ترامب وهاريس.. كيف يؤثر الفائز بانتخابات أمريكا على مناطق العالم الساخنة؟

منذ 4 ساعات
ترامب وهاريس.. كيف يؤثر الفائز بانتخابات أمريكا على مناطق العالم الساخنة؟

تبدأ الانتخابات الرئاسية الأمريكية في وقت يشهد فيه العالم أحداث حرب غير مسبوقة في عدد من المناطق حول العالم، والتي أصبحت كل منها قضية رئيسية على أجندة المرشحين الرئاسيين الجمهوري دونالد ترامب والديمقراطية كاميلا هاريس، بسبب إلى الترابط الواضح والتأثير الذي تمثله هذه الدول في السياسة الأمريكية.

وتبدأ الانتخابات في وقت لم يتضح بعد مصير الحرب المستمرة منذ عام في غزة، ولا حرب روسيا ضد أوكرانيا التي تدخل عامها الثالث إلى جانب الملف الصيني الذي يشكل توسعه ونفوذه واحداً تهديداً واضحاً. إلى الولايات المتحدة، مما يدفع كل دولة إلى القيام بذلك… الدول المذكورة تفضل مرشحاً على آخر بحسب ما تقتضيه مصالحها.

دونالد ترامب وكامالا هاريس

إسرائيل

ونظراً للتغيير الذي يمكن أن يحدثه الرئيس المقبل مع تقدم الحرب، بغض النظر عما إذا كان ينتمي إلى الحركة الديمقراطية التي عاشتها تل أبيب في ظل إدارة الرئيس جو، فإن الملف الإسرائيلي يشكل لاعباً مهماً وواضحاً في حرب بايدن أو بايدن الجمهوري المستمرة. وقال دونالد ترامب، الذي يراه مدير برنامج الولايات المتحدة في أزمة دولية جماعية، مايكل حنا، في تصريحات خاصة لـ”ايجي برس”، إن إسرائيل ستريد فوزه بالتأكيد.

وقال مايكل حنا إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وأغلبية الإسرائيليين يفضلون فوز دونالد ترامب، ورجحت بعض التقارير الصحفية الإسرائيلية أنه طلب من نتنياهو إنهاء الحرب إذا كان هو المنتصر.

وأضاف مدير البرنامج الأمريكي أن الوقت الذي قضاه ترامب في ولايته السابقة يوحي بأنه سيمنح إسرائيل مزيدا من الحرية، ليس فقط في الحرب، ولكن أيضا في قضايا أخرى مثل توسيع الاستيطان الإسرائيلي في المضي قدما في الأراضي الفلسطينية. من غير المرجح أن يحدث ذلك إذا فاز المرشح الديمقراطي، الذي يعتقد أن فوزه يمكن أن يخلق مجالًا للمناورة أكبر بكثير من إدارة الرئيس بايدن.

2

المحلل السياسي المتخصص في الشأن الإسرائيلي د. من جانبه، قال غسان معلوف في تصريحات خاصة لـ”ايجي برس”، إنه لا يعتقد أن نتائج الانتخابات الأمريكية سيكون لها تأثير كبير على الموقف الأمريكي تجاه إسرائيل أو حتى في منطقة الشرق الأوسط، مشيرا إلى أنه سياسة راسخة. وهو لا يتغير لأنه وقف إلى جانب إسرائيل بشكل كامل على مدى عقود، بغض النظر عما إذا كانت الحكومة ديمقراطية أو جمهورية.

اتخذ ترامب سلسلة من الخطوات التي لم يجرؤ أي رئيس أمريكي على اتخاذها، والتي، بحسب د. وبالإضافة إلى الخطوات غير المسبوقة، أصبح غسان سبباً لمراهنة نتنياهو على فوزه كـ«صديق» تربطه به علاقات شخصية داعمة لإسرائيل، على سبيل المثال من خلال قرار الانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران، وهو ما كان شخصياً. روج له نتنياهو انتقلت السفارة الأمريكية إلى القدس المحتلة وتم التوقيع على الاعتراف الأمريكي بسيادة إسرائيل على الجولان السوري المحتل.

ومع ذلك، يقول د. وقال غسان إن تفضيل فوز ترامب لا يعني أن الحكومات الديمقراطية ستعادي إسرائيل أو تدير ظهرها لها، انطلاقا من افتراض أن الرئيس بايدن سيتراجع عن كل التحركات والقرارات التي اتخذها ترامب فيما يتعلق بالجولان، ونقل السفارة يبقي على القدس. .

الملف الروسي الأوكراني

“سأنهي الحرب خلال 24 ساعة إذا أصبحت رئيسا للولايات المتحدة” كانت هذه بعض تصريحات ترامب عندما تحدث عن الحرب الدائرة في أوكرانيا منذ أكثر من عامين وأن الإدارة الديمقراطية قد فشلت. وهو متمسك حتى الآن بذلك، لكن الخبير السياسي محمد مختار المتخصص في الشأن الروسي يصدق تصريحاته. وبالنسبة لايجي برس على وجه الخصوص، فهي ليست أكثر من تصريحات نخبوية لكسب الأصوات في الانتخابات.

أما فيما يتعلق بما هو الأفضل لأوكرانيا بين المرشحين للرئاسة، فيرى مختار أن كييف تفضل بلا شك فوز كاميلا هاريس، رغم أن مسؤولاً أوكرانياً لم يقل ذلك، نظراً للدعم السخي على المستويين السياسي والعسكري من الديمقراطيين، سواء كان بايدن لديه إدارة. عاجلا أو هاريس في المستقبل.

3

وشدد مختار على أهمية الدعم الأميركي لأوكرانيا في مواجهة الجيش الروسي، والذي لولاه لكانت كييف في وضع حرج لولا الدعم الكافي، وهو ما يريد ترامب تغييره، لكن الأمر لن يكون سهلا عليه، نظرا لأن الأوكرانيين الملف أصبح من الملفات المهمة للحكومة الأميركية، وهو ما لن يقبل به، حتى لو أراد ترامب ذلك.

في المقابل، يرى كبير محللي الشؤون الروسية في مجموعة الأزمات الدولية، أوليغ إجناتوف، في تصريحات خاصة لايجي برس، أن الحكومة الديمقراطية في كييف غير مقبولة بشكل كاف لأنها لم تدعم بشكل كاف التصعيد ضد روسيا خلال الحرب. وأشار في الوقت نفسه إلى أن هذا التفضيل لدى الجانب الأوكراني لانتصار ترامب لا يعني من وجهة نظر الأوكرانيين أن هذا يعتبر الخيار الأسوأ وحتى “الخطير للغاية”.

وأضاف أوليغ أن الأوكرانيين يخشون محاولة ترامب إجبار كييف على إبرام اتفاقيات لن تكون في صالحه، لافتاً إلى عدم اهتمام المرشح الجمهوري باندماج أوكرانيا مع الغرب بسبب الصراع مع روسيا، وهو ما يشكل، في رأيه، مشكلة. ويشكل التهديد “مشكلة كبيرة” للقيادة الأوكرانية الحالية، التي تراهن على اتخاذ خطوات نحو التكامل مع الغرب.

ترامب وسياساته المثيرة للقلق

وفقا للدكتور. مختار، اتخذت إدارة جو بايدن العديد من الخطوات لصالح كييف منذ اندلاع الحرب في فبراير 2022، بما في ذلك الخطوات الاستباقية الأخيرة التي أثارت العديد من الاعتبارات التي من شأنها عرقلة محاولات ترامب المستقبلية للحد من الدعم لأوكرانيا، الذي يعتقد أنه إذا… إذا فاز ترامب، فسيكون من الصعب عليه تغيير مسار الدعم الأمريكي لأوكرانيا، على الأقل في السنة الأولى، لأن معظم حزم المساعدات العسكرية تمت الموافقة عليها بالفعل على مستوى الكونجرس الأمريكي.

ومع ذلك، يمكن للرئيس السابق أن يلجأ إلى أسلوب آخر لتشديد الخناق حول كييف، مثل الإدلاء بتصريحات تثير قلق أوكرانيا أو زيارة وبناء علاقات مع أحزاب لا تحبها أوكرانيا، وخاصة الدول التي قد لا تدعم موقفها بشكل مباشر.

4

وفيما يتعلق بإمكانية إنهاء الحرب ورفع أو تخفيف العقوبات المفروضة على روسيا بسبب الحرب في حال فوز أحد المرشحين، يقول مختار إن موسكو لن تقدم تنازلات في المفاوضات إلا إذا شعرت بضعف موقفها المتمثل في قوى الطرف المنافس. المتزايد، وفي الوقت نفسه أشار إلى رد الفعل. وجاء في البيان الأميركي بشأن المطالبة بتخفيف العقوبات على روسيا لإنهاء المفاوضات أن ذلك يعتمد على «اتخاذ موسكو إجراءات تثبت حسن النية»، وهو ما أجاب على سؤال مدى استعداد روسيا لذلك.

وبينما يرى الباحث في مجموعة الأزمات الدولية صعوبة التراجع عن العقوبات المفروضة على روسيا، فإنه يشير إلى أن رفعها في أوروبا أسهل من رفعها في الولايات المتحدة.

وأضاف أوليغ أنه في حال استئناف المفاوضات فإن روسيا ستطالب برفع العقوبات، فيما أشار إلى أن العقوبات المتعلقة بالإنتاج العسكري والمواد ذات الاستخدام المزدوج والأصول الروسية المجمدة يمكن الإبقاء عليها لفترة طويلة.

وقال مختار إنه إذا فازت هاريس، فإن بوتين – الذي يعتمد بشكل كبير على ترامب – قد يدرك أنه فقد الورقة الأخيرة في واشنطن، وهو ما قد يدفعه إلى اتخاذ خطوة نحو إنهاء الحرب، لأن إنهاء الحرب في أوكرانيا هو فقط في أوكرانيا. بيد روسيا وليس بيد أي طرف آخر.

5

الصين

يتزايد تأثير نتائج الانتخابات الأميركية على الصين، التي تعتبرها الولايات المتحدة المنافس الاقتصادي الرئيسي لها، بشكل ملحوظ، في وقت لا يبقى فيه التوتر في العلاقات بين بكين وواشنطن خفيا، سواء كان عهد ترامب السابق. أو في الإدارة الحالية التي يعد هاريس جزءًا منها.

وفي هذا الصدد يقول المحلل السياسي المتخصص بالشأن الصيني د. وقال رونج هوانج في تصريحات خاصة لـ”ايجي برس” إن تجدد صعود دونالد ترامب إلى السلطة قد يجلب للصين تقليصا في مسألة تشكيل تحالفات ضد دولة واشنطن مقارنة بالديمقراطية الحالية التي تعمل عليها في منطقة آسيا. تشكيل تحالفات عسكرية واقتصادية لاحتواء الصين.

6

وأضاف رونغ أن الصين اختبرت ترامب في ولايته السابقة وشهدت سياسته المتمثلة في عدم محاولة تشكيل تحالفات ضد البلاد بهدف المواجهة، فيما أشار إلى أنه لا يمكن الحكم على ما إذا كان سيستمر فيها في حال فوزه وفي الانتخابات، فإنه سيتبع نفس النهج، خاصة وأن الرسوم الجمركية التي فرضتها إدارته السابقة فرضت ضغوطا متزايدة على الصين.

وتابع “رونج”: “لكن لا يمكن الحكم على مدى ملاءمة مرشح معين على آخر، خاصة أن الصين اختبرت الإدارتين الديمقراطية والجمهورية وفيهما السياسة الأميركية الواضحة في تشكيل تحالفات مختلفة ضد نفسها”. هو الضغط عليها، وهو ما لا يرضي بكين، التي تفضل السياسات البناءة. يخسر أخرى.

7

ومن جانبه، قال سفير مصر الأسبق لدى الصين علي الحفني، في تصريحات خاصة لـ”ايجي برس”، إن العلاقات الصينية الأمريكية تتجاوز مسألة المرشحين للانتخابات الرئاسية، لافتا إلى أن ذلك بغض النظر عمن سيتولى الرئاسة ومن سيتولى الرئاسة ومن سيتولى الرئاسة. البقاء في البيت الأبيض، هناك سياسات تصوغها وتضعها المؤسسات الأميركية في كيفية التعامل مع الصين.

وأضاف السفير علي أن مشكلة العلاقات بين بكين وواشنطن تكمن في المنافسة الشديدة التي تتزايد يوما بعد يوم ومن المتوقع أن تستمر في المستقبل نظرا لاستمرار ظاهرة الصعود الصيني في عدد من المجالات مثل التكنولوجيا العالية والفضاء و الذكاء الاصطناعي.

واتفق الحفني مع رونغ على أن مشكلة العلاقات الصينية الأميركية تتعلق بلجوء الأخيرة إلى تشكيل تحالفات في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، واستغلال واشنطن لقضية تايوان ومضيق تايوان، والمشاكل الصينية مع اتفاق دول جنوب شرق آسيا ودول الخليج. محاولة الولايات المتحدة المستمرة لتطويق الصين والحد من نفوذها.


شارك