“حامل رؤوس نووية”.. ما هو الصاروخ العابر للقارات الذي بدأت روسيا استخدامه في أوكرانيا؟
وشنت موسكو في الساعات الأخيرة هجوما عنيفا بصاروخ باليستي عابر للقارات على مدينة دينيرو وسط أوكرانيا بعد أن هددت روسيا بأن أوكرانيا ستستخدم الصواريخ الأمريكية والأوروبية لمهاجمة أراضيها.
قالت خمس وزارات دفاع أوكرانية إن الصاروخ الباليستي العابر للقارات المستخدم في الهجوم على مدينة دنيبرو (وسط) تضمن عدة أنواع من الصواريخ واستهدف منشآت حيوية. وأكد تصريحها مساء الخميس الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي أشار إلى أن روسيا شنت هجوما بصواريخ متوسطة المدى تفوق سرعتها سرعة الصوت على منشأة عسكرية أوكرانية.
في البداية، تضاربت التقارير حول نوع الصاروخ بالضبط. وقالت أوكرانيا إنها أصيبت بصاروخ باليستي عابر للقارات، وقال بوتين إن روسيا أجرت اختبارات قتالية لنظام الصواريخ أوريشنيك (نوس) الذي تفوق سرعته سرعة الصوت ردا على مقترحات دول الناتو. إجراءات عدوانية ضد روسيا.
ما هو الصاروخ الباليستي العابر للقارات؟
الصواريخ الباليستية العابرة للقارات هي صواريخ باليستية يصل مداها إلى أكثر من 5500 كيلومتر (3418 ميلاً). وهي مصممة في المقام الأول لنقل الرؤوس الحربية النووية وكذلك الرؤوس الحربية التقليدية والأسلحة الكيميائية والبيولوجية.
الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وإسرائيل وروسيا والصين وفرنسا والهند وكوريا الشمالية هي الدول الوحيدة المعروفة التي تميز الصواريخ الباليستية العابرة للقارات عن صواريخ كروز لأنها تُدفع في البداية بالصواريخ، بينما تستخدم صواريخ كروز محركات نفاثة.
وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أيضا إنه قد يهاجم منشآت عسكرية في دول سمحت لكييف باستخدام صواريخها لمهاجمة روسيا، مما يشكل تهديدا واضحا للولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا.
واتفق القادة البريطانيون والأميركيون هذا الأسبوع على السماح لأوكرانيا باستخدام أسلحتها بعيدة المدى على الأراضي الروسية، مما أثار غضب الكرملين. وذكرت وسائل الإعلام البريطانية نقلاً عن مسؤولين غربيين يعتقدون أن الهجوم على المنشآت العسكرية البريطانية أو الأمريكية سيمثل تصعيدًا كبيرًا للحرب.
ووفقا لوسائل الإعلام البريطانية، فإن مثل هذا الهجوم سيكون المرة الأولى منذ بداية الحرب التي تشن فيها روسيا عمدا هجوما عسكريا على أراضي الناتو إذا نفذت روسيا تهديدها وهاجمت منشآت عسكرية تابعة للولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا في وقت سابق اليوم إن قاعدة الدفاع الصاروخي الأمريكية في بولندا هي هدف ذو أولوية لهجوم محتمل.
وقالت زاخاروفا، بحسب وكالة الأنباء الروسية الجديدة “تاس”: “بالنظر إلى حجم التهديد الذي تشكله مثل هذه المنشآت العسكرية الغربية، فإن قاعدة الدفاع الصاروخي في بولندا كانت منذ فترة طويلة من بين الأهداف ذات الأولوية للتحييد المحتمل”.
وفي وقت سابق، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الخميس، إن روسيا شنت هجوما بصواريخ متوسطة المدى تفوق سرعتها سرعة الصوت على منشأة عسكرية أوكرانية، وإن الغرب حذر من أن موسكو قد تهاجم المنشآت العسكرية لأي دولة تستخدم أسلحتها ضد روسيا.
وأضاف بوتين خلال اجتماع طارئ يوم الخميس أن الغرب يصعد الصراع في أوكرانيا من خلال السماح لكييف بمهاجمة روسيا بصواريخ طويلة المدى وأن الصراع أصبح صراعا عالميا.
وأشار بوتين إلى أن روسيا أجرت اختبارات قتالية لنظام الصواريخ أوريشنيك (نوت) الذي تفوق سرعته سرعة الصوت ردا على الأعمال العدوانية لدول الناتو ضد روسيا.
وأضاف بوتين: “رداً على استخدام الأسلحة الأمريكية والبريطانية بعيدة المدى، شنت القوات المسلحة الروسية في 21 نوفمبر من هذا العام هجوماً مشتركاً على إحدى منشآت المجمع الصناعي العسكري في أوكرانيا”.
وأشار بوتين إلى أنه “تم أيضًا اختبار أحد أحدث أنظمة الصواريخ الروسية متوسطة المدى في ظروف قتالية”، في إشارة إلى الهجوم على مدينة دنيبرو في أوكرانيا.
وأضاف: “في هذه الحالة، بصاروخ باليستي مزود بمعدات غير نووية تفوق سرعتها سرعة الصوت. أطلق عليهم رجال الصواريخ لدينا اسم “أوريشنيك”. وكانت الاختبارات ناجحة. لقد تم تحقيق الهدف الأساسي.”
وبحسب وزارة الدفاع الروسية، أطلقت أوكرانيا صواريخ أتاكوم المصنعة في منطقة بريانسك الروسية يوم الثلاثاء، كما أطلقت صواريخ بريطانية على مناطق أخرى في عمق روسيا أمس الأربعاء.
ويأتي الهجوم بعد يومين فقط من إعطاء إدارة الرئيس جو بايدن لكييف الضوء الأخضر لاستخدام الأسلحة الأمريكية بعيدة المدى ضد أهداف في روسيا.