المفتي: التسامح هو السبيل الأسمى لتطويق التحديات في عالمنا
البروفيسور د. قال نذير عياد مفتي الديار المصرية، إن العالم في هذا اليوم الذي يتسم بقيم السمو الإنساني المتخف بعباءة السمو الأخلاقي، وتكمن فيه معاني النبل الإنساني والفضيلة الراسخة، يبدو أن العالم يحتفل بواحدة من أهم أعظم وأسمى المبادئ، وهو المبدأ الذي يخلق أسس السلام ويقوي أواصر المحبة بين الناس. إنه اليوم العالمي للتسامح.
وشدد في بيان صدر بمناسبة اليوم العالمي للتسامح، على أن “التسامح بطبيعته ومضمونه ليس مجرد فضيلة نتبناها أو قيمة نظهرها في المناسبات والاجتماعات، بل هو ذلك” جوهر الحياة وسر استدامتها. وهو الجسر الذي ينتقل عليه الإنسان من ظلمات التعصب والكراهية إلى نور المحبة والوئام. وهو الدواء الذي يشفي القلوب من أمراض الحقد والبغضاء. وأبدلهم الأمن والأخوة الصادقة».
وأضاف: “لقد وضع الإسلام منذ بداية حياته أعظم القواعد التي تضمن التسامح في جميع شؤون الحياة. ودعا إلى رد الشر بالحسنة وأوضح أن أعظم الناس من صالح أعدائه؛ قال الله تعالى: {وَلَا يَعْدُلُ الْخَيْرُ وَلاَ الشَّرُّ}، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ألا أخبركم بالخير؟” هل تحبني وهل أنت الأقرب إلي؟ وجلسنا يوم القيامة: نعم يا رسول الله. قال: إنه أحسنكم أخلاقا.
وتابع: “إن هذا اليوم هو نداء جليل لكل قلب ينبض بالإيمان والإنسانية أن يعيد النظر في سلوكه وموقفه تجاه الآخرين، وأن يجعل التسامح أسلوب حياة دائم وليس شعاراً عابراً يستخدم خلال الاحتفالات يوضع ثم يطوى”. “لأنه مفتاح الاستقرار الذي تغلق من خلاله أبواب الصراع، وأساس الحوار الحضاري الذي تبنى عليه جسور التفاهم بين الشعوب، هو الطريق الأمثل لمواجهة التحديات العاصفة.” التي تجتاح عالمنا من التعصب الأعمى. إنها تطمس الرؤى، والصراعات المدمرة تهدم المباني وتذيب الروابط.
فلنجعل من هذا اليوم بداية جديدة لترسيخ ثقافة التسامح في مجتمعاتنا ولنكون جميعاً أبطالاً للسلام بأفعالنا وليس بأقوالنا. وبالتسامح تنهض الأمم، وتجتمع القلوب، ويتحقق الانسجام المنشود. “
واختتم تصريحه قائلاً: “في هذا اليوم ندعو إلى وضع حد لهيب الصراعات التي تدمر حاضر ومستقبل البشرية، وأن نعمل جميعاً بقلوب ونوايا نقية لبناء عالم للعمل” معًا لإنهاء الصراعات وتخفيف معاناة الشعوب والسعي من أجل عالم يزدهر فيه التعاون والتفاهم في كل مكان.
ونسأل الله أن يرزقنا قلوباً نقية وأرواحاً سامية، مليئة بالتسامح والمحبة”.