أين ذهبت حرمة الموت وقدسيته في هذا الزمان؟

من جانبه، قال طارق المري، استشاري الحفاظ على التراث والخبير بمركز التراث العالمي التابع لمنظمة اليونسكو، إن المنطقة الواقعة عند سفح المقطم تبدأ من منطقة البساتين حتى منطقة العباسية، حيث يتم إزالة المقابر الجزء الجنوبي من المقطم. وكانت محافظة القاهرة في الفترة الحالية توقفها عمرو بن العاص لدفن موتى المسلمين.

وأضاف المري لـ«الشروق» أن أشهر الشخصيات المدفونة في هذه المقابر هم عمرو بن العاص، الإمام الليث، الإمام ورش، أسرة محمد علي باشا، محمد محمود، محمود سامي البارودي، أحمد شوقي. وأكثر من 100 من أولياء الله الصالحين مثل العز بن عبد السلام، بالإضافة إلى بعض الفنانين مثل أم كلثوم وغيرها من الأيقونات العظيمة.

وأشار إلى أن هذه المنطقة تسمى ببقي مصر وهي أكبر وأقدم مقبرة إسلامية في العالم، معتبرا أن النسيج العمراني الموجود في هذه المقابر والقباب هو نسيج تاريخي لا يمكن القضاء عليه فهو جزء من القاهرة التاريخية منقوشة. على قائمة التراث العالمي.

وأوضح أن هذه المقابر أو القباب مليئة بالأشياء المميزة مثل الرسومات والأدلة، ولهذا السبب تحتاج إلى الحفاظ عليها وتسجيلها كمواقع أثرية يأتي إليها الكثير من الأشخاص من جميع أنحاء العالم لزيارتها والتعرف على تاريخ مصر المسمى لترميم بعض المباني التاريخية والمقابر والتخلص من المياه الجوفية حفاظاً على جزء من تاريخنا وقدسية أمواتنا.

وأشار المري إلى أن مخطط الطرق والمحاور تم إعداده منذ أكثر من عام ولذلك أمر رئيس الجمهورية بتشكيل لجنة خبراء لدراسة المنطقة بإشراف وزير التعليم العالي أيمن عاشور والأساتذة. وبالنسبة للتخطيط والعمارة لجميع الجامعات المصرية فقد تم دراسة المسارات المنصوص عليها في الخطة. وأدركوا أنها ستصل إلى المقابر عبر طريق صلاح سالم وقرروا تغيير هذا الطريق حتى لا تهدم المقابر.

وتابع: “وضعت اللجنة مخططاً للطرق السياحية للمنطقة مثل طريق الصالحين وطريق كبار رجال الدولة والمسارات التاريخية للمباني ذات الطرز المعمارية المختلفة، ووضعت حلولاً للقضاء على المياه الجوفية دون التسبب في أضرار”. المقابر والقباب وعرض المخطط على مجلس الوزراء ووافق عليه رئيس الجمهورية”.

وشدد المري على أن الجهات التنفيذية للمشروع تجاوزت هذا الأمر وتجاهلت التوصيات وحاولت دفع التنمية وفق الخطة القديمة دون التنسيق مع أعضاء اللجنة، مطالبة بتنفيذ الخطة البديلة التي أعدتها اللجنة. لجنة الإشراف التي شكلها وزير التعليم العالي والتي أصدرت التوصيات والبدائل والحلول وبالتالي لا يجب تجاهلها والاستمرار فيها عن بعد.

وأوضح المري أن الأعمال الجارية في الفترة الحالية أسفرت عن إزالة 16 مبنى مدرجًا في التعداد الأثري خلال الأسبوعين الماضيين، منها الإمام ورش، وأحمد محمود، ومحمود سامي البارودي، وأحمد شوقي، وساحات الآثار. عائلة ذو الفقار الحكيم وتضم صلاح وعز الدين ذو الفقار وإيهاب نافع وحوش عائلة ثابت (الدكتور صالح والد ووالدة سوزان مبارك) وحوش قاسم باشا محمد.

وتابع: “وكذلك مزارع آل العزم السورية، فاطمة هانم برلنطة صاحبة الدولة، حقي العظم أول رئيس وزراء لسوريا، مزارع الفريق إسماعيل باشا سليم المشرف على سوريا”. الجهادية في عهد محمد سعيد والقائد الحربي في حرب كريت وكذلك قبة الأمير محمد عبد الحليم بن محمد علي تمت إزالتها مع والدته نام شاز قادين وحوش برهان وحوش حجازي حوش جنينة وذكر أنه كان هناك عدد أكبر من المباني والقباب التي تمت إزالتها وأنه يجب وضعها في سياق مناسب لتاريخ مصر ومكانتها.


شارك