5 فوائد للتكنولوجيا في مجال الرعاية الصحية
تعد الثورة التكنولوجية التي نعيشها في وقتنا الحالي نقلة حضارية كبيرة للبشرية على مدى تاريخها بالكامل، وقد تغلغلت التكنولوجيا بجميع أشكالها في كل طبقة من طبقات مجتمعنا المعاصر، وأيضاً في مختلف مجالات الحياة اليومية، وبالطبع لم يكن مجال الرعاية الصحية استثناءً من هذه المجالات، فقد أحدث ظهور التكنولوجيا ثورة في صناعة الرعاية الصحية بطرق متنوعة.
أهم فوائد التكنولوجيا في مجال الرعاية الصحية
سنعرض في هذا الموضوع أهم جوانب الاستفادة التي حققها مجال الرعاية التقنية الصحية، وهذه الفوائد بالطبع تعود على العاملين في المجال الطبي، وأيضاً المرضى، فقد ساعدت التكنولوجيا الحديثة في تسهيل الكثير من الإجراءات في هذا السياق، وسوف نعرض هذه النقاط بالتفصيل فيما يلي:
1. سهولة الوصول إلى السجلات الطبية للمريض
يعد جمع بيانات المرضى أحد أهم الجوانب في مجال الرعاية الصحية، حيث تعد البيانات الطبية ضرورية للأطباء لتحليل حالة المريض، وتطور الحالة المرضية الخاصة به، ومن ثم إيجاد العلاج الذي يناسب حالته الصحية، ففي الماضي، كانت سجلات المرضى عبارة عن ملفات ورقية والتي كانت أمر مزعج إلى حد كبير مقارنةً بالوسائل التكنولوجية المتبعة حالياً.
بينما في وقتنا الحالي ومع ظهور الرقمنة، يمكن إدخال المعلومات الطبية للمرضى في نظام رقمي قائم على تكنولوجيا cloud-based، وهذا بالطبع يوفر سهولة غير عادية للمتخصصين والمرضى، حيث يمكنهم بكل سهولة الوصول إلى بيانات المريض بنقرة زر واحدة، ومن أي مكان في العالم، وأيضاً في أي وقت.
2. الحد من الأخطاء الطبية
تعد الأخطاء الطبية من أهم مصادر القلق في مجال الرعاية الصحية بشكل عام، وذلك لأنها تتكرر باستمرار، كما أنها جزء من العملية الطبية ولا مفر منها في ظل الاعتماد على العامل البشري بشكل أساسي، ولحسن الحظ، سهلت التكنولوجيا تطوير الكثير من الأنظمة التي أثبتت قدرتها على تقليل الأخطاء الطبية وإنقاذ المزيد من الأرواح.
ومن أهم هذه الأنظمة هو نظام دعم القرار السريري (CDS)، الذي يوفر الدعم لأخصائي الرعاية الصحية، وذلك من خلال توفير المعلومات الطبية والمعلومات الخاصة بالمريض، بحيث يتم تصفية هذه المعلومات بشكل عقلاني وتقديمها إلى أخصائي الرعاية الصحية في الأوقات المناسبة، وذلك بهدف تعزيز عملية اتخاذ القرار لمقدم الرعاية الصحية، وهذا النظام قادر على توفير معايير وإرشادات قائمة على الأدلة، وبما يراعي الإجراءات والبروتوكولات، وقواعد وتوصيات الرعاية الصحية خلال عملية اتخاذ القرار المناسب.
3. توفير الرعاية الصحية للمريض على مدار الساعة
ظهرت حالياً الكثير من الأجهزة الطبية التي توفر رعاية صحية للمريض على مدار الساعة، وبعض هذه الأجهزة قابلة للارتداء مثل أحزمة اللياقة البدنية وغيرها من الأجهزة المتصلة لاسلكيًا، مثل Fitbits الذي يمكنه مراقبة ضغط الدم، وأيضاً جهاز (ECG) الذي يعرض تخطيط القلب الكهربائي، وغيرها من الأجهزة المختلفة التي تتيح للمرضى والمتخصصين الوصول إلى المعلومات الطبية على مدار الساعة، كما يمكن لهذه الأجهزة تصوير عدد السعرات الحرارية، ومتابعة التمرينات، والمواعيد الخاصة بالعلاج، وتغيرات ضغط الدم وما إلى ذلك.
ومن أهم المزايا التي توفرها هذه الأجهزة هي إمكانية متابعة الحالة الصحية للمريض عن بعد، وهذا مهم بشكل خاص للمرضى المسنين وأولئك الذين يعيشون بمفردهم، حيث سيتم تنبيه أفراد أسرهم أو مقدمي الرعاية الصحية المعنيين على الفور في حالة اكتشاف أي خلل، وعلى هذا النحو، تضمن هذه الأدوات التكنولوجية أن يتمتع المرضى بالرعاية الفائقة، مما يعزز تجربة الرعاية الصحية بشكل كبير.
4. زيادة تثقيف المريض
يلعب تثقيف المرضى دورًا ضروريًا في الرعاية الصحية، ويتبنى المتخصصون التقنيات التي يمكن أن تساعد في تعليم المرضى وإشراكهم بشكل أفضل في العملية العلاجية، ووفقًا لنتائج استطلاع حديث شمل 200 طبيب أمريكي أجرته PatientPoint و Digital Health Coalition ، يعتقد أكثر من 75٪ من الأطباء أن الاستفادة من تكنولوجيا التعليم والمشاركة يمكن أن تساعد في تحسين تجربة المريض بشكل كبير، كما أفاد 95٪ من المشاركين أيضًا أنهم يستخدمون حاليًا أدوات تقنية المشاركة لتثقيف المرضى والتعامل معهم عن بعد.
وقد قدمت التكنولوجيا الكثير من البرامج والتطبيقات التي توفر معلومات مخصصة عن التثقيف الصحي للمرضى بناءً على احتياجاتهم وظروفهم الخاصة، وتتميز هذه البرامج والتطبيقات بسهولة الاستخدام سواء عبر جهاز كمبيوتر أو جهاز محمول، كما وجدت دراسة أن هذه التطبيقات قد ساعدت على زيادة امتثال المرضى للاحتياطات الطبية الوقائية، والتزامهم الطبي، والوعي الذاتي وإدارة حالتهم الصحية بشكل جيد.
5. تخفيض تكاليف الرعاية الصحية
تعد تكاليف الرعاية الصحية من أهم الأعباء التي يتعرض لها الكثير من المرضى، وقد ساعدت التكنولوجيا بمختلف صورها في تقليل هذه التكاليف الطبية بشكل مباشر بالنسبة للمرضى، ولا سيما مع توفر الكثير من التطبيقات والبرامج التي تتيح فرصة التشخيص عن بعد، وهذا يساعد بشكل كبير على خفض تكاليف الرعاية الصحية على المرضى.