شارع النبي دانيال.. ممر العالم القديم بالإسكندرية يعود للحياة بمشروع تطوير ضخم -فيديو وصور
في قلب الإسكندرية، حيث تتشابك الأزمنة وتتعانق الحضارات، ينبض شارع النبي دانيال بروح التاريخ وجمال الحاضر. هذا الطريق القديم، الذي تعود جذوره إلى زمن الإسكندر الأكبر، ليس مجرد طريق يربط بين نقطتين، بل هو شريان حياة مليء بالقصص.
ومع اقتراب عملية التطوير من الانتهاء، يستعد شارع النبي دانيال لفصل جديد في تاريخه الطويل. وبفضل الجهود المبذولة سيبقى هذا الشارع رمزا للتراث والوحدة الوطنية ومصدر إلهام للأجيال القادمة.
وأشرفت “مصرواي” على جزء من أعمال المرحلة الثالثة من تطوير الطريق الذي يعتبر من أقدم وأهم الطرق في عروس البحر الأبيض المتوسط، حيث يشهد أعمال تطوير وزيادة كفاءته.
صرح محافظ الإسكندرية الفريق أحمد خالد، أن المشروع يستهدف تطوير شارع النبي دانيال بطول حوالي 750 مترًا بتكلفة 143 مليون جنيه وسيتم تنفيذه على ثلاث مراحل، لافتًا إلى أن تنفيذ المرحلة الأولى بنسبة 100% وتم الانتهاء من تنفيذ المرحلة الثانية بنسبة 90%. وأشار إلى أن المرحلة الثالثة من المشروع بدأت في الأول من نوفمبر الجاري، وجاري متابعة تنفيذ الأعمال لضمان الانتهاء منها في أسرع وقت ممكن.
وتشمل أعمال التطوير إنشاء نموذج موحد لجميع المحلات التجارية بالشارع، مع مراعاة توحيد اللافتات الإعلانية للمحلات بما يتوافق مع التنسيق العمراني واستخدام خط الإسكندرية، وكذلك دهان وإنتاج واجهات أسوار محلات قسم الإشارة والمعهد الديني والمركز الثقافي الفرنسي.
ويتضمن المشروع أيضًا مراعاة الإضاءة الجانبية للشارع بأعمدة الإنارة الزخرفية وإضاءة المباني لإبراز الزخارف المعمارية بعد زيادة كفاءة البنية التحتية للشارع بكافة مرافقه.
وأشار المحافظ إلى أن أعمال التطوير شملت إزالة الطبقة الإسفلتية القديمة وتطبيق طبقة جديدة تتناسب مع طبيعة الطريق وإنشاء ممرات آمنة ومريحة لتسهيل حركة المواطنين على الطريق، فضلاً عن توفير الإضاءة الموجودة في محيط المتحف اليوناني الروماني تهدف إلى إبراز الزخارف المعمارية التي تساهم في التحول. يؤدي الشارع إلى رصيف تاريخي. وأشار إلى جهود المحافظة في رفع كفاءة البنية التحتية للطرق بكافة مرافقها وتنفيذ الأعمال الزراعية.
كما نوه المحافظ بالإجراءات التي تم اتخاذها للقضاء على بعض المظاهر العشوائية وتحسين المظهر البصري للشارع من خلال توحيد مظهر المكتبات وطلاء واجهات المباني والمباني التراثية في إطار تطوير المعالم العمرانية الفنية للطريق مع تقديم الخدمات. والأنشطة لمستخدمي الطريق.
وتكمن أهمية شارع النبي دانيال في كونه من أقدم شوارع المدينة وبوابة للعالم القديم، حيث يعود تاريخه إلى عام 331 قبل الميلاد. يعود تاريخها إلى عام 400 قبل الميلاد عندما أمر الإسكندر الأكبر المهندس اليوناني دينوقراطيس ببناء مدينة الإسكندرية لتكون العاصمة الجديدة لإمبراطوريته لأنه وجدها في موقع ممتاز يجعلها نواة عصر جديد.
يعتبر شارع النبي دانيال القديم مجمعا للديانات السماوية الثلاث حيث يضم كنيسة القديس مرقس أقدم كنيسة في أفريقيا يرجع تاريخها إلى القرن الأول الميلادي، ومعبد إلياهو هنابي أقدم معبد يهودي بني في الإسكندرية والقاهرة. مسجد النبي دانيال، بني في القرن الثامن عشر.
يتمتع الشارع بطابع ثقافي حيث أنه غني بالعديد من المباني التاريخية من القرن التاسع عشر وكذلك المنشآت التاريخية البارزة مثل مبنى جريدة الأهرام التاريخي ومبنى المركز الثقافي الفرنسي بالإضافة إلى أكشاك الكتب والجرائد المجاورة له. على جانبي الشارع، مما لعب دوراً هاماً في ظهور الثقافة المصرية في السنوات الأخيرة، خاصة لأهل المناطق الساحلية.
تعود جذور الشارع إلى عمق المدينة التي بناها الإسكندر الأكبر ولذلك فهو يطابق في عمره تاريخ ذلك القائد الذي نبعد عنه ألفي عام تقريباً، ويجسد الشارع نفسه حالة من الوحدة الوطنية حيث يحتوي على المسجد يحمل نفس الاسم، ومنه اشتق المصريون اسم الشارع، وكنيسة القديس مرقس بجوار المعبد اليهودي.