أزمات جيش الاحتلال لا تتوقف.. تفكك الروح المعنوية وتزايد حالات الرفض للخدمة
سلطت وسائل إعلام إسرائيلية الضوء على الأزمات الكبيرة التي يواجهها جنود الاحتلال في قطاع غزة، وسط تصاعد الجدل حول عدم وجود أهداف واضحة للحرب المستمرة، والجدل الدائر حول مصير الأسرى وإمكانية التوصل إلى اتفاق تبادل.
وأعرب يسرائيل زيف، الرئيس السابق لقسم العمليات في الجيش، عن قلقه العميق بشأن أوضاع الجنود في غزة عندما قال للقناة 12: “الوضع هناك صعب للغاية بالنسبة لهم وسمعت من بعض جنود الاحتياط أنهم لن يعودوا بسبب الظروف القاسية التي يعيشون فيها.
وأشار زيف إلى أن الجيش الإسرائيلي يبدو أنه يستعد لاحتلال طويل الأمد دون أهداف واضحة، مضيفا أن الجنود كانوا يعانون ليس فقط من الضغوط العسكرية، ولكن أيضا من التأثير السلبي للحرب على حياتهم العائلية، وهو ما دفع البعض وقال إنهم للقيام بذلك يجب أن يعلنوا أنهم “لن يكونوا أدوات مطيعة لهذا”.
منذ هجوم 7 أكتوبر 2023، يعيش جيش الاحتلال أزمة غير مسبوقة من حيث حجم الخسائر والتحديات التي يواجهها على مختلف الجبهات سواء في المجال العسكري أو على المستوى الداخلي والخارجي، والتي جاءت فجأة وبشكل غير متوقع، أحدثت موجة من التداعيات الأمنية والسياسية التي لم يسبق لها مثيل حتى يومنا هذا.
-خسارة في الحياة
وتكبد الجيش الإسرائيلي خسائر فادحة في صفوف جنوده منذ بدء العمليات العسكرية في قطاع غزة. وبحسب تقارير جيش الاحتلال فإن عدد الجنود الذين قتلوا يقدر بنحو 798 جنديا سمح بنشر أسمائهم.
وواجهت بعض الوحدات العسكرية المتقدمة، مثل وحدات النخبة، هجمات مضادة شديدة من قبل الفصائل الفلسطينية، مما أدى إلى مقتل عدد من الجنود وإصابة آخرين بجروح خطيرة.
-خسائر المعدات العسكرية
واستخدمت الفصائل الفلسطينية تكتيكات مبتكرة لمطاردة الدبابات والمركبات المدرعة الإسرائيلية، بما في ذلك استخدام الصواريخ الموجهة والطائرات بدون طيار.
وبحسب ما ورد تم تدمير عدد كبير من المركبات العسكرية، بما في ذلك دبابات ميركافا والعربات المدرعة، مما يشكل تحديًا كبيرًا أمام الحفاظ على التفوق العسكري التقليدي لإسرائيل.
– الإحباط ورفض القتال
وفقاً لتقرير صادر عن مجلة “هاماكوم” الإسرائيلية، بعد مرور عام على الإبادة الجماعية في غزة، يرفض المزيد والمزيد من الجنود الإسرائيليين أوامر العودة للقتال في قطاع غزة، قائلين إنهم مكتئبون، منهكون، متضررون نفسياً، وغير متحمسين.
وأجرت المجلة مقابلات مع العديد من الجنود وأولياء أمور الجنود الذين يرفضون العودة إلى غزة، ومؤخرا، في آخر جولات عديدة، عندما تلقت فصيلة مكونة من 30 جنديا من لواء ناحال الأمر بدخول غزة، لم يظهر سوى ستة جنود فقط. يصل واجب.
– أزمة الحريديم
ويواجه جيش الاحتلال أزمة في تجنيد اليهود الحريديم. وأصدر الجيش يوم الأحد دعوة لتجنيد اليهود “الحريديم” الملتزمين دينيا لتعزيز قواته في الحرب ضد غزة ولبنان، وهو ما قد يزيد التوترات بين المتدينين والعلمانيين.
أعلنت وزارة الدفاع الإسرائيلية أنه سيتم استدعاء 7000 من الحريديم تدريجيًا أثناء العمل على خلق بيئة تسمح لهم بالحفاظ على نمط حياتهم الديني أثناء الخدمة.
يأتي ذلك بعد أن قضت المحكمة العليا في يونيو/حزيران الماضي بإلغاء الإعفاءات الواسعة لطلاب المعاهد الدينية التي تم منحها منذ قيام إسرائيل عام 1948، عندما تم تحديد عدد الحريديم في يوليو/تموز الماضي، مما أثار اعتراضات متزايدة من الأحزاب الدينية في حكومة نتنياهو الائتلافية.
وبينما يسعى قادة جنود الاحتياط إلى توسيع نطاق التجنيد الإجباري ليشمل الحريديم، يحثهم حاخاماتهم على رفض الاستدعاء لأنهم يعتقدون أن دورهم الأساسي هو دراسة التوراة، وليس الخدمة في الجيش من أجل التوراة للحفاظ على هويتهم الدينية.