وفا: الاحتلال يغير معالم جنين ويعدم الحياة فيها

منذ 6 ساعات
وفا: الاحتلال يغير معالم جنين ويعدم الحياة فيها

في أحد الشوارع المدمرة بالكامل، يحاول شابان استخدام أدوات بسيطة لفتح باب محلهما التجاري بعد أن دمرته جرافات الاحتلال الإسرائيلي مساء الثلاثاء الماضي. وانتشر المواطنون على طول الطريق الذي تحول إلى أكوام من الحجارة والأتربة في منطقة يطلق عليها المواطنون دوار النسيم في مدينة جنين شمال الضفة الغربية.

يقول نسيم، أحد السكان البالغ من العمر 44 عاماً، والذي أطلق على الدوار اسم متجره الموجود في الحي منذ سنوات: “لقد غيروا منظر المدينة بالكامل”.

وأضاف: “صحيح أن هذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها تدمير الحي بعد اقتحام الاحتلال، لكن حجم الدمار هذه المرة كبير جداً. وكأنهم في كل مرة يحاولون جعلنا نفعل ذلك، الخلاصة هي أنه لا مستقبل لك هنا وأن مصير حياتك لن يكون إلا الدمار والخراب. في ظل هذه الظروف، أصبح التعايش غير ممكن ولم يعد هناك أي متاجر أو منازل أو شوارع كما يريدون. هذا هو هدفهم.”

وكانت جرافات الاحتلال قد سوت الحي الشرقي من مدينة جنين بالأرض خلال اجتياح استمر 48 ساعة، ورغم أنها لم تكن المرة الأولى التي يتم فيها تدمير البنية التحتية في المنطقة، إلا أن الدمار كان أكثر اتساعا وشدة مقارنة بالاحتلال الذي تعرض له. وقد تم بالفعل تجريف الطرق التي دمرت في الهجمات السابقة وتوسيعها. وطالت أعمال الهدم مداخل المنازل وبعض المحلات التجارية، و”طمس” دوار النسيم بشكل كامل. كما طال الدمار أجزاء واسعة من الملعب البلدي وكامل شارع المدارس الذي يربط مدينة جنين. وقرى شرق المحافظة.

ويقول السكان إن قوات الاحتلال تتعمد اقتحام المدينة وتدمير بنيتها التحتية، خاصة مع اقتراب فصل الشتاء وهطول الأمطار لأنه يتعذر حينها السير في الشوارع المدمرة.

على جانب الشارع المؤدي إلى الحي، أقام طفل يبلغ من العمر 12 عاماً كشكاً لبيع الخضار وبدأ في البيع. ويقول إن مشاهد الدمار تكررت في الحي، لكن ذلك لن يمنع السكان من العودة إلى حياتهم، لأنهم أصحاب هذه المدينة ولن ينجح الاحتلال في تدميرها ما داموا هناك. ، ويعملون على إعادة بنائها في كل مرة.

وقال محافظ جنين كمال أبو الرب، في تصريح لوكالة وفا، إن الطواقم دمرت في هذه الغارة ما بين أربعة إلى خمسة كيلومترات من طرقات المدينة، وأن إعادة تأهيل كل كيلومتر تكلف نحو مليون دولار.

وأضاف: “نحن نعمل في ظروف صعبة للغاية. وتعرضت مدينة جنين ومخيمها لعشرات الغارات، ومع كل غارة يكون الدمار أكبر. واليوم نحاول إجراء عملية إعادة تأهيل طارئة لكل ما تم تدميره، خاصة أننا على حافة الكساد الذي سيضرب البلاد”.

وأكد أبو الرب أن الطواقم العاملة في جنين تعمل في ظل ظروف استثنائية، خاصة في ظل قلة المهارات واستمرار حجب الطواقم عن أموال المقاصة، ما يعني عدم توفر الأموال اللازمة لإعادة التأهيل والإعمار في المدينة والمحامل. مطلوب.

وقال: “رئيس الوزراء أطلعنا على حجم الدمار في المدينة والمخيم وبقيادة القيادة طواقم وزارة الأشغال العامة وبلدية جنين وكذلك بعض البلديات التي دعمت وبدأت “نحن”، مثل بلديتي قباطية وطولكرم، بإزالة الأنقاض وإعادة تأهيل الشوارع بشكل طارئ حتى يتمكن المواطنون على الأقل من السير فيها وتلبية احتياجاتهم الشخصية والقيام بعملهم.

وأكد أبو الرب أن ما حدث أثناء العاصفة كان له أثر كبير على حياة المواطنين، وأن التأثير كان في البداية على الجانب التعليمي، نظراً للصعوبات التي يواجهها الطلاب في التنقل في المناطق المنكوبة، حيث تم تحويل العمل إلى طرق، بالإضافة إلى فيضان مياه الصرف الصحي على الطرق.

كما توجد صعوبات في حركة المركبات على الطرق المؤدية إلى مستشفى جنين الحكومي بعد الدمار الذي خلفته الجرافات، بالإضافة إلى الاعتداءات المتكررة على سيارات الإسعاف وطواقم الهلال الأحمر التي تنقل الجرحى والمرضى خلال أيام العاصفة.

وبعد ليلتين عاثت خلالهما الجرافات وآلياتها الخراب في معظم أحياء المخيم، توجه أهالي مخيم جنين لتفقد ممتلكاتهم.

وسط منطقة تعاني من دمار كبير، كان الناس يستفسرون عن أحوال بعضهم البعض، خاصة أمام عيادة الأونروا، وهو المركز الصحي الوحيد هناك ويخدم أكثر من 16 ألف مواطن.

ويقول صاحب متجر دمره الاحتلال إن الجرافة دمرت مصدر دخله الوحيد الذي يعيله وأسرته.

وأضاف: “الطاقم يريد منا أن نغادر المخيم. كل التدمير الذي تمارسه الآليات العسكرية يهدف إلى ترحيلنا من هنا، لكننا كلاجئين في هذا المخيم ليس لدينا مكان نذهب إليه. إذا كنت تفكر في مغادرة المخيم، فالمكان الذي أنتمي إليه هو حيفا. “ووضعنا في هذا الجزء من البلاد بعد طردنا من مدننا وقرانا خلال النكبة”.

ويؤكد: “في كل مرة يتم فيها تدمير فناء المخيم وتجريف شبكة الصرف الصحي فيه، امتد الدمار اليوم إلى محيط عيادة الوكالة، وهذا يؤكد قرار إسرائيل بتعطيل عمل الأونروا في فلسطين والولايات المتحدة”. المخيمات” في الضفة الغربية.

وتحدث مدير لجنة الخدمات في مخيم جنين محمد الصباغ لـ”وفا”، عن تدمير وحرق متعمد لنحو 18 منزلا في المخيم من قبل الاحتلال، ما يعني تهجير سكانه مع اقتراب فصل الشتاء.

وقال: “ما يميز هذه الغارة أن الدمار كان أشد وأكبر، إذ طال معظم الأحياء والشوارع التي لم تدمر في الغارات السابقة”.

وشدد على العمل على الاستجابة السريعة لمساعدة المتضررين، خاصة الذين فقدوا منازلهم وتضررت أجزائهم، من خلال محاولة تأمين مساكن للإيجار لهم خارج المخيم، لافتاً إلى أن “الهدف واضح جداً”. وما معنى حكومة الاحتلال أن تجعل المخيم بيئة غير صالحة للحياة وبالتالي إخراج الأهالي منه، ومحو المخيم وفكرة المخيم من الوجود”.

ــ


شارك