أطفال لبنان بين تروما الغارات والدراسة الحضورية

منذ 13 ساعات
أطفال لبنان بين تروما الغارات والدراسة الحضورية

لم تعد المدارس في لبنان مجرد مكان للتعليم، بل أصبحت ملجأ للأطفال من مشاهد الدمار والخوف التي تملأ البلاد بسبب عمليات القمع. لكن الواقع المزدوج الذي يجمع بين الحاجة إلى التعليم الشخصي ومخاطر الصدمات النفسية (الصدمة) يشكل تحديات كبيرة للعائلات والأطفال والمدارس، خاصة بعد مشهد الذعر الذي أصاب الأطفال في المدارس القريبة من الضاحية الجنوبية لبيروت والذي نُشر يوم الثلاثاء و مشتركة على وسائل التواصل الاجتماعي. وافق وزير التربية والتعليم في الحكومة المؤقتة القاضي عباس الحلبي على التعلم عن بعد للمدارس الخاصة وألزم المدارس التي اختارت التعلم وجهاً لوجه بالتوقيع على إقرار الالتزام بقبول المسؤولية عن أي مخاطر.

وقال المستشار الإعلامي للوزير ألبير شمعون في اتصال مع سكاي نيوز عربية: إن “هذا القرار اتخذ بسبب تحديات التعلم عن بعد، معللا ذلك بعدم توفر الكهرباء والإنترنت، فضلا عن عدم إعداد الكوادر التعليمية”.

وأضاف أن وزارة التربية والتعليم بالتعاون مع اليونسكو ستعمل على تدريب أكثر من 11 ألف معلم لتحسين جودة التعليم الرقمي.

 

الآثار النفسية على الأطفال

ويقول الاختصاصي النفسي نزار الغاوي لسكاي نيوز عربية إن الأطفال في لبنان يتعرضون لتجارب الحرب والصدمات والضغوط النفسية: “الأطفال الذين يتعرضون للمداهمات يحتاجون إلى دعم نفسي مكثف حيث يعانون من القلق المستمر والأرق والكوابيس. مما يضعف قدرتهم على التركيز والتعلم”.

وفي هذا السياق أبدت العديد من العائلات قلقها من إرسال أبنائها إلى المدارس في ظل استمرار القصف.

قالت سهام، والدة أحد الطلاب: “لا أريد لابني الجامعي أن يذهب إلى الجامعة بالقرب من الغارات. المداهمات لا ترحم الشوارع والبلدات المتاخمة لجامعته”.

بينما يرى موسى فارس، أحد أولياء الأمور، أن الفشل في توفير بدائل للتعلم عن بعد أدى إلى إجبار الطلاب على التعلم وجهاً لوجه رغم المخاطر.

موسيقى للترفيه عن الغارات

 

من جانبها، تحاول المدارس تحسين الأوضاع من خلال تقديم أنشطة ترفيهية وتشغيل الموسيقى خلال فترات الراحة لتخفيف التوتر لدى الطلاب. ومع ذلك، يواجه قطاع التعليم تحديات لوجستية مثل نقص الموارد الأساسية، وزيادة الضغط على المعلمين والإداريين.

وقالت المحامية مايا جعارة، المستشارة القانونية لاتحاد لجان أولياء الأمور في المدارس الخاصة، في حوار مع سكاي نيوز عربية: إن “أهمية التعليم المختلط تكمن في كونه حلا وسطا بين الأمن واستمرار التعليم”.

وشددت على “ضرورة دعم الطلاب نفسياً وتوجيههم لمواجهة تداعيات الحرب”.

وأضاف جعارة: “نظراً لاحتمال سماع بعض الضربات التي نفذت في بعض المناطق المتاخمة للضاحية الجنوبية لبيروت، وقعت حوادث ارهابية في بعض المدارس التي تعتمد على التعليم، ما سبب حالة من الذعر لدى بعض الطلاب، خصوصاً أنهم كانوا يبكون”. “” معدي.”

وتوضح: “المدارس مطالبة بالتعامل مع ما يحدث بأفضل طريقة ممكنة، وتوفير الحماية والدعم النفسي، ورعاية الطلاب، وتهدئتهم، والاستماع إليهم، ومساندتهم إذا لزم الأمر، واتخاذ الإجراءات المناسبة”. مقاسات.”

ويختتم جعارة: “في المدارس، يستطيع الأخصائيون النفسيون رعاية الطلاب بشكل صحيح، أفضل من أولياء الأمور، الذين غالبًا ما يفتقرون إلى الخبرة والمعرفة في التعامل مع مثل هذه الأحداث”.

وأكدت: “قامت بعض المدارس بتنظيم أنشطة ترفيهية لتشتيت انتباه الأطفال، كما قام المعلمون بتشغيل الموسيقى خلال فترة “الفرصة” -الاستراحة- وهذا ساعد ويساعد في التخفيف من الأضرار النفسية وعواقبها”.

رؤية اجتماعية أعمق

وأكدت الباحثة الاجتماعية وديعة الأميوني في حديثها لـ”سكاي نيوز عربية”: “ضرورة توفير برامج الدعم النفسي والاجتماعي للطلبة للتخفيف من آثار الحرب”.

وأوضحت أن الضغوط النفسية الناجمة عن القصف والنزوح لها تأثير سلبي على النمو الفكري والنفسي للأطفال، الأمر الذي يتطلب التدخل العاجل لتحسين استقرارهم النفسي والاجتماعي.

وتوضح: “إن التعلم أثناء الحرب يسبب تجارب مؤلمة تؤثر على نمو الطفل الفكري والنفسي والاجتماعي، مثل: هؤلاء الأطفال هم أكثر عرضة للإصابة باضطراب ما بعد الصدمة (PTSD)، والذي غالبًا ما يثير مشاعر الذعر والكوابيس عند سماع أخبار سيئة عن الحرب والهجمات وآثارها المدمرة.

وتختتم: “لهذا تأثير قوي على الهويات الشخصية للأطفال. قد يشعرون أنه بفقدان الأسرة أو المنزل أو البيئة التي نشأوا فيها، قد يفقدون جزءًا من أنفسهم.” يفقدون قدرتهم على التكيف مع “العالم الجديد” من حولهم، وقد يظهرون سلوكًا عدوانيًا ومتمردًا بسبب للغضب والضغوط النفسية التي يعانون منها وصعوبة التكيف مع المجتمعات المضيفة.


شارك