ما حقيقة انتشار دودة خطيرة في سمكة الرنجة؟
دكتور. عارضت شيرين زكي، ممثلة النقابة العامة للأطباء البيطريين ورئيس لجنة سلامة الغذاء بنقابة الأطباء البيطريين سابقا، ما يقال عن “خطورة” دودة المتشاخسة القوية التي تتواجد في أسماك الرنجة.
وكشف زكي في تصريحات خاصة لـ«الشروق»، أن الطرق الخاطئة لتدخين الرنجة تعتبر أكثر خطورة على صحة الإنسان من إصابة السمكة بديدان المتشاخسة خلال دورة حياتها الطبيعية.
وأضافت أنها اكتشفت خلال جولاتها الميدانية الواسعة لتفقد سلامة الغذاء وجود مصانع “تحت الدرج” يتم فيها تدخين سمك الرنجة بطريقة غير صحية باستخدام أخشاب الأشجار.
وأشارت إلى أن ذلك يمكن أن يسبب السرطان لدى الإنسان، حيث تصبح الأسماك مشبعة بالكربون نتيجة حرق الخشب العادي، فيما تستخدم المصانع المتخصصة أخشاباً بمواصفات مختلفة، بعضها مستورد من ألمانيا على شكل مكعبات صغيرة، لضمان التدخين. أمان.
وقالت: «هناك الكثير من المصانع غير المرخصة التي تدخن الرنجة عن طريق حرق الحطب وهذا غير مخصص لهذا الغرض. وقد تم ذلك حتى في بعض الحظائر وقد رأيت ذلك بأم عيني. ولهذا أنصح بشراء الرنجة من أماكن معروفة، ومجمدة وثابتة القوام لضمان السلامة.
وتابعت: “قمت بزيارة بعض المصانع المصرية المتخصصة في تحضير وتدخين الرنجة وتصديرها للخارج، بعد ملاحظة عدة شكاوى من مستهلكي المصنع حول وجود دودة الانيساكيس في جودتها، وتتبع المواصفات العالمية، ويشرف عليها الأطباء. الذين يشرفون على المراحل المختلفة لتحضير الرنجة حتى يتم تعبئتها وبيعها في الأسواق في مصر وأوروبا ودول الخليج. لذلك أنصح بعدم تصديق الشائعات وأخذ المعلومات من المصادر المتخصصة فقط”.
وأضاف زكي أن عملية تدخين الرنجة تتم إلى حد ما حسب تفضيلات وأذواق الجمهور المستهدف. وهناك الرنجة الذهبية المدخنة وأنواع أخرى.
كما تحدثت عن سوء ممارسات التخزين، محذرة من أن العديد من المصانع أو المعامل المرخصة تستخدم براميل بلاستيكية زرقاء لتخزين الرنجة بدلا من الصناديق الخشبية، مما يحفز التفاعلات الكيميائية مع لحم السمك.
– ما العيب في انتشار دودة خطيرة في الرنجة؟
وأوضح زكي لـ«الشروق» أن ما تداوله نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي مؤخرًا عن انتشار وخطر الدودة الأسطوانية أو كما يطلقون عليها «الدودة الحلزونية» في الرنجة المنتجة أو المستوردة في مصر لا أساس له من الصحة خوفًا واضطرابات وإرادة. لا تصيب الأشخاص بأمراض خطيرة.
قد تكون الدودة الأسطوانية والمعروفة علمياً باسم “أنيساكيس” موجودة بالفعل في سمك الرنجة، لكنها ليست خطيرة كما يشاع.
وأشار زكي إلى أنه إذا أصيبت الرنجة بدودة المتشاخسة فهي دودة ضعيفة وتنتهي دورة حياتها في جسم الإنسان دون أن تسبب لها ضررا جسيما لأنها لا تتحمل العصارة المعدية القوية وتموت وقد تسبب أعراضا بسيطة مثل المغص أو الإسهال أو القيء عند الإنسان فمن المؤكد أن الأمر سينتهي بتناول بعض منظفات القولون المتكررة لعدة أسابيع.
وأكد زكي أن دودة المتشاخسة التي من الممكن أن تصيب بعض أسماك الرنجة، ليس بسبب سوء تخزينها، بل بسبب دورة الحياة الطبيعية للأسماك في البحار والمحيطات، حيث يمكن الحصول على الأسماك من خلال المياه الملوثة أو من خلال المياه الملوثة. ويصيب تناول الطعام البحر الحامل للعدوى، والتي يصعب اكتشافها بمجرد فتحها.
وأشار زكي إلى أن القضاء على دودة المتشاخسة “غير الضارة” سواء كانت موجودة في الرنجة أم لا، أمر بسيط للغاية ويتم من خلال إحدى الخطوات التالية:
1- الخيار الأفضل هو ترك الرنجة أو الحبار في الثلاجة/الفريزر لمدة 48 ساعة حتى تموت الديدان أو يرقاتها غير المرئية.
2- الخيار الثاني هو إزالة الأحشاء والرأس ثم طهيها جيداً على درجة حرارة عالية.
3- الخيار الثالث هو إزالة الأحشاء والرأس وشويها.
4- من الأفضل شراء الرنجة المجمدة لأن الديدان تموت من درجات الحرارة العالية أو المنخفضة جداً.
5- تعتبر الرنجة المعبأة المفرغة ذات القوام المتماسك أكثر أماناً.
6- تجنب شراء الرنجة الرخيصة، وخاصة الرنجة مجهولة المصدر.
7- للتأكد من سلامة جميع أنواع الأسماك يجب إزالة الأحشاء والرأس ثم غسلها بالماء وتفكيكها من الخارج وتجميدها لمدة يومين أو قليها أو شويها على الفور.
– ما هي أنواع الديدان التي يمكن أن تصاب بها الرنجة؟
وأوضح زكي أن الدودة الشريطية البيضاء يمكن أن تصيب الأسماك بشكل عام وكذلك الأبقار والجاموس.
وتختلف الدودة الشريطية عن المتشاخسة في أنها تستطيع إكمال دورة حياتها في جسم الإنسان. وإذا تركت دون أن يتم اكتشافها لفترة طويلة، يمكن أن يصل طولها إلى 10 أمتار، وتتغذى على طعام الإنسان وتصيبه بفقر الدم.
وتصاب الأسماك والأبقار والجاموس بالعدوى عن طريق الإصابة بالديدان الشريطية التي ننقلها إليها عن طريق المحاصيل الزراعية أو الكائنات الملوثة باليرقات. وهذا أمر شائع في البلاد التي تعاني من شح المياه وتلوثها، ويمكن الوقاية منه عن طريق غسل الطعام جيداً وطهي اللحوم والأسماك على درجات حرارة عالية.
يعاني بعض الأطفال من الإصابة بالدودة الشريطية، لذا نصح زكي الأمهات بمراقبة صحة الطفل بشكل عام، موضحا أن الدودة الشريطية يمكن علاجها بسهولة بعلاجات بسيطة يمكن تكرارها بعد أسابيع للتخلص منها نهائيا.