صناع الفيلم اللبنانى المرشح للأوسكار يكشفون كواليسه لـ«الشروق».. «أرزة» يظهر للعالم عدم استسلام المجتمع فى مواجهة تحدياته
أعجبت بسيناريو الفيلم منذ اللحظة الأولى وتأثرت به كثيرًا. أعجبتني شخصية “أرزا” وتفاصيلها، وكذلك الطريقة الذكية التي يكتب بها فيصل السيناريو سام شعيب ولؤي خريش مؤلفي الفيلم، وتصويرهم للموضوع بطريقة جذابة وذكية تعجب الشعب اللبناني. وتاريخ لبنان، وعن المرأة التي تشبه خلق لبنان الاختلافات والارتباط والتكاتف، لذلك كان من المهم بالنسبة لي أن أعبر عن هذا الموقف خاصة في الفيلم بعد أن كانت لديها ثقة كبيرة في بلدي أظهر القدرة على تصوير الشخصية.
ما هو الموضوع الرئيسي الذي يعرضه الفيلم؟
يتناول الفيلم المرأة اللبنانية الحقيقية ومشاكلها ويكسر الصورة النمطية للمرأة اللبنانية في عيون العالم من خلال قيام امرأة بالتجول في الشوارع مع ابنها بحثا عن دراجته التي اشترتها لمساعدتها في توصيل الطعام فهي تجهز لعملائها، و”أرزا” بطلة الفيلم تمثل المرأة اللبنانية التي نعرفها جميعاً في لبنان وتمثل جزءاً كبيراً من المجتمع اللبناني، وهي المرأة العاملة. التي تدعم أفراد الأسرة، وتتحمل الحياة بكل صعوباتها ولا تستسلم… رغباتها أو الأشياء التي تريدها ولا تتنازل. فهي تصر على إعطاءها حقوقها كاملة ولا تتنازل ولو عن جزء بسيط منها. وهي ترفع رأسها دائماً وبكل كرامة وفخر، تجسد المرأة التي يعرفها ويفتخر بها المجتمع اللبناني كله.
كيف تعاملت مع تفاصيل شخصية «أرزا»؟
الشخصية لم تحتاج إلى الكثير من التحضير، لا سيما أن «أرزا» هي مثال للمرأة اللبنانية التي نلتقي بها في كل مكان، في السوق، في البقالة، في المدرسة، في الجهات والدوائر الحكومية، والشخصية وتفاصيلها كانت مكتوبة بشكل رائع وتحدثت. عملت كثيراً مع المخرجة ميرا شعيب لمعرفة التفاصيل التي تريد إظهارها في الشخصية وقمنا بالكثير من التدريبات قبل بدء التصوير الفعلي.
تخشى العديد من الممثلات أن تلعب دور الأم للمراهق. كيف ترى ذلك؟
لم يكن يخيفني أن ألعب دور والدة شاب في سنوات مراهقته، خاصة أن بطلة الفيلم تزوجت في سن صغيرة جداً وأنجبت ولداً على الفور بسبب الظروف التي مرت بها، ولم تتمكن من العيش فيها الطفولة لتعيشها، ولذلك عند التعامل مع ابنها ندرك أنها طفلة مثله وأن الحياة توقفت بالنسبة لها في سن مبكرة.
متى انتهيت من تصوير الفيلم؟ ما الصعوبات التي واجهتك أثناء العمل عليه؟
لقد انتهيت من تصوير الفيلم منذ عامين ولم تكن هناك صعوبة لأننا صورنا الفيلم في 24 يومًا. لقد كانت بمثابة رحلة ومغامرة. تجولنا في شوارع بيروت، وسافرنا معًا من منطقة إلى أخرى لتصوير المشاهد، ونشأ بيننا رابطة قوية. لقد حرص على أن يكون لدينا جميعًا قلب رجل وعملنا بإخلاص في الفيلم وهكذا تغلبنا على كل العقبات والصعوبات التي لم نشعر بها حتى حتى نستمر في إنتاج الفيلم بأفضل طريقة كنا نتمنى أن أجرح نفسي مرتين خلاله. أثناء التصوير وكسرت قدمي، وكانت الإصابة الأولى في أول يوم تصوير. قرر المخرج التوقف عن التصوير لأنه حرص على صحتي، لكنني رفضت وأصرت على مواصلة العمل. أحب الانخراط كثيرًا في التصوير وأنا متعلق بالشخصية والإصابة الثانية حدثت في آخر يوم من التصوير.
تعاون معك زوجك الفنان هاني عادل في فيلم «الأرز» من خلال تجميع الموسيقى التصويرية للفيلم. صف لي كيف كانت المشاهد؟
قرأ هاني السيناريو وشاهد الفيلم أمامي بعد التصوير ليعزف الموسيقى. لقد أحب الفيلم وأدائي حقًا وكان متحمسًا أكثر للعمل. اهتم بتقديم الموسيقى المشابهة للفيلم والتي جاءت من الشارع اللبناني، لذلك قام بالكثير من الأبحاث وعاد إلى موسيقى السبعينيات في لبنان والأغاني اللبنانية واجتهد فيها لأنه كان يحب الموسيقى الفيلم، الشخصيات ويفهم أبعادها واستطاع أن يمنح المشاهد شعوراً بأن الموسيقى تلعب دوراً مثل كل شخصية في العمل ولا تتكون فقط من ألحان حلوة في الفيلم.
سبق لك أن شاركت في أغنية “على الوعد” مع هاني عادل وفرقته “وسط البلد” وكانت فكرتك. ما الذي ألهمك للقيام بذلك؟
وصادف تواجدي في الاستديو الخاص بهم وسرعان ما خطرت ببالي فكرة كتابة قصائد نثرية باللهجة اللبنانية وقراءتها لهم، وطلبوا من الشاعر عمار مصطفى أن يعيد كتابتها باللهجة المصرية حتى تظهر في النسخة النهائية التي يسمعها الجمهور.
هل تأخذين رأي هاني عادل بعين الاعتبار دائما عند اختيار أعمالك الفنية؟
بالطبع نتحدث دائمًا عن كل شيء صغير وأثق في رأيه كثيرًا وهو أول شخص أسأله عن كل شيء.
• المؤلف لؤي خريش: أريد دائماً أن أصنع أفلاماً تظهر المجتمع اللبناني كما نراه في الواقع
يحرص الكاتب والسيناريست اللبناني لؤي خريش على المشاركة في فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي منذ عام 2018، لكن زيارته هذا العام مختلفة حيث يشارك في المهرجان بفيلمه “الأرز”. في حواره مع «الشروق». “، يكشف خريش فكرة الفيلم والسر وراء اختياره إعطاء دور البطولة في القصة لامرأة. كيف حولت الفيلم القصير إلى فيلم روائي طويل؟
متى بدأت رحلتك مع الفيلم ومن أين جاءتك الفكرة؟
الفكرة اقترحها فيصل سام شعيب، شقيق المخرج، وهي مستوحاة من فيلم إيطالي كلاسيكي بعنوان “سارق الدراجة”. وفي العمل الإيطالي، أبطال الفيلم يشترون دراجة هوائية فتُسرق، الفكرة التي بدأت قصتنا، لكننا اتفقنا على تصويرها بطريقة مختلفة مع بطلة أنثى وليس رجلاً. نتعامل دائمًا مع قضايا المرأة ونهتم بمراعاة هذه القضايا في عملنا – امرأة تشتري دراجة نارية لابنها. لمساعدتها في عملها، تم سرقتها.
ماذا أضفت للفيلم من تجاربك الشخصية؟
أردنا أن نصنع فيلماً يظهر المجتمع اللبناني كما نراه، بتنوعه واختلافاته التي لا نراها في السينما. نكتب دائمًا عن المجتمع اللبناني وخاصة عن المرأة اللبنانية، ونجعل من ذلك نقطة لمعالجة كافة الصعوبات والتحديات الاجتماعية التي تواجهها ورغبتها في مساعدة أسرتها وعدم الاستسلام، ومن خلال تجربتنا الخاصة أقنعنا بطلة «أرزا» بتحسين ظروفها المعيشية حتى لا يهاجر ابنها. إنها معاناة مماثلة عشناها عندما غادرنا لبنان عندما كنا مراهقين. أردنا تقديمه كفيلم قصير، لكن بعد أن بدأنا في الكتابة أدركنا أنه سيكون من الأفضل لو كان عملاً طويلاً.
ما الذي تغير في تحضير الفيلم بعد أن تحول إلى فيلم روائي طويل من فيلم قصير؟
لم تتغير القصة كثيرًا في الفيلم، لكن الصعوبة كانت في إيجاد طريقة لسرد القصة، وتحويلها إلى فيلم طويل سمح لنا باحتواء كل التفاصيل التي أردنا عرضها وإضافة المزيد من التطورات للقصة والسيناريو وليكتشف المشاهد أسرار بيروت من خلال الفيلم.
ما الصعوبات التي واجهتك أثناء إخراج الفيلم؟
صعوبات التصوير بدت واضحة في توقيت التصوير حيث بدأنا التصوير خلال الأزمة الاقتصادية الأكبر التي شهدها لبنان بعد أزمة انفجار مرفأ بيروت، لكن حماسة فريق العمل ساعدتنا في تجاوز هذه الأزمات.
كيف ترى مشاركتك في مهرجان القاهرة؟
هذه ليست المرة الأولى التي أحضر فيها كل عام منذ 2018 ودائمًا ما ألتقي بصانعي الأفلام وأتشارك معهم التفاصيل والمعلومات وأكتسب تجارب كنت فخورة بها جدًا عندما حضرت المهرجان فيلمًا صنعته بنفسي.
• المخرجة ميرا شعيب: الأهم بالنسبة لي هو التركيز على العنصر النسائي في العمل
شهدت المخرجة اللبنانية ميرا شعيب حالة خاصة مع عرض فيلمها «أرزا» في مهرجان القاهرة السينمائي، والذي يمثل أول عمل طويل لها على الشاشة الكبيرة. وكشفت في حوارها مع “الشروق” أنها تتحدث عن اللحظات التي عاشتها بين الترشيح لجائزة الأوسكار وعرضها في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي.
كم من الوقت استغرق التحضير للفيلم؟ ما الذي أعجبك في الفكرة؟
عندما أخبرني فيصل ولؤي عن الفيلم، بدأنا العمل عليه كفيلم قصير، لكن بعد فترة أدركنا أنه يحتاج إلى مساحة سردية لتحويله إلى فيلم طويل في أمريكا وفي مهرجانات عربية مختلفة لتقديم السيناريو والفيلم. الحصول على تعليقات على السيناريو والفكرة. وهذا ساعدنا كثيراً في تطوير الفيلم وبدأت رحلة الفيلم معهم منذ البداية. وكانوا هم التاليين في الغرفة في منزلي عندما بدأوا العمل على الفكرة وكنت أسمع أفكارهم وآرائهم باستمرار، وفي وقت إعداد الفيلم كنت أعيش في لبنان، وكانت لي اتصالات كبيرة مع جيل المراهقين، وهم جمهور السينما، وماذا يريد هذا الجمهور أن يرى؟ ما هي الأفكار التي تدور في ذهنه؟ أبلغت هذا إلى مؤلف العمل.
هناك دائمًا شعور بالخوف في فيلمك الطويل الأول. أخبرني عن هذه المرحلة. ما هو شعورك تجاه المشاركة في فيلم مهرجان القاهرة السينمائي؟
التجربة برمتها كانت مخيفة، خاصة في اليوم الأول من التصوير. كان هناك حوالي 60 شخصًا يطرحون عليك أسئلة، ويجب أن يكون لديك دائمًا إجابات لهذه الأسئلة. كما أنك تتعامل مع ممثلين رائعين ولذلك تريد أن تكسب ثقتهم بأنهم سيستمعون لتعليماتك، وهذا ما قلته لهم في البداية، أن أهم شيء بالنسبة لي هو الثقة بيننا. في نهاية المطاف، الفيلم مكتوب باسم المخرج، ولا أريد أن يظهر أي منهما بطريقة لا يريدها. تبادلنا الآراء والأفكار حول الشخصيات وهذه هي الأشياء التي سمحت لنا بتصوير الفيلم بأفضل طريقة. أما عن مشاركة الفيلم في المهرجان، فلم يكتفوا بالمشاركة العام الماضي، خاصة أن السينما العربية تأتي دائما من مصر، ناهيك عن أنهم عرضوا أول فيلم روائي طويل لهم في أحد أهم المهرجانات العالمية وأهمها عربيا. المهرجان، وعندما تم تأجيل المهرجان العام الماضي شعرنا بخيبة أمل كبيرة وكان وقتًا حزينًا للغاية بالنسبة لنا لتفويت مثل هذه الفرصة وعندما تحدثوا إلينا مرة أخرى هذا العام تضاعفت فرحتنا عندما التقينا بالسينما والتلفزيون المصري، و مصر هي أم الجميع عندما يتعلق الأمر بالسينما.
كيف وجدت ردود الفعل على الفيلم بعد عرضه في المهرجان؟
ردود الفعل كانت جيدة جدًا وكنت سعيدًا جدًا بها وباستقبال الجمهور للفيلم. أعتقد أن إنسانية القصة هي سبب انجذاب الجمهور إلى الفيلم.
كيف ترى ترشيح الفيلم لجائزة الأوسكار؟
ترشيح الفيلم لجائزة الأوسكار أثار فينا مشاعر متضاربة بين الفرح والفخر بالإنجاز والحزن على ظروف الحرب والأوضاع الصعبة التي يمر بها لبنان، لكن في النهاية كان هدفنا التعريف ببيروت وأهلها حيث نشأت. وأن أنقل رسالة أمل في أفلامي.
الفيلم يدور حول قضية المرأة. فهل هذا هو السبب وراء كون أغلبية الطاقم من النساء؟
أكثر من 90% من العاملين في الفيلم هم من النساء وهذا الموضوع كان مهماً جداً بالنسبة لنا لأننا نعلم مدى صعوبة حصول المرأة على فرصة في صناعة السينما في لبنان والتحديات التي تواجهها وهي موجودة أيضاً ليس فقط في لبنان. لبنان بل في معظم أنحاء العالم. وتمنيت لو تمكنت من صناعة الأفلام، سواء أمام الكاميرا أو خلفها، أن يكون للمرأة مكان فيها لعدة أسباب أهمها أن المرأة لا تقل كفاءة عن الرجل. على العكس من ذلك، لديهم الكثير من الأفكار الإبداعية، على سبيل المثال مديرة التصوير السينمائي هي لبنانية، ولكن عندما جاءت أعطتني وجهات نظر ورؤى مختلفة عني. على سبيل المثال، أرى انقطاع التيار الكهربائي كل يوم، وقد اعتدت على ذلك، ولم أرغب في ذكر ذلك، لكن كانت لديها رؤية مختلفة لإدخال هذا الموضوع في الفيلم، خاصة أننا نجسد بيروت الطريقة التي يحدث بها ذلك في الواقع هي. حتى أنها كان لديها وجهة نظر مختلفة في الشوارع والمحلات التجارية داخلها.
وكيف ترين ترشح الفيلم للأوسكار؟
ــ ترشيح فيلم للأوسكار، تناقضت مشاعرنا ما بين الفرح والفخر بالإنجاز الصعب بلبنان، ولكننا هدفنا فى النهائي تقديم بيروت وشعبها التي تربتها، وتوصيل رسالة أمل فى أفلامى.
الفيلم الشيشان عن قضية… عمل من النساء؟
ــ أكثر من 90% من العاملين في الفيلم هم من النساء، وهذا الأمر كان شكرًا جزيلاً لنا، نحن نعلم مدى صعوبة الحصول على فرصة المرأة فى صناعة السينما فى لبنان، والتحديات التي تواجهها، وهذا أيضا ليس فى لبنان فقط ولكن فى العالم، ومن كان لديه الحكم عندما لأنها أقدم أفلاما، أن تكون للمرأة مكان به، سواء أمام الكاميرا أو خلفها لعدة أسباب، أهمها إن المرأة لا تنقيح عنها الرجل، بل بالعكس وتحمل أفكارا إبداعية كثيرة، فمثلا مدير تصوير الفيلم، ليست لبنانية، ولكن عندما تختلف الألوان إلى الاتجاهات ورؤى تختلف عمادها، على سبيل المثال كل يوم طيران الهند، واعتدت على الأمر ولم أذكر هذا بالفيلم، ولكن لم يكن لها أن ترى يختلف هذا الأمر فى الفيلم الخاص وأننا نجسد بيروت كما هى فى الحقيقة، وكان لها حس مختلف فى رؤية الشوارع والمحال بهاتيك.