بعد قرار بايدن.. ما سقف الرد الروسي على هجوم أوكراني باستخدام سلاح أمريكي؟
وبعد سماح الرئيس الأميركي جو بايدن لأوكرانيا بالتوغل في عمق الأراضي الروسية بأسلحة أميركية، أثار القرار غضباً واسع النطاق في روسيا وتعددت التساؤلات حول رد موسكو على هجوم محتمل من كييف بأسلحة غربية.
أعطى بايدن أوكرانيا الضوء الأخضر لاستخدام الصواريخ طويلة المدى التي قدمتها الولايات المتحدة لمهاجمة روسيا. ولعدة أشهر، دعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى رفع القيود المفروضة على الصواريخ المعروفة باسم ATACMS حتى تتمكن كييف من الهجوم خارج حدودها.
ووفقا لوثيقة نشرت على الموقع الإلكتروني للحكومة الروسية، وافق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على المبادئ المحدثة لاستخدام الأسلحة النووية يوم الثلاثاء.
وجاء في الوثيقة: “من أجل تحسين سياسة الدولة الروسية في مجال الردع النووي، أصدر مرسوما: الموافقة على الأساسيات المرفقة لسياسة الدولة الروسية في مجال الردع النووي”. بحسب موقع سبوتنيك الإخباري الروسي.
وتنص الوثيقة على أن “سياسة الدولة في مجال الردع النووي ذات طبيعة دفاعية وتهدف إلى الحفاظ على قدرات القوات النووية عند مستوى كافٍ لضمان الردع النووي وحماية سيادة وسلامة أراضي “الدولة الإسلامية”. ضمان وردع أي عدو محتمل عن العدوان على الاتحاد الروسي أو حلفائه، وفي حالة اندلاع صراع عسكري، منع تصعيد الأعمال العدائية وإنهائها بشروط مقبولة لروسيا أو حلفائها.
واعتبر ديمتري بيسكوف، المتحدث باسم مكتب الرئاسة الروسية في الكرملين، توسيع احتمالات استخدام الأسلحة النووية ردا “ضروريا” على ما يعتبره بوتين “تهديدا” لأمن روسيا من الغرب، مشيرا إلى أنه “من الضروري” “تكييف أساسياتنا مع الوضع الحالي.”
فقبل أسابيع قليلة من الانتخابات الرئاسية الأميركية في نوفمبر/تشرين الثاني، أمر بوتن بإدخال تغييرات على العقيدة النووية بحيث ينص على أن أي هجوم على روسيا باستخدام القوة النووية يمكن اعتباره هجوماً مشتركاً على روسيا. لكن السؤال هو ما الحد الأعلى لهذه الإجابة الروسية؟
ومن شأن هذه الأسلحة، التي يبلغ مداها الأقصى عدة مئات من الكيلومترات، أن تسمح لأوكرانيا بمهاجمة المواقع اللوجستية للجيش الروسي والمطارات التي ينطلق منها مقاتلوها.
وفي هذا الصدد، قال محمد صالح الحربي، الخبير العسكري والإستراتيجي ورئيس الأركان العامة السابق لفرانس 24، إن الحديث عن الصواريخ الأميركية بعيدة المدى ليس جديدا: “القرار الأميركي قد يفتح الباب أمام دول أخرى”. إلى أوكرانيا لتزويدها بالأسلحة”.
وأشار الحربي إلى أن بايدن ربما سعى إلى “المفاوضات والضغط” بهذا القرار، وهو الرأي الذي اتفق معه عمر الرداد، الخبير الاستراتيجي والمحلل السياسي، الذي رأى أن “القرار الأمريكي ليس بعيدا عن.. تمت إزالة “توجهات الإدارة الديمقراطية لتسليم السلطة لدونالد ترامب المعروف بمواقفه”. ويبدو أن بايدن يخلق عقبات أمام التقارب المحتمل بين ترامب وبوتين خلق في المستقبل.
وبحسب الحربي فإن مثل هذه الخطوة لن تمثل تغييرا كبيرا على الأرض، إذ أثبت الواقع العملياتي والتكتيكي أن “الطائرات بدون طيار تستخدم فعليا من قبل الأوكرانيين لمهاجمة الأعماق الروسية، لذا لا جديد في هذا الأمر”. وبغض النظر عن مسألة النطاقات والآليات والتكتيكات، فلا تزال روسيا… ستواصل عملياتها العسكرية، سواء داخل أوكرانيا أو لاستعادة السيطرة على المناطق التي غزتها قوات كييف، مثل كورسك. “
وأشار إلى أن “عملية مكافحة الصواريخ قصيرة المدى أو بعيدة المدى، أي التي يتراوح مداها بين 80 و150 كيلومترا، لم تتغير. ومن ناحية أخرى، أصبحت الطائرات بدون طيار رأس حربة الجيوش الحديثة.
كما توقع أن يكون قرار بايدن، في حال تأكيده رسميا، مجرد “ورقة تفاوض وضغط من الحكومة الأمريكية قبل انسحابها في 20 يناير/كانون الثاني، ومن المحتمل أن يكون أيضا رسالة إلى دول الناتو”.
وعن تأثير القرار على مسار الحرب على الأرض، يوضح الرداد في حديثه لـ”فرانس 24” أن تأثير القرار على مسار الحرب لن يكون ملحوظاً رغم “الترهيب الذي يتم الحديث عنه”. ومن غير المتوقع أن يؤثر ذلك على توازن القوى العسكري بين الجانبين الروسي والجانب الأوكراني، خاصة أن الأسلحة التي تتم مناقشتها هي صواريخ شادو ستورم وما يعادلها والتي لا يزيد مداها عن 300 كيلومتر داخل روسيا.
وأشار إلى أن أهدافهم المحتملة ستكون قواعد عسكرية ومطارات ومراكز قيادة وسيطرة، ويعتقد على نطاق واسع أن الجيش الروسي مستعد لها، رغم أن بعضها قد يتسبب في خسائر في التشكيلات العسكرية الروسية.