بعد الاعتداء الإسرائيلي على اليمن.. أين تقع الحديدة وما أهميتها الاستراتيجية؟
ويمتد الصراع العربي الإسرائيلي أيضاً إلى اليمن، وقد تبادل الجانبان بشكل دوري ردوداً عسكرية قوية منذ اندلاع حرب غزة في أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
بدأت القصة هذا الأسبوع عندما أعلنت جماعة الحوثي في اليمن أنها أرسلت مسيرة تضامنية مع الشعب الفلسطيني تسببت في انفجار تل أبيب. وردت دولة الاحتلال، أمس السبت، بقصف على مدينة الحديدة في اليمن، سقط فيه قتلى وجرحى عدد من اليمنيين.
وردا على الهجوم الإسرائيلي على محافظة الحديدة، قالت جماعة الحوثيين إنها قصفت أهدافا رئيسية في إيلات، فيما ردت دولة الاحتلال، بحسب زعمها، بأن صاروخا باليستيا اعترضه.
أعلن المتحدث العسكري للحوثيين، يحيى سريع، اليوم الأحد، عن قصف أهداف “مهمة” في إيلات جنوب دولة الاحتلال، بصواريخ متعددة، قائلا إن العملية “حققت أهدافها بنجاح”.
وأضاف في بيان متلفز، أن جماعة الحوثي هاجمت سفينة أمريكية في البحر الأحمر، مضيفا أن الهجوم نفذ بصواريخ باليستية وطائرات مسيرة وأدى إلى إصابة السفينة “بشكل مباشر”.
وأشار سريع إلى أن الهجوم الإسرائيلي على الحديدة “لن يثني اليمن عن موقفه الثابت ضد قمع الشعب الفلسطيني”، ووعد بأن “الرد على العدوان الإسرائيلي على أرضنا سيأتي حتما وسيكون كبيرا وكبيرا”. كما وصفه.
*أين تقع محافظة الحديدة وما أهميتها؟
وبحسب مركز المعلومات الوطني التابع لرئاسة الجمهورية اليمنية، فإن مدينة الحديدة تقع غربي اليمن على ساحل البحر الأحمر، وتبعد عن العاصمة صنعاء حوالي 226 كيلومتراً.
وتبلغ مساحة المحافظة حوالي 117.145 كيلو متراً مربعاً، وتتوزع هذه المساحة على مديرياتها الـ26، بالإضافة إلى مدينة الحديدة مركز المحافظة. وتحتل الحديدة المركز الثاني من حيث عدد السكان بعد محافظة تعز حيث يمثل سكانها 11% من إجمالي سكان الجمهورية وبحسب نتائج التعداد العام للسكان والمساكن والمنشآت لعام 2004م بلغ عددهم 2,157,552 نسمة وينمو عدد السكان بمعدل (3.25%) سنوياً.
تعتبر الزراعة النشاط الرئيسي لسكان المحافظة حيث تحتل المركز الأول بين محافظات الجمهورية في إنتاج بعض المحاصيل الزراعية بنسبة تصل إلى (26%) من إجمالي المحاصيل الزراعية بالإضافة إلى صيد الأسماك وكذلك الخضار والفواكه والأعلاف حيث تطل المحافظة على شريط ساحلي طويل غني بالأسماك والأحياء البحرية كماً ونوعاً.
ويتميز النشاط التجاري في الحديدة بأنشطة الاستيراد والتصدير لثاني أكبر ميناء في الجمهورية اليمنية. بالإضافة إلى ذلك يوجد بالمحافظة العديد من المنشآت الصناعية أهمها مصنع الأسمنت وبعض الصناعات الغذائية والمشروبات الغازية.
وأهم المعادن الموجودة بأرض المحافظة هي: “الجرانيت، الرمال السوداء، الأصباغ، السيراميك، الملح الصخري، الجبس” وبعض المعادن الطينية الأخرى.
وبالإضافة إلى معالمها التاريخية، تضم الحديدة أيضًا العديد من المعالم السياحية. وأهمها الآثار الإسلامية في مدينة زبيد التاريخية، مثل الجامع الكبير ومسجد الأهر في مدينة بيت الفقيه ومدينة الخوخة الساحلية والحمام الطبيعي. – السخنة، بينما يبلغ متوسط درجة الحرارة في الحديدة حوالي 29 درجة مئوية خلال أيام العام.
* الأهمية الاستراتيجية وشريان الحياة
تعد محافظة الحديدة من أهم المحافظات اليمنية من حيث الكثافة السكانية وكذلك الأهمية الاقتصادية والعسكرية.
يوجد بالحديدة، بالإضافة إلى موقعها الاستراتيجي المهم المطل على البحر الأحمر، ثلاثة موانئ، كما أنها تقع على شريط ساحلي ذو أهمية كبيرة للتجارة الدولية، وبالإضافة إلى ذلك فإن ثاني أكبر ميناء في البلاد يمثل بوابة رئيسية للبحر الأحمر. يمثل البحر الأحمر.
ويمثل شريان الحياة الرئيسي للحوثيين حيث يوجد به ثلاثة موانئ: ميناء الحديدة وميناء الصليف وميناء رأس عيسى. ومن خلال هذه المنافذ، تدخل جميع الواردات تقريبًا إلى مناطق سيطرة الحوثيين، الذين يحتكرون غالبية النشاط التجاري هناك، مما يمنحهم موارد مالية كبيرة لكسب الثروة وتمويل عملياتهم العسكرية.
يشار إلى أن الولايات المتحدة وبريطانيا تواصلان شن هجمات شبه يومية على مواقع الحوثيين في اليمن ردا على هجماتهما على سفن الشحن في البحر الأحمر وخليج عدن.
*المناخ: تنوع نباتي وطيور برية نادرة
ويتنوع الغطاء النباتي بالمحافظة، حيث تكثر الأشجار المعمرة والأعشاب والنباتات الصغيرة في السهول غير المزروعة والكثبان الرملية.
وفي نهاية الأودية وسهولها تنتشر أيضاً أشجار النخيل والعديد من النباتات وأنواع مختلفة من الأشجار المعمرة، كما تنتشر بعض الأشجار المعمرة.
ولا يوجد غطاء نباتي في الأجزاء الصخرية والمناطق الساحلية من المحافظة، باستثناء بعض أشجار نخيل الدوم التي تكثر في أجزاء مختلفة من الشريط الساحلي.
كما توجد أنواع مختلفة من الحيوانات البرية، البرية منها والمستأنسة، كانت منتشرة في سهول تهامة قديماً، إلا أنها مع مرور الوقت اختفت وانقرضت الكثير منها، باستثناء بعضها الذي تركز وجوده في المنطقة الشرقية. أجزاء وبالقرب من المرتفعات الجبلية، حيث لا يتواجد فيها سكان مثل الضباع والثعالب والنمور والأرانب والبوم، ولكن بأعداد قليلة ونادرة.
بينما يمكن العثور على الطيور في سهل تهامي، بما في ذلك الصقور والعقاب والطيور الحربية واللقالق والبوم والحمام البري وطيور النورس والأهداب.