إعلام عبري: إسرائيل بدأت تطبيق فكرة الإدارة العسكرية في قطاع غزة
قالت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية، إن حكومة الاحتلال مقبلة على فرض الحكم العسكري في غزة، ما يشير إلى تغير جذري في استراتيجياتها العسكرية والاستيطانية في قطاع غزة.
وذكر مراسل الصحيفة لشؤون الاستيطان إليشا بن كيمون، من خلال مراقبته المستمرة للتحركات العسكرية على الأرض، أن “الجيش الإسرائيلي بدأ في تنفيذ استراتيجيات على الأرض تتوافق مع فرض السيطرة الدائمة على غزة”.
ونقلت قناة الجزيرة عن الصحيفة قولها: “في الآونة الأخيرة، تم توسيع نطاق القوات المسلحة تدريجياً من خلال إنشاء قواعد عسكرية جديدة في مواقع حساسة، كما تم توسيع شبكة الطرق التي يسيطر عليها جيش الاحتلال في أجزاء مختلفة من البلاد”. “قطاع غزة”، ما أدى إلى “المساهمة في خلق بيئة سيطرة عسكرية دائمة”.
بالإضافة إلى ذلك، بدأت المؤسسة العسكرية بالتنسيق مع شركات خارجية تعمل تحت الإشراف الإسرائيلي المباشر لتنسيق المساعدات الإنسانية في غزة، وهي خطوة لم يكن من الممكن تصورها قبل هذه النقطة.
وبحسب بن كيمون، فإن هذه الخطوات تشير إلى أن إسرائيل بصدد تنفيذ مخططات كانت في السابق على الورق فقط، لكنها أصبحت الآن واقعا ملموسا على الأرض.
وتقول الصحيفة إن الانتقال إلى الحكم العسكري في غزة يرتبط بمشاكل سياسية داخل الحكومة الإسرائيلية، خاصة المواقف المتطرفة لأعضاء الحكومة اليمينيين مثل بتسلئيل سموتريتش وإيتامار بن جفير، الذين يدفعون بسياسات متشددة تجاه غزة. القطاع وتجاه الفلسطينيين عموماً قطاع غزة.
وتشير في هذا السياق إلى أن وزير الدفاع الإسرائيلي السابق يوآف غالانت سبق أن تحدث ضد هذه السياسة ورفض خطط تعزيز المستوطنات في شمال قطاع غزة.
ولكن مع استبدال يسرائيل كاتس لغالانت كوزير للدفاع وإجراء تغييرات أخرى في الحكومة، يبدو أن خطط الاستيطان في غزة أصبحت أقرب إلى التنفيذ.
ويرى بن كيمون أن هذا التغيير في القيادة ساعد في تسريع تحركات إسرائيل لفرض الحكم العسكري على غزة، في وقت تتطابق فيه الأهداف السياسية لعدد من قادة المستوطنين الذين يرون في هذه الفترة فرصة تاريخية مع الواقع لتغيير الأرض جذريا، لصالح الاستيطان الإسرائيلي في القطاع.
لكن كما يوضح بن كيمون، فإن هذا التحرك العسكري لا يخلو من التحديات القانونية والسياسية.
وفي الوقت الذي تحاول فيه إسرائيل فرض سيطرتها العسكرية على غزة، تتعرض الحكومة الإسرائيلية لضغوط قانونية هائلة، خاصة من محكمة العدل الدولية ومنظمات حقوق الإنسان.
وفي هذا السياق يشير بن كيمون إلى أن إسرائيل تواجه ملاحقات قانونية قد تكون لها تداعيات خطيرة على المستوى الدولي، بما في ذلك إمكانية محاكمة قادة الاحتلال أمام محكمة العدل الدولية في لاهاي. بسبب تعاملاته مع الفلسطينيين في قطاع غزة.
بالإضافة إلى ذلك، يشير إلى أن إسرائيل قد تضطر إلى تولي مسؤولية الإدارة المباشرة لقطاع غزة، وهو ما يعني تلبية احتياجات السكان الفلسطينيين من المساعدات الإنسانية والكهرباء والصرف الصحي، وهو ما قد يكون صعبا في ظل الوضع الحالي.
وتشير الصحيفة إلى أنه “في ظل غياب قرار سياسي حاسم بشأن المرحلة المقبلة في غزة، يواجه المسؤولون الإسرائيليون تحديات كبيرة في كيفية التعامل مع هذه الأمور وفقا للقانون الدولي”.