مصادر في حماس: دائرة صغيرة جدا تعرف مكان يحيى السنوار في غزة

منذ 3 شهور
مصادر في حماس: دائرة صغيرة جدا تعرف مكان يحيى السنوار في غزة

قالت مصادر في حركة حماس في قطاع غزة وخارجه، إن قدرة يحيى السنوار رئيس المكتب السياسي للحركة في قطاع غزة على الاختباء حتى الآن وعدم قدرة الاحتلال الإسرائيلي على الوصول إليه لا تفي بهذا ولا يعني إطلاقاً أنه منقطع عن التواصل مع قيادات الحركة في الداخل والخارج.

وأكدت المصادر في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» نشرتها على موقعها الإلكتروني اليوم الأربعاء، أن السنوار على اطلاع دائم ومستمر بكل ما يجري، خاصة فيما يتعلق بالمفاوضات الجارية، وأن كل مبادرة تم اتخاذها. وقد تمت دراسة النص المقدم دراسة جيدة، ودراسة متأنية، وإبداء رأيه فيه، والتشاور فيه مع قادة الحركة، والتواصل معهم بطرق مختلفة.

وقالت المصادر إن زعيم حماس في غزة تواصل عدة مرات مع قيادات الحركة في الخارج، خاصة خلال الأوقات الحاسمة في المفاوضات الأخيرة. كما تواصل مع رئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية، بعد استهداف إسرائيل، وأعرب أبناؤه عن تعازيهم وجددوا دعمهم. ولم توضح المصادر كيف تم هذا الاتصال وما إذا كان مباشرا أم لا.

ولم تنف المصادر أو تؤكد ما إذا كان السنوار قد نجا بالفعل من محاولات اغتيال إسرائيلية خلال الحرب الحالية وما إذا كانت القوات الإسرائيلية قد اقتربت من مكان إقامته، خاصة خلال عملية خان يونس.

وبحسب المصادر، فإن دائرة صغيرة جداً مؤلفة من شخصين إلى ثلاثة أشخاص على الأكثر، هي التي تعرف مكان تواجده، وتوفر احتياجاته المختلفة، وتؤمن تواصله مع قيادات الحركة داخل البلاد وخارجها.

وأضافت أن الاحتلال فشل في الوصول إلى العديد من قيادات الصف الأول والثاني على المستويين السياسي والعسكري (حماس)، لكنه حاول اغتيال بعضهم، وأصيب بعضهم، وكان بعضهم سينجو من القصف ونفذت غارات في مناطق وأهداف مختلفة دون أن تلحق بها أضرار، لكن السنوار ليس واحدا منها.

ولم توضح المصادر ما إذا كان السنوار يختبئ فوق الأرض أم تحتها.

وقالت الصحيفة إنه منذ فشل إسرائيل في الوصول إلى السنوار بعد انتهاء العملية البرية في خان يونس، تحدثت تقارير إعلامية عبرية عن تحركه بين الأنفاق المتبقية لحركة حماس، لكنها لم تقدم أي دليل على ذلك، مشيرة إلى أن الجيش الإسرائيلي يعلن باستمرار عن تحركه بين الأنفاق المتبقية لحركة حماس. ونجاحها في تدمير مقدرات الحركة، بما في ذلك أنفاقها، بالإضافة إلى حل ألويتها في خان يونس ومناطق أخرى في قطاع غزة.

ويقول المقربون من السنوار وآخرون من أقاربه إن السنوار يفكر في خيارين لا ثالث لهما ما دام على قيد الحياة: إما تحقيق شروط المقاومة بإنهاء الحرب، وانسحاب قوات الاحتلال وإتمام تبادل مشرف لشخصيته. وفي رأيه أنه لا يوجد خيار آخر (الانسحاب من غزة) أو الحصول على شرف الشهادة، ولا يستطيع أن يفكر في ذلك.

وتشير المصادر إلى أن هذه الخيارات مطروحة داخل قيادة حركة حماس، مضيفة أن الجميع متفقون عليها، إذ لا توجد حلول أخرى لمواجهة تعنت الاحتلال وتمسكه بشروطه.

وعن شخصيته، ورداً على تصريح الإسرائيليين بأنه دموي وعنيف وعنيد، يقول المقربون من السنوار إنه كان شخصية اجتماعية، وأنه كثيراً ما كان يزور الممثلين القانونيين والشخصيات المحلية وحتى جيران مكان تواجده. إقامته، ورغم المخاوف التي تنتابه منذ انتخابه زعيماً للحركة في قطاع غزة، إلا أنه كان يزور أهله وأقاربه بشكل مستمر.

وقال أحد أقاربه إنه على عكس ما يعتبره الكثيرون شخصية حادة للغاية، فإنه (السنوار) كان يتمتع في كثير من الأحيان بروح الدعابة والنكات، حتى خلال اللقاءات والاجتماعات التي كان يقودها على مستوى قيادة الحركة. .

لكن هذا لا ينفي أنه يتمتع بشخصية قيادية برزت في المناقشات حول القضايا المصيرية والمهمة، وكانت قادرة على حسم أي نقاش.

ويقول مرشد سبق له أن رافقه: “خلال المفاوضات التي جرت مع الوسطاء حول الوضع في غزة خلال فترة مسيرات العودة والأحداث اللاحقة (بين 2018 و2019)، حرص (السنوار) على التعبير عن موقفه”. الرأي.” اتخذ قراره الشخصي بإجماع قادة الحركة، وحقق إنجازات مهمة على مدى السنوات التي اضطر الاحتلال خلالها إلى الخضوع لمطالب الحركة.

ويعتقد المحللون أن فشل إسرائيل في الوصول إلى السنوار يشكل مشكلة لمستويها السياسي والعسكري.

ويبدو أن الإسرائيليين يعلقون آمالاً كبيرة على عامل الوقت ليمنح جيشهم الفرصة للوصول إلى السنوار حياً أو ميتاً، لخلق انطباع بالنصر في الحرب.

وعلقت مصادر حماس بأن السنوار كان على علم وفهم جيدًا أن إسرائيل تريد قتله أو اعتقاله للادعاء بأنها انتصرت في الحرب.

وأضافت المصادر أنه نظراً للسنوات الطويلة التي قضاها في السجون الإسرائيلية، فهو يفهم جيداً عقلية الإسرائيليين وقادتهم، وبالتالي يدير سياسياً العديد من جوانب النضال، خاصة خلال المفاوضات والشروط التي يجب مراعاتها، فهو مفاوض عنيد يريد التوصل إلى إجماع فلسطيني، خاصة بهدف الوقف الكامل للحرب وانسحاب قوات الاحتلال من كافة مناطق قطاع غزة.

ولفتت المصادر إلى أنه «لا يتخذ القرار منفرداً ما دام يتعلق بقضية وطنية مهمة، بل يفضل الاحتفاظ دائماً بصيغة التشاور الداخلي حول كل نقطة تطرح خلال المفاوضات وغيرها».

وكثيرا ما طرحت إسرائيل فكرة السماح بإبعاد قيادات حماس بقيادة يحيى السنوار من قطاع غزة كجزء من حل يسمح بالتوصل إلى اتفاق. إلا أن ذلك قوبل بمقاومة من داخل الحكومة الإسرائيلية من جهة، ومن حماس نفسها من جهة أخرى.


شارك