نائب رئيس رابطة تجار السيارات: ركود غير مسبوق يضرب سوق السيارات المصرية
• محمود حماد: قلة العرض ترفع الأسعار.. ومصر تحتاج 250 ألف سيارة سنويا
قال محمود حماد، نائب رئيس جمعية تجار السيارات ورئيس قطاع السيارات المستعملة، إن سوق السيارات يشهد حاليا ركودا غير مسبوق. وأشار إلى أن الارتفاع المستمر في الأسعار هو السبب الرئيسي لهذا التباطؤ، مؤكدا أن أي انخفاض في الأسعار يرتبط بتوفر كميات أكبر من السيارات في السوق.
وأضاف حماد لـ«المال والأعمال – الشروق» أن هناك حاليًا تباطؤًا حادًا في حركة البيع والشراء لدى وكالات السيارات، مشيرًا إلى أن تجار ووكلاء ومستوردي السيارات في مصر يعانون من أزمة حادة نتيجة هذه الأزمة. هذا إلى تشديد القيود على الواردات والأزمة الاقتصادية.
وأوضح نائب رئيس جمعية تجار السيارات، أن السوق المصري يحتاج إلى ضخ 250 ألف سيارة سنويا لتحقيق استقرار الأسعار والقضاء على ظاهرة “الغلو في الأسعار”. ومع ذلك، توقع حماد زيادة قدرها 120 ألف سيارة فقط للعام الحالي، وهو أقل بكثير من العدد المستهدف. وأشار إلى أن 350 ألف سيارة دخلت السوق سنويا في عام 2007 مما يعكس تراجعا كبيرا في حركة الاستيراد.
وأكد محمود حماد أن سوق السيارات المصري واجه تحديات كبيرة في الآونة الأخيرة بسبب الأزمة الاقتصادية وتقلبات أسعار الصرف. انخفضت المبيعات بشكل ملحوظ في يناير وفبراير.
وتابع: “في شهر مارس، تكبد العديد من التجار خسائر كبيرة بسبب فروق سعر الصرف بين السوق الرسمية والسوق السوداء، واستمر الوضع في التدهور في الأشهر التالية، حيث المبيعات في بعض الأحيان تقترب من الصفر ويعاني السوق حاليًا بشكل خطير اختناق العرض.”
وتأتي هذه التوقعات في الوقت الذي يعاني فيه السوق المحلي في مصر من نقص المعروض، خاصة بعد توقف الاستيراد جزئيا بسبب إلغاء شرط تسجيل سيارات الركوب في نظام “ACI”.
وبسبب التعليق السابق لشرط تسجيل سيارات الركوب في نظام “ACI”، لا تزال الواردات متوقفة جزئيا. مما أدى إلى قيام البعض ببيع هذه الأرقام بمبالغ كبيرة، مستغلين حاجة المواطنين إلى استيراد سيارات جديدة.
ووافقت مصر على تطبيق نظام التسجيل المسبق للشحنة عام 2020، وبدأ التشغيل الإلزامي لهذا النظام في أكتوبر من العام التالي. ويعتمد هذا النظام على توافر بيانات ومستندات الشحنة قبل 48 ساعة على الأقل من الشحن، مما يتيح للمستورد الحصول على رقم تعريفي للشحنة «بند جمركي» (ACID)، عبر منصة «نفزا» المملوكة للدولة.
أدت أزمة حظر الاستيراد والأزمات الخارجية، سواء الصراع في البحر الأحمر أو نقص سلاسل التوريد والشحن العالمية، إلى تحول شركات السيارات العاملة في السوق المصري إلى التجميع المحلي بدلاً من الاستيراد الكامل.
ومن ناحية أخرى، تهدف مصر إلى التحول إلى الإنتاج المحلي للسيارات لتقليل الواردات. وفي أكتوبر الماضي، قال الرئيس عبد الفتاح السيسي: «هل من المعقول أننا لا نستطيع أن نصنع سيارات في مصر تلبي احتياجاتنا المحلية محليا، وهذا ليس بالأمر السهل؟».