حجب القمر.. قصة إجلاء الراهبات الكاثوليك من الخرطوم لإنقاذهن من ويلات الحرب؟
– الأب يعقوب لـ«الشروق»: ما مررنا به لم يكن سهلاً أبداً.. وتعرضنا لقصف متكرر من قوات الدعم السريع. – مسؤول سوداني: نفذنا عملية الإخلاء على مرحلتين بدءاً بالراهبات والكاهن والمساعد ثم الأطفال والأمهات.
في 28 يوليو من العام الماضي، ومع اختفاء ضوء القمر من سماء العاصمة السودانية الخرطوم، وهدأت أصوات القصف المتبادل بين القوات المسلحة ومليشيا الدعم السريع، وفق الروتين المعتاد للمواطنين، واصل سكان كنيسة الدار اضطرت ماري، بسبب الظروف، إلى عدم مغادرة المدينة المزدحمة وسط ضجيج المدافع وقاذفات القنابل، فبدأت في النوم، على أمل أن تجد طريقة للراحة، وهو ما كان لديهما خلال النهار. كان مفقودا. ومع هدوء الليل، استعدت الراهبات الكاثوليك والكاهن المرافق لهن لمغادرة مقر كنيسة دار مريم في منطقة الشجرة جنوب العاصمة منذ اندلاع الصراع في 15 أبريل/نيسان 2023. ورغم هذا الهدوء ضربهم تتسارع قلوبهم من شدة الخوف والتوتر الذي سيطر عليهم. وبدا لهم أن صوتها أيقظ الجميع تقريبًا النائمين في الكنيسة، ولفت انتباه قناصة الدعم السريع الذين كانوا يتربصون بهم من على أسطح المباني الشاهقة المحيطة بهم!
وفي مشهد هادئ وحذر، وسط ظلام دامس، ركض رجل في الأربعينيات من عمره، ينتمي للقوات المسلحة النظامية ويرتدي الزي المدني، نحو مقر الكنيسة وأشار إلى صف من السيارات المصفحة السوداء التي كانت على وشك الدخول من خلالها. وسرعان ما أشارت المنطقة الخارجية إلى الكاهن والراهبات بالمغادرة قبل أن يستيقظ النائمون في بيت الكنيسة ويتسرب خبر رحيلهم من المكان الذي أحبوه وعزيزا على قلوبهم والذي عاشوا فيه لسنوات عديدة من قبل. عاشت الحرب ولم تغادر خلال حرب الأربعة عشر شهرا.
** ساعة الصفر لتنفيذ الخطة
كانت الساعة يوم الأحد تشير إلى العاشرة مساء وحان وقت تنفيذ الخطة السرية لإجلاء الراهبات، والتي تم إعدادها ومراقبتها آنذاك من قبل القوات المسلحة وجهاز المخابرات السودانية، والقس ومساعده الشاب من ومن مقر الكنيسة في منطقة الشجرة بالخرطوم إلى مدينة أم درمان ومن ثم إلى مدينة بورتسودان في ولاية البحر الأحمر (شرق السودان) ومنها إلى بلادهم.المنطقة التي كانت تبعد كيلومترين عن قيادة فيلق البانزر وأصبحت هدفاً لقوات الدعم السريع بعد اشتداد الحرب، تم التحرك فيها سريعاً بسيارات مدرعة سوداء اللون، بنيران المدفعية أو رصاص القناصة. توقفت السيارات عند نقطة معينة وركب الكاهن والراهبات قارباً نقلهم عبر النيل الأبيض إلى مدينة أم درمان. تتكون كنيسة دار مريم من ثلاثة مباني، الأول “كنيسة”، والثاني “بيت للراهبات”، والثالث “مدرسة”. وتقع الكنيسة بالقرب من مقر قيادة سلاح الدبابات بمنطقة جنوب الخرطوم، وأصبحت أول جدار دفاعي لقيادة القوات المسلحة في مواجهة الهجمات القصفية العنيفة التي تشنها قوات الدعم السريع على منشآت الجيش.تنتمي مجموعة الراهبات الكاثوليكيات إلى عدة جنسيات مختلفة وهي تابعة للجمعية السالزيانية الكاثوليكية في روما. ويشرف مكتبها الإقليمي على أنشطة الجمعية في نيروبي. وتمارس الجمعية أنشطتها في منطقة الشجرة بالخرطوم، وظل مركز “دار مريم” الذي يقدم الرعاية للأطفال المحتاجين (الأيتام) والرعاية الطبية للأمهات البديلات عالقاً في هذا الموقع منذ تفشي المرض. الصراع العسكري ويرفض أن يتركه يشعر بالقلق إزاء استمرار الرعاية المنزلية للأطفال والأمهات البديلات وحتى بعد الحرب. وقدموا الخدمات للمواطنين الذين يسكنون بجوار المنزل وهرعوا إليهم بحثاً عن مأوى بعد أن دمرت منازلهم جراء القصف وبسبب الخوف من شبح الجوع والعطش، خاصة في ظل اشتداد القصف. التفجيرات وإغلاق الطرق المحيطة وتدمير المحلات التجارية وانقطاع الكهرباء والمياه عن المنطقة. ومن قلب الكنيسة الكاثوليكية بولاية البحر الأحمر، وتحديداً من مدينة بورتسودان، التقت «الشروق» بالراهبات والكاهن ومساعده الشاب والمسؤول الذي أشرف على عملية الإخلاء، التي أطلق عليها اسم «حجب». ..”أصبحت مون” لتوثيق كيف كانت رحلة إنقاذهم من أهوال القصف العشوائي والحصار وكيف قضوا الليل تارة بالبكاء وتارة بالذعر… وبين بكاء النساء وصراخ الأهالي. الأطفال، تبقى المأساة “البطل الحقيقي لقصتهم”.
**توفير الغذاء وعلاج المصابين
الأخت تيريزا، مواطنة بولندية في السبعينات من عمرها، قالت لـ«الشروق» والابتسامة الحزينة على وجهها إن عندما اندلعت الحرب في 15 أبريل من العام الماضي، بدأنا في تجهيز المكان للأشخاص الذين سيحتاجون إليه لأن أهلنا يعيشون في خيم بأغطية بلاستيكية في راكوبة، فعرفنا أن هذا الوضع غير مناسب لهم.
وأضافت الأخت تريزا: “كنا نطبخ لهم الطعام في مدرستنا التي كان لدينا فيها 850 طفلاً، وكانت الأمهات يقدمون لهم كل صباح وجبة الإفطار، فكان علينا أن نستمر في تقديم الطعام لهم في بداية الحرب، ومن ثم قمنا “قمنا بإصلاح عربة لتوصيلها إليهم حيث أنهم كانوا على بعد ثلاثة كيلومترات من المكان الذي نعيش فيه وبالطبع كان من الخطر أن يأتي الأطفال إلينا ثم بدأنا في طهي الطعام في مقرنا، وجاء الأطفال إلينا و أخذها إلى المنزل فقط ليخبرنا بعدد الأشخاص الموجودين في المنازل.
وأوضحت الراهبة أنه مع اشتداد القتال بقي معنا العديد من المواطنين، وكان البعض ينظر إلى المكان على أنه محطة انتظار حيث يبيتون ليلاً لمدة يوم أو يومين ثم يغادرون مرة أخرى، سواء كانوا مسلمين أو مسيحيين، وقالت: “نحن لا فاسألهم عن أسمائهم أو دينهم».
أشارت الأخت تيريزا بيدها إلى الأخت ماري التي قالت إنها تستطيع أن تخبرنا عن عدد الأشخاص الذين تعرضوا للجروح حيث ساعدتها الراهبات في علاج المصابين، وأضافت أن من كان منهم على أقدامه يمكنه الذهاب سيأتي إلينا، ومن لا يستطيع يأتيهم بعربتهم «وهي عربة تجر «باليد».»
لكن عندما حاولنا التحدث مع الأخت مريم لتخبرنا تفاصيل عن دورها في علاج المصابين، لم نتمكن من ذلك بسبب صمتها التام وشارد نظرها. قالوا إنها تعرضت لصدمة نفسية شديدة نتيجة الأهوال التي عاشتها خلال الحرب! كان صمتها أبلغ من أي كلام!
** خطورة الموقع الميداني لبيت الراهبة
القس يعقوب الذي رافق الراهبات منذ اندلاع الصراع العسكري – وهو هندي من أصل سوداني جاء واستقر في السودان قبل 39 عاما – بدأ حديثه مع الشروق بسؤال: “ماذا أقول أم؟” ماذا؟ ما مررنا به ليس سهلاً على الإطلاق!
ثم قال ساخراً: “لقد اندلعت الحرب في عيد ميلادي.. فكانت تلك أول مفاجأة شخصية لي!”
وأكمل حديثه قائلاً: “كنت مديراً لمعهد ماريوس للتدريب المهني بالعاصمة الخرطوم، والذي يبعد 7 كيلومترات عن منطقة الشجرة (مقر كنيسة دار مريم)، وفي اليوم الأول بعد الحرب، أخذت الطلاب والمعلمين إلى المنزل، وبقيت معي أنا وثلاثة رهبان من الهند. ومع اشتداد الصراع، قرر الرهبان مغادرة السودان والسفر إلى الهند، لكنني قررت الاستمرار، وبما أنني كنت خائفًا جدًا على الراهبات، قررت الانضمام إليهم ومساعدتهم في تقديم الخدمات للأطفال والمواطنين. وكذلك في أداء الشعائر الدينية والصلاة على الله، وتوجه إليهم في نهاية شهر مايو. “
ويضيف الأب يعقوب أن خطورة الموقع الميداني للدير تكمن في أنه كان محاطاً بمنطقة الكلاكلة ومقابر الرميلة وحتى منطقتي أبو حمامة واللاماب، وهذه المناطق تخضع لسيطرة الدعم السريع وبالتالي وكان المقر محاصراً من عدة جهات حتى لم يعد بإمكاننا الخروج، ويضيف: تم إغلاق جميع الأسواق والصيدليات وانقطعت جميع الخدمات في المنطقة.
وفي سبتمبر/أيلول، أصبح الوضع أسوأ عندما أصبحنا محاصرين بالكامل. في هذه اللحظة، احتل قناصة الدعم السريع أسطح المباني المحيطة بنا، واستهدفوا المواطنين وقتلوا 15 مواطناً، لأن الدير كان أمامه شارع واسع، مما ساعدهم على جعل المنطقة مرئية بوضوح.
يتذكر الأب يعقوب بحزن شديد ويقول: “أصعب يوم مررنا به كان في شهر تشرين الثاني عندما احتفلنا بعيد القديس مارتن بولس في مبنى من ثلاثة طوابق، الطابق الأول منه كان الكنيسة. وفجأة حدث انفجار ضخم ناجم عن قنابل الدعم السريع هزت الأرض بأكملها وسمعنا إحدى الراهبات تصرخ طلباً للمساعدة وتقول: “ركضنا جميعاً ووجدنا أن الجزء الشمالي من المبنى انهار ومساعد تشان”. أصيب بشظية في قدمه، مما أدى إلى إحداث ثقب كبير في الجدار. ثم أصابت باب إحدى غرف الراهبات، فسقط الباب على جسد الراهبة.
وبعد أيام قليلة، قصفت الكنيسة مرة أخرى، مما أدى إلى تدمير المدرسة. منذ تلك اللحظة قررنا مغادرة الكنيسة وبدأنا بالاتصال بالراهبات المسؤولات في روما. تقرر انسحابنا في ديسمبر الماضي، لكن الصليب الأحمر الدولي شدد على ضرورة الحصول على موافقة الدعم السريع والجيش حتى يمكن تنسيق الانسحاب.
لكن قبل يوم من المغادرة أبلغنا موظف الصليب الأحمر في السودان أنه سيتم نقلنا من مكان إقامتنا إلى مستشفى بجوار قيادة المدرعات، وبالتأكيد وصلت عربات الجيش لتقلنا مع 111 مواطناً آخرين يريدون لترك النقل معنا.
لكن بعد نصف ساعة قيل لنا أننا لا نستطيع الذهاب لأن الجيش أبلغ الصليب الأحمر أن عليهم اصطحابنا من المستشفى، لكنهم وصلوا إلى شارع الذخيرة وبدا أنها إحدى الحافلات التي كانوا فيها. تعرضوا لإطلاق نار وسمعنا بوجود قتلى، فتأجل الخروج وألغيت العملية.
ولذلك قررنا أن نضع أنفسنا تحت سلطة جهة واحدة وهي “القوات المسلحة”، حتى يتم إجلاؤنا، ورغم أن الجيش استجاب لطلبنا، إلا أنه اضطر إلى الانتظار للوقت المناسب بسبب الوضع الأمني الصعب.
ومنذ ذلك الحين انتظرنا على أمل الخروج، إلى أن أخبرنا الجيش في شهر يوليو/تموز الماضي أنه سيتم إجلاؤنا هذا الشهر، ولكن بطريقة سرية. وطالبوا بأن نكون جاهزين للإخلاء في أي وقت، وعدم إبلاغنا بموعد التحرك إلا قبل ساعتين من موعده للتأكد من سرية العملية، وأن تتم عملية الإخلاء مرتين، المرة الأولى ل لنا والمرة الثانية لبقية الناس.
** رحلة الخروج ومحطاتها الرئيسية
وعن تفاصيل المغادرة، قال الأب يعقوب، إن العوائل التي كانت تعيش معنا ذهبت إلى فراشها في تمام الساعة التاسعة مساء يوم 28 تموز، ووصلت سيارات الجيش في الساعة العاشرة والنصف. حزمنا حقائبنا ووضعناها في السيارات وسرنا إليهم ببطء شديد، لكن بعض الأمهات استيقظت وقالت: “وين رايحين؟”، لكننا لم نتمكن من الرد عليهم وغادرنا في صمت.
ويتابع: ركبنا المركبات حتى وصلنا إلى ضفاف النيل الأبيض. كان هناك قارب أسود ينتظرنا وجلسنا في قاع القارب حتى اختفت رؤوسنا في الخارج، واستغرق الأمر وقتًا أطول من المعتاد ووصلنا في الساعة الثانية عشرة والنصف بعد منتصف الليل على الضفة الثانية للنيل في المدينة أم درمان. وفي الليل، وفي ظلام دامس، استقبلنا فريق آخر في سيارتين للخدمة السرية، وعندما وصلنا إلى عمق المدينة، أذهلنا الأضواء في الشوارع، وغياب صوت الرصاص، وهدوء المنطقة. !
وبعد الاستقرار في أم درمان لمدة أسبوع انتقلنا براً إلى مدينة بورتسودان ثم إلى بلادنا وسنعود إلى السودان مرة أخرى.
** سطوع ضوء القمر عامل أساسي في عملية الإخلاء
وقال ضابط المخابرات السوداني المسؤول عن عملية الإخلاء، رفض ذكر اسمه، لـ«الشروق»: «أطلقنا على العملية اسم «حجب القمر» لأن قوات الدعم السريع كانت تستهدف قصف الكنيسة من الداخل والخارج». خاصة من قبل القناصة المتمركزين على أسطح المباني القريبة من المنزل. لديهم معدات قناصة متطورة تصل إلى مسافة 7 كيلومترات، وبالتالي كان العامل المهم في العملية برمتها هو “سطوع ضوء القمر” لأنه يشكل التهديد الأكبر، بفضل مراقبتهم الدقيقة في الليل، فهم يساعدوننا على اكتشاف كل حركة.
ويتابع: أنقذنا خمس راهبات وكاهنًا ومساعدًا، بالإضافة إلى 106 أشخاص، بينهم 78 طفلاً و28 أمًا بديلة. في العملية الأولى تم إخلاء الراهبات والكاهن والمساعد، وتمت العملية الثانية بعد أيام وقمنا بإخلاء الأطفال والأمهات.
وأضاف لـ«الشروق» أن هذه المحاولة ليست الأولى، حيث ساعدنا الصليب الأحمر الدولي في نوفمبر الماضي، لكنها باءت بالفشل بسبب الدعم السريع، حيث لم يتم اتباع معايير القانون الدولي الإنساني في التعامل مع المدنيين.
لكن ونظراً للظروف الصعبة التي يعيشونها والوضع الإنساني المعقد الذي يعيشون فيه، عملنا على توفير الخدمات والحماية العامة لهم وحاولنا تخفيف العبء عنهم من خلال توفير الطوارئ الغذائية والصحية كما وكذلك توفير مياه الشرب من خلال الطاقة البديلة (الطاقة الشمسية) وتوفير خدمة الانترنت عبر الأقمار الصناعية للتواصل معنا ومع عائلاتهم في الخارج. لقد قدمنا لهم الطعام أربع مرات عن طريق الإنزال الجوي أو التسليم المباشر من قيادة المنطقة العسكرية حتى موعد الإخلاء المخطط له.
وأشار إلى تدهور صحة الراهبات بسبب تقدمهن في السن والصدمات النفسية التي تعرضن لها خلال الحرب، بالإضافة إلى الأمراض التي عانين منها من بينها “الضغط والسكري” التي أصيبن بها جراء شظايا القذائف. نتيجة القصف الذي تعرض له المنزل سابقاً.
وأضاف أن الدعم السريع حاول ذات مرة اقتحام المنزل، لكن الجيش تصدى لهم، ويرجع ذلك أساسًا إلى اعتقادهم أن الكنائس تحتوي على “ذهب ودولارات”، كما يعتقدون أن اختطاف الرهائن الأجانب سيؤدي إلى فدية مالية كبيرة!
وأكد المسؤول أن الوكالة تلقت كتابا رسميا من إحدى الجهات المرتبطة بالفاتيكان يأذن بعملية الإخلاء من قبل السلطات النظامية ولأن هذا النوع من العمليات يتطلب عملا دقيقا وفقا للقانون الدولي، ولهذا السبب قامت فرق العمل الخاصة لدينا وتم نشر قوات لها لمدة شهرين لوضع الخطة وتأمين المقر وطرق الإخلاء والطرق البديلة. وبما أنها كانت عملية معقدة للغاية، فقد اتبعت كل هذه الإجراءات “جنوب السودان وبولندا والهند وإيطاليا ووزارة خارجية الفاتيكان”، بالإضافة إلى المنظمة الدولية للهجرة والصليب الأحمر. لكن قبل بدء التحرك بفترة، قضينا على وحدات القناصة المتمركزة في المنطقة من خلال عمليات نوعية ثم حددنا الوقت من اليوم والساعة لتنفيذ خطة الخروج. كما قمنا بتأمين طريق التنقل حيث تم نقلهم إلى مدينة أم درمان وتلقوا الرعاية الطبية اللازمة ثم تم نقلهم إلى مكان آخر حتى وصولهم إلى شرق السودان.
وأشار إلى أن هناك من رفض مغادرة البلاد، خاصة مواطني جنوب السودان، حيث أنهم لا يتمتعون بوضع أسري طبيعي هناك ولذلك يعتقدون أن المنزل هو أفضل مكان لهم، تاركين حوالي ست أسر يبلغ عددهم 55 شخصا. غادر.
إذن الحرب في السودان لم تفرق بين المسلمين والمسيحيين !!!