“وعود انتخابية”.. هل سينجح ترامب في إنهاء الحرب بغزة ولبنان؟
مع إعلان فوز دونالد ترامب في الانتخابات الأمريكية، تزايدت التساؤلات حول قدرته على إحداث تغييرات جوهرية في السياسة الخارجية الأمريكية، خاصة في المناطق المضطربة مثل غزة وأوكرانيا ولبنان. ونظراً لتوجهه السياسي، يظل السؤال قائماً ما إذا كان ترامب قادراً بالفعل على تهدئة الوضع في هذه المناطق المعقدة، خاصة في ضوء التحديات السياسية والاقتصادية العالمية التي تواجهها.
ويطرح المحللون السياسيون العديد من التوقعات حول قدرة ترامب على إنهاء هذه الحروب، حيث يتنوع التحليل بين من يرى في فوزه فرصة للاتفاق ومن يرونه عاملا يزيد الوضع تعقيدا ويمتد الصراعات.
المحلل السياسي والخبير في شؤون الشرق الأوسط د. وحسن مرهج من بين الذين يعتقدون أن وعود ترامب بإنهاء الحروب في غزة ولبنان وأوكرانيا تظل مجرد تصريحات انتخابية لا أكثر.
وقال مرهج، في تصريح خاص لايجي برس: “ترامب يقدم نفسه دائما على أنه الرجل القادر على إحداث التغيير، لكن في الواقع لا يمكن بناء السياسة الأمريكية على الدعاية الانتخابية وحدها”.
وفيما يتعلق بالوضع في غزة، أشار مرهج إلى تصريحات ترامب السابقة التي دعت إلى إنهاء سريع للحرب الإسرائيلية على غزة، لكنه أضاف أن الواقع الإقليمي والدولي يعقد الأمور ويجعل تحقيق هذا الهدف أكثر صعوبة.
ومن الممكن أن يكون لدعم ترامب غير المشروط لإسرائيل، بالإضافة إلى سياساته السابقة في الشرق الأوسط، تأثير سلبي على فرص السلام في المنطقة. وقال مرهج إنه كلما اقترب ترامب من العودة إلى البيت الأبيض، زادت احتمالية اتباعه سياسات لصالح إسرائيل على حساب الفلسطينيين، الأمر الذي سيؤدي إلى تفاقم الأزمات في غزة ولبنان.
من جانبه، قال المحلل السياسي إيان بريمر، رئيس مجموعة أوراسيا، لايجي برس، إن ترامب سيواصل دعمه القوي لإسرائيل. ويرى بريمر أنه من الممكن أن يقدم ترامب عرضا جديدا لإنهاء الصراع، لكن مشروط بما تعتبره إسرائيل ضروريا لتحقيق أمنها، وهو ما قد يضع الفلسطينيين في موقف ضعيف.
وفيما يتعلق بالوضع في لبنان، أكد أستاذ العلوم السياسية أمين قمورية في حديثه لـ”ايجي برس”، أن ترامب يهتم بالقضايا الاقتصادية والأمنية أكثر من اهتمامه بالحلول السياسية للصراعات.
وأوضح قموريا: “بناء على مواقف ترامب السابقة بشأن الصراع في لبنان وملف إيران، يبدو أن سياسته الخارجية تأخذ أمن إسرائيل بعين الاعتبار، وقد يضطر ترامب بفعل الضغوط الاقتصادية والسياسية على مختلف الأطراف إلى معالجة هذه الملفات. “.”
وأضاف قموريا أن الحل في لبنان يمكن أن يكمن في دعم الاستقرار الأمني الذي يضمن النفوذ الإسرائيلي ويقوض محاولات إيران لزيادة نفوذها في المنطقة. وفي إشارة إلى رغبة ترامب في إنهاء الصراعات، أكد قموريا أن “سياسة أمريكا تجاه إسرائيل يمكن أن تكون حجر عثرة في طريق الحل الحقيقي في المنطقة”.
من جانبه، يتوقع إيان بريمر أن يعمل ترامب على تعزيز الاستقرار من خلال الحد من النفوذ الإيراني في المنطقة مع الحفاظ على علاقاته الوثيقة مع إسرائيل. ويعتقد بريمر أن هذا النهج يمكن أن يساعد في تعزيز التطبيع مع دول الخليج.
خلال حملته الانتخابية، وعد ترامب الناخبين الأمريكيين العرب والمسلمين بأنه سينهي الحرب. وخلال العام الماضي، قال ترامب مرارا وتكرارا إن هجمات 7 أكتوبر لم تكن لتحدث لو كان في السلطة.
ويدعو ترامب منذ عدة أشهر إلى إنهاء سريع للحرب التي تشنها إسرائيل على غزة، بل ووجه خطابه لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قائلا: “عليك أن تنهيها، وبسرعة”، وأضاف: “حققوا نصركم”. الحرب يجب أن تتوقف، القتل يجب أن يتوقف”، لكن ترامب يعتبر نهاية الحرب رغم دعواته لإنهاء الحرب.
اقرأ المزيد
ادفع أو استسلم. ما الذي يحمله ترامب لحلف شمال الأطلسي وأوروبا؟
“صفقة القرن”.. ملف يلتف حول عنق دونالد ترامب منذ 2020
تايوان والتعريفات الجمركية. كيف يتعامل «رجل الجمارك» مع الصين؟