سينما عن الإنسانية.. كيف ظهر ذوي الهمم على شاشة مهرجان القاهرة السينمائي؟
يعرض مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته الـ 45، العديد من الأفلام التي تشترك، على الرغم من اختلاف جنسياتها، في بعض العوامل الفنية المشتركة، مثل شخصيات “ذوي الاحتياجات الخاصة”، التي ستشاهدها في هذه الدورة ليس فقط في كان الفيلم.
وكان ظهور هذه الشخصية يدور حول سياق «الانتخاب»، لأن هذا السياق أثار سؤالاً خفياً: «هل يمكننا انتخاب هؤلاء الأشخاص؟» والأفلام المعنية هي «فيتوريا»، وهو فيلم روائي إيطالي طويل، «الجنة تحت أقدام» . “الأمهات” فيلم روائي طويل من قيرغيزستان، و”عائشة” فيلم روائي طويل من تركيا، تنوعت فيه تصرفات الشخصيات من عمل لآخر وكانت القصة التي تظهر فيها كل شخصية مختلفة، لكن عامل الاختيار هو العامل العلاقة الأساسية بينهما.
وفي الفيلم الإيطالي “فيتوريا”، ظهرت الشخصية وهي فتاة تعاني من تأخر إدراكي أثر على قدرتها على الكلام والتحدث، في الثلث الأخير من الفيلم عندما تلتقي “ياسمين” بفتاة صغيرة وتقرر أنها ستكون الابنة. والذي تم اختياره للتبني بعد رحلة طويلة من البحث والتغلب على العقبات القانونية. بيروقراطية عملية التبني في إيطاليا.
تدور أحداث الفيلم حول ياسمين، وهي امرأة أربعينية متزوجة ولديها ثلاثة أطفال وتدير صالونًا لتصفيف الشعر في جنوب نابولي. تتغير حياتها بعد وفاة والدها حيث تظل تراودها أحلام تقلقها عندما ترى والدها يمسك بيد فتاة صغيرة تركض نحوها وتقفز بين ذراعيها. تقودها هذه الأحلام إلى طلب تفسير طبي ثم تتخذ قرارها بتبني طفلة صغيرة، لكن يجب عليها أولاً التعامل مع رفض زوجها قبل الشروع في رحلة مليئة بالتحديات مع إجراءات التبني.
بعد خوض هذه الرحلة، تجد ياسمين نفسها عالقة عندما تكتشف حالة الطفل. تنهار وتبكي لأنها تشعر أنها مسؤولية كبيرة ولديها أسئلة حول السؤال: “هل كان عليها أن تختار تبني هذه الفتاة؟” لكن زوجها يدعمها في شيء واحد لحظة التحول متأثرة بأجواء المنزل دار الأيتام وحالة الأطفال. يتميز الفيلم بأنه مستوحى من قصة حقيقية، حيث قام مؤلفو القصة أنفسهم بتصوير أحداثها في عمل خيالي.
أما الفيلم الثاني “عائشة” فهو يحمل شخصيات حقيقية أيضاً ولكن في دراما لم تحدث بل اخترعها صناع الفيلم، حيث اختار المخرج نجمي سنجق ابنة عمه (من ذوي الاحتياجات الخاصة) وشقيقته فاطمة وقرر أن يصنع فيلماً. فيلم روائي طويل يقوم على فرضية: “ماذا لو تولت فاطمة العرض؟”، من ستتزوج، أخيها أم الزوج الجديد؟
تدور أحداث الفيلم حول عائشة، امرأة في الأربعينيات من عمرها، تعمل في محطة وقود، وهو أمر نادر، وتعتني بنفسها كامرأة. إنها تعتني بأخيها الذي لا يستطيع فعل أي شيء أو التعامل مع العالم بدونها وبدون والدهما المسن. عندما يغادر والدها ويتقدم لها سائق تعرفه، تبدأ… بالتفكير في أخيها، كيف أنه يشكل عائقًا أمام هذا الزواج، لكن ما الفائدة؟ هي تفعل، ومن هنا يبدأ الصراع على الاختيار، خاصة عندما تشعر بضغط شديد لأنه يحتاجها في كل تفاصيله، حتى الذهاب إلى المرحاض.
تقرر عائشة الخروج من باب المنزل دون إغلاقه بشكل صحيح حتى يخرج شقيقها وتفقده، ولكن عندما يحدث ذلك تنهار تمامًا وتكون في حالة خوف شديد عليه حتى تتمكن من العثور عليه في تلك اللحظة. يعبر المخرج عن فقدان العريس المحتمل عند التقاطع بينما يستمر السائق في سيارته في طريق مختلف: سيارة الإسعاف مع عائشة وشقيقها.
أما في فيلم «جنة تحت أقدام الأمهات» فهنا ظهرت الشخصية في دور الابن. يريد أن تذهب والدته معه إلى الجنة، وعندما يسمع أن الحج سيحقق ذلك، يقرر الذهاب إليه، فيذهب الحج سيرا على الأقدام من بلده الصغير قيرغيزستان إلى مكة، وخلال هذه الرحلة يعيشها صعوبات ومصاعب كبيرة وفي كل موقف بالغ الخطورة أثناء الرحلة، تختار الأم البقاء مع ابنها مهما كانت الظروف، بل تنقذه من الموت وتخاطر بحياتها من أجله.