نظام نتنياهو الجديد يحوّل الإسرائيليين إلى لاجئين في بلدهم
وفي عرض الصحيفة سنناقش معكم مقالاً من صحيفة هآرتس يرسم صورة للوضع الاجتماعي والسياسي الحالي في إسرائيل. نقرأ مقالاً في صحيفة نيويورك تايمز عن فرصة الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب في صنع التاريخ من خلال التوصل إلى اتفاق سلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين. ونختتم جولتنا بمقال من صحيفة القدس العربي. ويتحدث عن سيناريوهات محتملة في ظل تصاعد التحذيرات الروسية بشأن «مذهبها النووي». ظهرت أنباء تفيد بأن واشنطن سمحت لكييف باستخدام الأسلحة الأمريكية بعيدة المدى ضد أهداف روسية.
“اللاجئون في وطنهم”
نبدأ جولتنا في صحيفة هآرتس الإسرائيلية، حيث كتب زفي باريل مقالاً بعنوان: “نظام نتنياهو الجديد يحول الإسرائيليين إلى لاجئين لا صوت لهم في بلادهم”.
يعرض الكاتب في مقالته نظرة قاتمة للوضع السياسي والاجتماعي الحالي في إسرائيل ويشير إلى عدد من الأحداث المحتملة، بما في ذلك إقالة المستشار القضائي للحكومة، غالي بيهاراف ميرا، ورئيس جهاز الأمن العام الشاباك. خدمة رونين بار، بالإضافة إلى احتمال استقالة رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي؛ ولـ”فشله في الاستمرار في حماية النظام الحاكم بدلاً من الوطن”، ولإصداره قوانين تهدف إلى تفكيك النظام القانوني في إسرائيل، مثل ما وصفه الكاتب بـ”قانون التهرب من الخدمة العسكرية”، أضاف أن التطورات المحتملة قد تؤدي إلى الواقع. . إنه يجعل الإسرائيليين يشعرون بالعجز والغربة في بلدهم.
ويقول باريل إن المواطنين الإسرائيليين انضموا إلى مئات الملايين حول العالم الذين يعانون من واقع مماثل. ويضيف أن هذا الأمر لا يقتصر على “دول العالم الثالث” فحسب، بل يشمل أيضا ما يسمى بالعالم الغربي، حيث هناك أقلية من الناس يهاجرون إلى بلادهم بحثا عن مكان أفضل يمكنهم فيه تربية أطفالهم والبدء حياة جديدة، بينما لا يزال غالبية الناس يعيشون في بلادهم في “قفص من التوتر والقمع والإحباط”.
وتقول الكاتبة إن الناس لديهم أمل في التغيير، وهو ما يدفعهم إلى التعبير عن معارضتهم السياسية والتصويت مرارا وتكرارا على “تحرير أنفسهم من هذا الكابوس”. لكنه يقدم سيناريو مختلفا حيث “يفقد الناس الأمل ويشعرون وكأنهم لاجئون في بلدانهم”، مضيفا أن إسرائيل “تنزلق في هذا الاتجاه”.
ويشرح المؤلف معنى كلمة “لاجئ” في هذا السياق، فالكلمة هنا لا تدل، بل تعني، حالة اللجوء المألوفة التي تنتج عن فقدان الشخص موطنه نتيجة “غزو عسكري أو فرار من الاضطهاد “تحول أفراد المجتمع إلى أشخاص منعزلين ومغتربين بسبب فقدانهم القدرة على التأثير على مستقبل بلدهم، كما لو كانوا طالبي لجوء أو أجانب أو سائحين.
ويضيف الكاتب أن قطاعات واسعة من السكان في إسرائيل، وليس العرب فقط، “الذين تم استبعادهم تماما من المناقشات العامة”، اختاروا الصمت فعلا لأنهم أدركوا “مدى الثمن الذي يجب أن يدفعوه عندما يخرجون”. “. يعترض.”
ويختتم المؤلف مقالته بالتأكيد على أن إسرائيل “تتجه نحو الهاوية التي سيصبح فيها مواطنوها لاجئين بلا صوت داخل بلدهم”.
ترامب وفرصة صنع التاريخ
ونقرأ في صحيفة نيويورك تايمز مقالا لتوماس فريدمان بعنوان: “كيف يمكن لترامب أن يحجز مكانا في التاريخ بشكل لم يتوقعه؟”
يناقش المقال التأثير المحتمل لعودة دونالد ترامب إلى الرئاسة على الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، خاصة فيما يتعلق بحل الدولتين.
يبدأ الكاتب المقال بالتساؤل عما إذا كانت عودة دونالد ترامب إلى الرئاسة ستعني نهاية الضغوط الأمريكية على الإسرائيليين والفلسطينيين لتحقيق حل الدولتين؟ ويجيب الكاتب على سؤاله بالقول: «لا يعتمد الأمر بالضرورة على أي نسخة من ترامب ستحتل البيت الأبيض».
ويواصل الكاتب تكهناته، ويتساءل عما إذا كانت نسخة ترامب التي ستحتل البيت الأبيض هي نفسها التي عينت مؤخرا مايك هاكابي، المؤيد لضم إسرائيل للضفة الغربية، سفيرا جديدا لواشنطن لدى إسرائيل؟ أو نسخة أخرى من ترامب، الذي قام، بالتعاون مع صهره جاريد كوشنر، بصياغة ونشر الخطة “الأكثر تفصيلا” لحل الدولتين منذ إدارة بيل كلينتون؟ ويشير ذلك إلى خطة السلام التي طرحها ترامب عام 2020، والتي أصبحت تعرف باسم “صفقة القرن”.
ويضيف الكاتب أن ترامب هو الرئيس الأمريكي الذي وضع بالفعل خطة مفصلة للتعايش بين الإسرائيليين والفلسطينيين. وإذا أعاد إحياء هذه المبادرة في عام 2025، فيمكن أن نتذكره باعتباره الرئيس الذي حافظ على إسرائيل كديمقراطية يهودية وساعد في إنشاء دولة فلسطينية آمنة إلى جانبها. ولكن إذا واصل المسار الذي حدده عندما رشح هوكابي، فمن المرجح أن يتذكره الناس باعتباره الرئيس الذي أنهى إسرائيل كدولة ديمقراطية يهودية وبدد أي أمل في إقامة دولة فلسطينية صحيفة الكاتب .
ويقول فريدمان إن خطة ترامب ستتغير بما يتماشى مع كل ما حدث بعد 7 أكتوبر، وأنه من المستحيل أن يقبلها أي من الطرفين بشكلها الأصلي، لكن المهم هنا، بحسب فريدمان، أن الخطة تتضمن ما يلي: النقاط الأساسية لبدء المحادثات، حيث تقول للطرفين أن الحل الوحيد المستدام هو ضم دولتين لشعبين، مع تبادل الأراضي والترتيبات الأمنية التي يتفق عليها الطرفان.
ويختتم الكاتب مقاله بالقول إن الإسرائيليين والفلسطينيين منهكون بسبب الحرب المستمرة وأن بعض المجموعات منهم يفكرون في الانسحاب. ويضيف أنه على الأقل يمكن لترامب أن يثير الجدل والنقاشات بين الطرفين حول السلام، وفي أحسن الأحوال يمكن أن يجد مكانا في التاريخ لم يتوقعه.
تهديد أم مجرد كلام؟
ونختتم جولة الصحيفة مع صحيفة القدس العربي التي نشرت مقالا بعنوان: هل التهديد النووي الروسي “مجرد كلام”؟
افتتحت الصحيفة المقال بتصريحات لوزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو، “قلل فيها” من أهمية قرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بتحديث “العقيدة النووية” لبلاده من خلال خفض معايير توجيه ضربة نووية. واصفاً القرار بـ”مجرد كلام” و”أنه لن يخيفنا”.
وتشير الصحيفة إلى أن وزير الخارجية الفرنسي استخدم صيغة الجمع لأنه لا يتحدث نيابة عن فرنسا وحدها أو نيابة عن حلفائها الأوروبيين، بما في ذلك بريطانيا، كما أنه لا يستند إلى المنطق المجرد الذي “يرفض احتمال قيام روسيا بواجبها”. صيغة الجمع تتراجع”. قنابل نووية تكتيكية ضد أوكرانيا ردا على قرار إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن”. “السماح لكييف باستخدام الصواريخ الأميركية بعيدة المدى لمهاجمة الداخل الروسي”، لكن لكي يكون لكلماته أي معنى، عليه أن يتكلم نيابة عن الولايات المتحدة الأمريكية، التي تقدر طاقتها النووية بنسبة 42.7 في المائة من مخزونها. وبحسب الصحيفة فإن الرؤوس النووية العالمية مؤشر على ضرورة فهم تصريحات بارو في سياق التحالفات العالمية.
وتعتبر الصحيفة تصرفات إدارة بايدن أكثر حكمة من تصريحات وزير الخارجية الفرنسي، حيث قالت واشنطن إنها لا ترى أي بوادر على استعداد روسيا لاستخدام الأسلحة النووية، كما أن واشنطن من جانبها لم تغير موقفها النووي.
ومما يزيد الأمور تعقيدا، كما تقول الصحيفة، أن العالم “لا يعرف كيف سترد الإدارة الأمريكية المقبلة إذا أصبح دونالد ترامب رئيسا مرة أخرى”. أولاً، لو كان رئيساً لكان قد جاء لإنهاء هذه الحرب.
وتعتقد الصحيفة أن ترامب سينظر إلى قرار بايدن بالسماح لأوكرانيا باستخدام الأسلحة الأمريكية بعيدة المدى ضد روسيا على أنه “شكل من أشكال تأجيج التوترات بهدف جره إلى الصراع مع روسيا”، وهو ما قال إنه استراتيجية “سيسعى جاهدا لتحقيقه”. الحل الذي يرضي بوتين”.
وأخيرا، عرضت الصحيفة سيناريو آخر: التزام إدارة ترامب بقرارات بايدن الأخيرة، وهو ما “سيعني أن حرب أوكرانيا ستستمر وأن احتمالات التصعيد ستزداد، ليس فقط مع روسيا، بل أيضا مع الصين وكوريا الشمالية وغيرها”. وحذر «إيران» من أن الأمر سيبقى «لا بالنسبة لروسيا ولا بالنسبة لفرنسا»، وسيكون الباب أمام «يوم القيامة النووي» مفتوحا.