زارها الملك فاروق.. حكاية ساقية رومانية عملاقة بالمنيا عمرها 2300 سنة -صور
منذ 300 سنة قبل الميلاد. في القرن الرابع قبل الميلاد، كانت صحراء المنيا على وشك تدشين واحدة من أكبر وأقدم النواعير المعروفة في مصر، لاستخدامها في الزراعة وتطهير الموتى والتحنيط. تم بناء هذه الساقية العملاقة في صحراء تونة الجبل “مدينة الموتى” المليئة بالكنوز الأثرية. اختفت المنطقة الغربية جنوب المنيا بمرور الوقت والطقس وعادت للظهور من خلال البعثات الأثرية في الثلاثينيات.
وتعد “الساقية الرومانية” من المعالم السياحية الرئيسية التي يرغب مئات السائحين في زيارتها بمنطقة تونة الجبل بمركز ملوي بالمنيا. وبحسب الدراسات فقد تأسست حوالي عام 340 قبل الميلاد. بنيت في العصر الروماني. وتم إنشاؤه عام 1931 على يد د. سامي جبرة، عالم الآثار المصري الكبير، تم اكتشافه أثناء أعمال التنقيب بجامعة القاهرة.
وكان من الغريب أن تعود هذه العجلة المائية إلى العمل من جديد رغم أن عمرها تجاوز عشرات القرون، حيث كان الدكتور. وتمكن سامي جبرا وفريق عمله من ترميم الساقية وتشغيلها خلال زيارته للمنطقة عام 1937 ضمن احتفال كبير بحضور العشرات من الآثار المصرية والأجنبية.
أطلق جبرا على بئر هذه العجلة اسم “البئر العجيبة” لأن هذه البئر تتكون من طابقين وعمق الطابق الأول 15 مترا وينتهي ببئر أصغر على عمق أكبر وقد تم حفرها بجهد كبير ودقة مبهرة لتحقيق ذلك للوصول إلى المياه الجوفية.
تم بناء هذه العجلة المائية أيضًا بالطوب الأحمر حيث أن هذا الطوب من أقدم الطوب الأحمر الذي عرفته مصر وكان الرومان أول من استخدمه في مصر ومعروف عنه أنه يتكيف مع عوامل العصر ويستمر لفترة طويلة .
وبحسب مفتشي الآثار بالمنيا، فإن الساقية لعبت دورا مهما في استخراج المياه من عمق حوالي 70 مترا تحت الأرض، من خلال بئر كبير ينزل إليه عبر درج حلزوني، ثم ضخ المياه لعدة أغراض خاصة في التنظيف. والطيور المقدسة الميتة والقديمة، وخاصة الطائر الذي كانت له حديقة كبيرة حول الساقية قديماً، ويتغذى على أشجارها، ويدفن في المنطقة بعد وفاته بعد عمليات التحنيط.
تقع هذه العجلة المائية الضخمة على بعد أمتار قليلة من مقبرة بيتوزيريس وبجوار معبد جيهوتي “ساحة الحج”. وسبق للبعثة الألمانية أن أكدت خلال عملها في المنطقة أنه من المحتمل أن يكون هناك العديد من النواعير الأخرى في المنطقة والتي لم يتم اكتشافها بعد.
آخر أعمال الترميم للساقية الرومانية بالمنيا تمت منذ حوالي عامين، ومنذ ذلك الحين تشهد المنطقة تدفقًا كبيرًا للسياح الراغبين في زيارة كل من الساقية الرومانية والآثار المجاورة، خاصة مقبرة إيزادورا “الشهيد” الحب”، وسراديب الموتى الغامضة، ومقبرة بيتوزيريس.
إقرأ أيضاً:
مدينة تحت الأرض.. قصة سراديب الموتى الغامضة والمثيرة في المنيا – صور