منظمة التحرير الفلسطينية: إسرائيل تسابق الزمن لإنهاء ولاية الأونروا
حذرت دائرة شؤون اللاجئين في منظمة التحرير الفلسطينية من المخططات الإسرائيلية الرامية إلى إنهاء ولاية وكالة الأونروا في الضفة الغربية، بما فيها القدس المحتلة وقطاع غزة، واستبدالها بمنظمات دولية أخرى.
وأكد أحمد أبو هولي، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ورئيس دائرة شؤون اللاجئين، في بيان له اليوم الاثنين، أن إسرائيل تواصل سياستها العدائية تجاه الأونروا، بعد أن أبلغت الأمم المتحدة رسميا اليوم بسحب اعترافها بالوكالة. الأونروا وإلغاء الاتفاقية الثنائية لعام 1967 (كوماي – ماكليمور) وأنها لن تتعاون معها بمجرد دخول التشريع الإسرائيلي الجديد حيز التنفيذ مطلع العام المقبل.
وقال أبو هولي: إن “إسرائيل تسابق الزمن لإنهاء ولاية الأونروا ونقل صلاحياتها إلى المنظمات الدولية، كاشفة عن الهدف الأساسي من وراء إنهاء عملها، وهو حل قضية اللاجئين الفلسطينيين، ومنح الفلسطينيين حقوقهم” دون تنفيذ الأمم المتحدة. القرار رقم 194 الذي يقضي بعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم التي طردوا منها عام 1948”.
وتابع: “لم نفاجأ بالسرعة التي أرسلت بها الخارجية الإسرائيلية رسالتها إلى رئيس الجمعية العامة وأمينها العام لإبلاغهما بسحب اعترافها بوكالة الأونروا وإنهاء عملها”. بل كان من المتوقع أن يتم توقيع الاتفاقيات بينهما.
وأشار إلى أن “محاولة سلطات الاحتلال إدخال القوانين حيز التنفيذ بعد أسبوع من اعتمادها وإبلاغ الأمم المتحدة بها تهدف إلى قطع الطريق أمام الأمين العام للأمم المتحدة والأونروا لتمرير القرار”. القوانين “يتحدى قوانين الكنيست أمام الجمعية العامة أو يطعن فيها أو يحيلها إلى محكمة العدل الدولية” ولن يهتم بالأصوات التي تدين قراراته.
وأوضح أن إسرائيل، السلطة القائمة بالاحتلال، جعلت إنهاء عمل وكالة الأونروا أحد أهداف الحرب المعلنة في قطاع غزة، وفي هذا السياق، حظرت عملها بالقوة العسكرية في القطاع، مستهدفة منشآتها. الموظفين والمرافق والقوافل الإنسانية، مؤكدا أن الصمت المريب للمجتمع الدولي والإفلات من العقاب دفع إسرائيل إلى المضي قدما في حربها ضد الأونروا واستكمال عملها من خلال تشريعاتها العنصرية في الضفة الغربية بما فيها القدس.
وشدد على أن القوانين المحلية للدول لا تعلو على القوانين الدولية وقرارات الأمم المتحدة، وأن إسرائيل ليس لها سيادة على تفويض وعمل الأونروا، وباعتبارها قوة محتلة، فهي ملزمة باحترام مرافق الأونروا، وولايتها القضائية وحصانتها تحترم القدس.
وأشار إلى أن خطة إسرائيل وقوانينها العنصرية، التي تهدف إلى تقويض ولاية الأونروا وحلها ونقل صلاحياتها إلى المنظمات الدولية، أضرت بالأونروا ليس ببعدها الإنساني أو الخدمي، بل ببعدها السياسي، لافتا إلى أن عددا من من الدول تحدثت في بياناتها عن التأثير السلبي للقوانين الإسرائيلية على المساعدات الإنسانية ولم تتحدث عن البعد السياسي لإنهاء عمل الأونروا أو التهديد الذي يهدد تفويضها لحل قضية اللاجئين ولا عن الردع أو الإجراءات العقابية التي تتخذها إسرائيل على انتهاكاتها إن القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة وقراراتها يعبران عن القلق، الأمر الذي يشجع إسرائيل على الاستمرار في استهداف تقويض ولاية الأونروا.
وأكد أبو هولي أن “الاحتلال الإسرائيلي الذي يواصل تقويض ولاية وكالة الأونروا، لن يغير الوضع القانوني للمنظمة التي تتمتع بتفويض دولي بناء على قرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة”.
ودعا المجتمع الدولي، وخاصة مجلس الأمن، إلى تحمل مسؤوليته في حماية الأونروا وتمكينها من ممارسة ولايتها الكاملة في مناطقها الخمس، وفقا للولاية الممنوحة لها بموجب القرار 302، وذلك من خلال توفير الخدمات الأساسية للاجئين. يقدم ملايين الفلسطينيين الخدمات للاجئين ويضمن حقوقهم إلى أن تتوفر لدى المجتمع الدولي الإرادة السياسية اللازمة لإيجاد حل للاجئين الفلسطينيين على أساس القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، بما في ذلك قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 194.
وأكد التزام منظمة التحرير الفلسطينية بالتعاون مع الأونروا ودعمها لضمان استقرارها واستدامتها وفقا لقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 302، مشددا على أن منظمة التحرير الفلسطينية وجماهير اللاجئين في المخيمات الفلسطينية وخارجها ستواصل العمل. ويعارضون المخططات الإسرائيلية التي تستهدف قضيتهم وحقهم المشروع في العودة، كما سيمثلون حصنا منيعا لحماية ولاية الأونروا والتفويض الممنوح لها بموجب القرار 302، وسيواجهون شراكات بديلة تسعى إسرائيل إلى تحقيقها.